أقالت الجامعة المغربية لكرة القدم الفرنسي هنري ميشيل من مهامه مدربا للمنتخب الوطني، وجاءت إقالة ميشيل خلال الاجتماع الذي عقده المكتب الجامعي أمس الخميس وامتد حتى ساعة متأخرة وترأسه الجنرال حسني بنسليمان، ووفقا لمصادر جيدة الاطلاع فإن الجامعة عينت المدير التقني الوطني فتحي جمال مدربا مؤقتا للمنتخب في انتظار تعيين لجنة تتكلف بالتعاقد مع مدرب جديد. وحسب المصادر نفسها فإن قرار إقالة ميشيل اتخذ قبل اجتماع المكتب الجامعي، مشيرة إلى أن الاجتماع جاء ليؤكده فقط. ووفقا للمصادر ذاتها فإن إقالة ميشيل جاءت بسبب التصريحات التي انتقد فيها السياسة الرياضية بالمغرب في الندوة الصحفية التي عقدها الخميس الماضي، وهي التصريحات التي جعلت الحكومة تدخل على الخط، إذ رد عليه خالد الناصري، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، بالقول إنه ليس من حق ميشيل انتقاد السياسة الرياضية وأن هناك جهات أخرى هي المعنية بذلك، بما أن مهمته محددة في تدريب المنتخب الوطني. في سياق متصل ستجد الجامعة نفسها ملزمة بأداء مبلغ يقارب 135 مليون سنتيم لميشيل مقابل إنهاء الارتباط به، حسب العقدة المبرمة بين الطرفين. إلى ذلك، كشفت مصادر جيدة الاطلاع أن الأعضاء الجامعيين ركزوا في تدخلاتهم على انتقاد تصريحات ميشيل معتبرين أنها مسيئة للمغرب ومهينة للاعبين. وبدا، على امتداد الأسبوع الذي أعقب الندوة الصحفية لهنري ميشيل، أن الجامعة كانت تمهد لقرار إقالة المدرب الفرنسي، إذ انتقد المدربون المغاربة في اجتماع لودادية المدربين ميشيل واعتبروه سببا لنكسة غانا، وأن ليس من حقه انتقاد السياسة الرياضية بالمغرب، كما وجه له المدير التقني الوطني فتحي جمال انتقاداته أيضا، قبل أن يحمله امحمد أوزال في الجلسة التي عقدها مع لجنة القطاعات الاجتماعية بالبرلمان مسؤولية الإخفاق، مؤكدا أن الجامعة وفرت كل الظروف للمدرب الفرنسي، وأن اختياراته التقنية كانت خاطئة. وذكر بلاغ لجامعة كرة القدم توصلت «المساء» بنسخة منه أن «المكتب الفيدرالي قد قرر عقب تقييمه للمشاركة المغربية في دورة غانا إعفاء ميشيل من مهامه، على خلفية فشله في تحقيق انتظارات الشعب المغربي بالرغم من الإمكانيات اللوجستيكية التي وضعت رهن إشارته». وزاد البلاغ أن دراسة معمقة للمشاركة المغربية قد أفضت إلى جعل هنري المسؤول الأول عن الإخفاق، خاصة بعد الخرجة الإعلامية التي وصفها البلاغ بأنها تفتقر للروح الرياضية، وتم تكليف الكاتب العام العربي بن الشيخ بتهييء قرار الإقالة. وفتحت المشاركة المخيبة للمغرب في غانا الباب واسعا أمام انتقاد الجامعة، إذ طالبت فعاليات رياضية بتقديم المكتب الجامعي لاستقالة جماعية. ووصف متتبعون قرار إقالة ميشيل بأنه محاولة لامتصاص غضب الجمهور، وأن المفروض أن تقدم جامعة الكرة استقالة جماعية وتعطي الفرصة لمسيرين جدد، خاصة أنها قضت ما يقارب 14 سنة دون أن تحقق إنجازات للكرة المغربية. في سياق متصل قال يوسف حجي الدولي المغربي إنه كان من الصعب على لاعبي المنتخب الوطني مواصلة مسيرتهم مع هنري ميشيل بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهها للاعبين واصفا موقفه بالجبان، في الوقت الذي قال فيه مصدر مقرب من بوشعيب لمباركي، المحترف بغرونوبل الفرنسي، إنه سيتراجع عن قرار اعتزاله الدولي، مؤكدا أن لمباركي كان أعلن اعتزاله احتجاجا على تصرفات ميشيل. يشار إلى أن ميشيل هو سابع مدرب يقود المنتخب الوطني في عهد جامعة بنسليمان بعد كويلهو وكاسبرزاك ومديح والزاكي وتروسيي وفاخر. مزيدا من التفاصيل في صفحات الرياضة.