- ما رأيك بداية في النقاش الذي فتحه الإقصاء المبكر للمغرب خلال نهائيات غانا؟ < بداية أريد أن أقول رب ضارة نافعة، فالإقصاء المبكر للمنتخب الوطني من نهائيات غانا، سمح بفتح نقاش واسع حول كرة القدم الوطنية، وأتصور أن تتويج المنتخب الوطني أو ذهابه بعيدا في الكأس القارية لم يكن ليفتح هذا النقاش، فالفوز دائما يغطي العيوب ويسترها، لكن الحوار يجب أن يكون راقيا، لا أن ينسف كل شيء، ويضع بعض الأشخاص في فوهة المدفع، أو أن يصل إلى ضرب المجهود الذي قاموا به طيلة سنوات وكأنهم لم يقدموا أي شيء. لقد أكد إقصاء المنتخب الوطني أن كرة القدم قضية للجميع، لقد شاهدنا كيف أن البرلمان انخرط بدوره في مناقشة حيثيات الإقصاء من مختلف جوانبه، لذلك فهذا الإقصاء في رأيي يجب أن يكون منطلقا لإصلاح البطولة الوطنية ولتقويم مجموعة من الاختلالات. - وما طبيعة هذه الاختلالات؟ < أعتقد أن الأزمة الحقيقية التي تعيشها الكرة المغربية هي على مستوى التسيير، فعندما تفشل الأندية في أن تحتفظ بلاعبيها، معنى هذا أن هناك فشلا، عندما يهاجر اللاعبون المغاربة إلى الدوري التونسي، معنى ذلك أن هناك مشكلا تسييريا كبيرا، فلاعب كأبوشروان مثلا كان المفروض أن يبقى ضمن فريق الرجاء، لا أن ينضم للترجي التونسي، لأن الرجاء فريق كبير على الساحة الإفريقية، وأحرز لقب عصبة الأبطال الإفريقية قبل فريق الترجي، الشيء نفسه أقوله عن التحاق بيضوضان إلى النادي الإفريقي، قبل أن يعود إلى المغرب. حتى وقت قريب كانت الأندية المغربية تتوفر على لاعبين يصنعون الفرجة ويستقطبون الجمهور لمتابعتهم، وسأعطيك مثالا بفريق المغرب الفاسي، فالجمهور كان يأتي لمشاهدة الهزاز والزهراوي، ونفس الأمر كان يحدث مع فرق أخرى، بل إن جمهور كل حي كان يأتي ليتابع لاعبا يمثله داخل الفريق، اليوم فريق المغرب الفاسي معظم لاعبيه من خارج مدينة فاس، وهذا لا يعني أنني ضد استقطاب اللاعبين، ولكن من المفروض أن تكون مدارس الأندية منتجة، حتى تكون للفرق هويتها المعروفة. إذا في ظل هذا الوضع فهناك فشل كبير للأندية وللمسيرين، وعندما يكون هناك فشل في الأندية فطبيعي أن ينعكس على المنتخب الوطني، فكيف نلوم اليوم جامعة الكرة وميزانيتها لاتصل إلى ميزانية فريق تونسي. - وما هو الحل؟ < الحل في أن نعيد النظر في قانون المنخرط، حتى يسمح بتسرب دم جديد للأندية الوطنية، فعدد من الرؤساء حولوا الأندية إلى محميات تابعة لهم، عن طريق الإنزالات وأداء بطائق الانخراط لهذا الشخص أو ذاك، فإذا لم نصلح واقع أنديتنا فإننا لا يمكن أن نحلم بغد جيد، فالأندية هي الأساس والقاعدة التي يجب أن تكون صلبة. - هناك من دعا جامعة الكرة إلى تقديم استقالتها، أنت كعضو جامعي كيف ترى هذا الأمر؟ < ولماذا تقدم الجامعة استقالتها اليوم، أعتقد أن الأمر سيكون بمثابة الخيانة، لو أقدمت الجامعة على ذلك، وسيكون بمثابة الهروب، لذلك فأنا شخصيا لا أفضل هذا النوع من القرارات، أكثر من ذلك فتقديم الجامعة لاستقالتها سيجعل كرة القدم المغربية رهينة المؤقت وهو أمر لن يخدم مصلحتها بتاتا فهناك جمع عام في الأفق،يمكن أن يسحب الصلاحية من الجامعة أو العكس،علما أن هناك مجهودا يتم القيام به. - تحدثت عن الأندية والبطولة الوطنية، هل الخلل هنا فقط؟ < في فترة الثمانينيات كانت مداخيل الجمهور تصل إلى مبالغ مهمة، فالرجاء والوداد كانت مداخيل التذاكر بالنسبة لهما تصل إلى 500 مليون سنتيم لكل فريق، واتحاد طنجة إلى 180 مليون سنتيم، والنادي المكناسي إلى 250 مليون سنتيم، هذه الأرقام مسجلة، للأسف هناك تراجع على مستوى المداخيل مقارنة مع تونس، لماذا لأنههم لديهم ثقافة الأداء مقابل المشاهدة فيما نحن لا، علما أن ثمن التذاكر بتونس أو مصر مرتفع مقارنة بالمغرب، فهل القدرة الشرائية للمواطن المصري أو التونسي أكبر من نظيرتها لدى المواطن المغربي. هذا أيضا مشكل تعاني منه الأندية، ويجب أن تتغلب عليه. هناك مشكل عدم الاستقرار التقني في أنديتنا إذ أن هناك تغييرات مستمرة للمدربين، ما يؤثر على أداء الفرق الوطنية. المنتخبات الوطنية في مختلف الفئات الصغرى لا تشارك بانتظام في البطولات القارية لأقل من 17 سنة و19 سنة، إذ تقصى بشكل مبكر، بخلاف مصر التي تتأهل بشكل دائم، وحتى على مستوى الشبان فقد شاركنا سنة 1997 بالمغرب لأننا نظمنا الكأس وفزنا بها، ثم سنة 2003 ببوركينافاصو و2005 بالبنين، أي أن هناك مشاركات متقطعة، علما أن مشاركات هذه الفئات مهمة بالنسبة للمستقبل الكروي لأي بلد، فالمنتخب المصري الذي فاز باللقب الإفريقي الأخير، معظم لاعبيه شاركوا في كاس إفريقيا للشبان ببوركينافاصو. - إذا فهنري ميشيل كان محقا عندما صرح بأنه ليست للمغرب سياسة رياضية؟ < كان محقا نعم فلدينا خلل في البطولة الوطنية وهناك أشياء لازالت في طور البناء، لكن هنري ميشيل ليس هو المخول له أن يقول هذا الكلام، فهناك جهات يمكن أن تقول ذلك، وإلا لماذا قبل التعاقد مع المنتخب المغربي، فقد كان بإمكانه أن يقول ليست لديكم سياسة رياضية وبالتالي لا يمكن لي التعاقد معكم، لماذا لم يقل ذلك عندما تعادل مع فرنسا وحقق الفوز في مجموعة من المقابلات الودية. هناك نقاش اليوم حول هوية المدرب المقبل للمنتخب الوطني، كعضو جامعي هل تفضل مدربا محليا أم أجنبيا؟ أتصور أن المسألة تحتاج إلى نوع من التريث قبل اتخاذ القرار المناسب، لأن مسؤولية اختيار مدرب للمنتخب الوطني ليست سهلة، وسواء أكان أجنبيا أو محليا فالمهم أن يكون مدربا كفؤا، وبخصوص إشراك ودادية المدربين في قرار الاختيار فهذه ليست أول مرة يتم فيها ذلك، ذلك أن ساهمت في اختيار تروسيي وفاخر سابق، وقد شاهدنا كيف أن فاخر أو الزاكي قد قدما عملا جيدا. - على ذكر الزاكي هناك من يرى أنه المدرب المناسب للمنتخب الوطني؟ < لم لا يتم التعاقد مع الزاكي، فهو مدرب كبير، وجاء إلى المنتخب الوطني في وضعية صعبة وقاده إلى المباراة النهائية بتونس 2004، وكان قريبا من التأهل إلى المونديال، واليوم اختمرت تجربته أكثر، لذلك فقد يكون رجل المرحلة، لكن يجب أن يدعمه الجميع حتى ينجح في مهمته، أتصور أن للزاكي القدرة على جمع شمل المنتخب الوطني وتكوين منتخب قوي. وبالنسبة للزاكي أريد أن أوضح نقطة هامة، فعندما انفصل عن المنتخب الوطني لم تتم إقالته، إنه هو من قدم استقالته بمحض إرادته. - وما هي الدروس التي خرجت بها من الكأس الإفريقية؟ < أتصور أن أكبر درس هو المباراة النهائية بين مصر والكامرون، فقد كنا أمام نموذجين مغايرين، منتخب كامروني جميع لاعبيه محترفون، ومنتخب مصري يضم 19 لاعبا محليا، إذا فالنجاح لم يعد رهينا باللاعب المحترف أو المحلي، بل بهما معا، شريطة أن تكون هناك استراتيجية واضحة للعمل. - وبالنسبة للمنتخب الوطني؟ < لقد قلت دائما إننا كمنتخب وطني ليست لدينا ثقافة كأس إفريقيا، فأول مشاركة لنا كانت سنة 1972، وفي ثالث مشاركة نجحنا في الفوز باللقب بإثيوبيا سنة 1976، علما أننا كنا أصحاب الريادة إفريقيا، فعندما كان هناك نصف مقعد لإفريقيا في كاس العالم تمكننا من الحصول عليه سنة1962، قبل أن نخوض مباراة السد أمام إسبانيا، وفي 1970 عندما منحت إفريقيا مقعدا حصلنا عليه. لقد بدأنا المشاركة في كأس إفريقيا متأخرين جدا، وعلينا أن نهتم جيدا بهذه الكأس لأنها طريقنا إلى كأس العالم التي غبنا عنها في الدورتين الماضيتين. - كثيرون قالوا إن بلخياط دافع عن الحكام رغم أنهم ساهموا في خسارة المغرب، وارتكبوا أخطاء واضحة؟ < لا أبدا لم يحدث ذلك، فما حصل بالتحديد هو أنني قلت إن أخطاء الحكام لم تكن متعمدة في حق المغرب، ومع ذلك فلا يجب أن نلصق إقصاءنا بالحكام، لأننا ببساطة لم نقدم الأداء الذي يجعلنا نستحق المرور إلى الدور الموالي. - ولكن المصريين مثلا ضغطوا حتى لا يتم تعيين العرجون في مبارياتهم؟ < لا يمكن لأي منتخب أن يضغط على الكاف، وبالنسبة للعرجون فلم يقد مباريات مصر، لأنها تنتمي لمنطقة شمال إفريقيا التي تضم المغرب، وبالتالي لم يكن من الممكن أن يقود إحدى مبارياتها ضد فريق من خارج هذه المنطقة، وهذا الأمر الذي يفسر أن العرجون لم يقد المباراة النهائية، وقاد مباراة نصف النهاية بين الكامرون وغانا، والتي كان فيها حازما في قراراته، كما أن العرجون معروف في الأوساط الإفريقية بأنه لا يخضع لضغط البلد المضيف، فله شخصيته القوية، وأتصور أنه ختم مشواره الكروي على نحو جيد. - بماذا تفسر عدم تقديم المغرب لترشيحه لتنظيم الأحداث الكروية بإفريقيا؟ < أنا بدوري أضم صوتي لكن، لأنه يجب على المغرب أن ينظم البطولات الإفريقية، وأتصور أننا من المكن أن نحظى بتنظيم بطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي ستقام السنة المقبلة. - وكيف تفسر غياب تمثيلية المغرب في الاتحاد الإفريقي؟ < بالنسبة لكأس إفريقيا بغانا فقد كان المغرب حاضرا بقوة، من خلال ثلاثة أعضاء في اللجنة التنظيمية فقد كنت أنا شخصيا ومصطفى بدري ومحمد باحو، وهو تواجد جيد. - ولكنني أتساءل عن الغياب عن اللجنة التنفيذية؟ < التواجد في اللجنة التنفيذية يحتاج اليوم إلى إرادة سياسية، ففي الانتخابات الأخيرة بتونس كان هناك حضور قوي للبلدان المرشحة وتم رصد مبالغ مالية مهمة للقيام بحملة انتخابية، لذلك فقد أصبح الأمر صعبا. - وهل ستدخل الانتخابات المقبلة سنة 2009؟ < لا أعتقد فالتنافس شرس ومن الصعب إزاحة محمد روراروة من مقعده، بما أن منطقة شمال إفريقيا لها مقعد واحد، فما لم أكن متيقنا من النجاح لن أغامر باسمي، وهذا الأمر يجب أن ينطبق على أي مغربي له هذه الرغبة ليس بلخياط فقط. - ومتى سيأتي اليوم الذي يترشح فيه مغربي لرئاسة الكاف؟ < في إفريقيا من الصعب على رجل أبيض البشرة أن يحظى برئاسة الكاف، هذا امر يجب ان نعترف به، فهناك خلفيات ثقافية للدول السمراء. - ولكن بلاتير أبيض البشرة ونجح في الحصول على أصوات إفريقية لما ترشح ضده حياتو في انتخابات الفيفا؟ < ولكن الجميع يعرف كيف حصل بلاتير على هذه الأصوات. - بما أنك قريب من الكاف كيف تفسر إقامة حفل مسابقة أفضل لاعب إفريقي بالطوغو بدل غانا؟ < لسبب تسويقي إذ أن شركة mtnللاتصالات لا تتواجد بغانا، لذلك تقرر إقامة الحفل بالطوغو، وقد وضعت الشركة 4 طائرات خاصة رهن الراغبين في الحضور، لذلك فعدم منح الحائزة لدروغبا كان قانونيا لأنه تقرر أن اللاعب الذي لا يحضر الحفل لا تمنح له، في الوقت الذي حاول فيه حاك أنوما أن يستغل الأمر لصالحه بما أنه يسعى لدخول انتخابات الإتحاد الإفريقي ضد حياتو.