في الوقت الذي ظل فيه حسني بنسليمان محافظا على مكانته رئيسا لجامعة كرة القدم منذ سنة 1994 حتى اليوم، فإن المنتخب الوطني تعاقب على إدارته التقنية عدد كبير من المدربين، إذ وصل الرقم إلى ثمانية. كان أول مدرب يتعاقد معه المنتخب الوطني في عهد بنسليمان هو الفرنسي هنري ميشيل، الذي جاء لتولي شؤون المنتخب بعد المشاركة المخيبة للآمال في كأس العالم بالولايات المتحدةالأمريكية سنة 1994. ظل ميشيل مدربا للمنتخب الوطني حتى سنة 2000، عندما فرض عليه الإقصاء المخيب للمغرب في كأس إفريقيا بغانا ونيجيريا الخروج من الباب الضيق، بعد أن عجز طيلة خمس سنوات عن تحقيق أي لقب للمغرب، رغم أنه كان يتوفر على أحسن منتخب إفريقي، بل وكان من بين أحسن 13 منتخبا في العالم. عندما طويت صفحة ميشيل تم التعاقد مع البولوني الأصل، الفرنسي الجنسية، هنري كاسبرزاك، غير أن حضوره لم يكن مقنعا، لذلك بادرت الجامعة إلى إقالته بسرعة واستبداله بالبرتغالي هومبرطو كويلهو، الذي كان قريبا من تأهيل المنتخب الوطني إلى مونديال 2002 بكوريا واليابان لولا الهزيمة أمام السنغال في آخر مباراة. ومع ذلك استمر كويلهو في منصبه، وكان معولا عليه لمحو إخفاق التأهل للمونديال بنتيجة باهرة في كأس إفريقيا بمالي، غير أن إقصاء المغرب في الدور الأول دفع الجامعة للانفصال عنه، وبعدما قاد مديح المنتخب الوطني في بعض المباريات الودية، قررت الجامعة أن تتعاقد مع بادو الزاكي تحت ضغط الشارع الرياضي والصحافة. نجح الزاكي في تحقيق نتائج باهرة للمنتخب الوطني بدأت بتأهيله إلى نهائيات تونس، ثم ببلوغه المباراة النهائية لكأس إفريقيا 2004 والتي خسرها بصعوبة أمام منتخب تونس بهدفين لواحد. شكل الزاكي منتخبا وطنيا لا يقهر، وحتى وهو يحرم من التأهل إلى مونديال 2006 بألمانيا فإنه لم يذق طعم الهزيمة، غير أن الزاكي مع ذلك سيجد نفسه خارج المنتخب، سيما أن أعضاء جامعيين كانوا ينتظرون إخفاقه. بعد الانفصال عن الزاكي سيتم التعاقد مع الفرنسي فيليب تروسيي قبل ثلاثة أشهر من نهائيات كأس إفريقيا بمصر، غير أن الفرنسي سرعان ما سيدخل في خلافات مع الجامعة، لتتم إقالته من مهامه. استنجدت الجامعة بعد ذلك بامحمد فاخر، سيما أن المنتخب الوطني كان مقبلا على المشاركة في الكأس الإفريقية. بعد العودة من مصر بدأ فاخر في إعادة ترتيب بيت المنتخب، وتمكن من تأهيله إلى نهائيات غانا دون أن يتلقى أية هزيمة، ومع ذلك تمت إقالته من مهامه، ليتم فسح الطريق من جديد أمام هنري ميشيل ليشرف على تدريب المنتخب الوطني. كان ميشيل هو أول مدرب في عهد رئاسة بنسليمان للجامعة، فهل يكون المدرب الأخير في عهده؟