تجنب الدولي المغربي طلال القرقوري الذي تراجع عن قرار اعتزاله، النطق باسم هنري ميشيل، مكتفيا بقول: المدرب الفرنسي في الحوار الذي أجرته معه «المساء». وأوضح القرقوري أن أسبابا كثيرة دفعته إلى التراجع عنه بينها إقالة المدرب الفرنسي واتصالات عدد من زملائه اللاعبين به، فضلا عن صعوبة الابتعاد عن المنتخب. من ناحية أخرى قال طلال إنه يفضل التعاقد مع مدرب وطني لقيادة المنتخب. - ما الذي دفع طلال القرقوري إلى التراجع عن قرار اعتزاله؟ < السبب الأول هو رحيل المدرب الفرنسي (يقصد هنري ميشيل)، والسبب الثاني هو أنني لا يمكن أن أجد نفسي بعيدا عن المنتخب الوطني وأنا الذي قضيت فترات طويلة في صفوفه، فمن الصعب أن تتابع زملاءك وأصدقاءك الذين كنت تخوض معهم المباريات عبر شاشة التلفزة، وأنت تلمس في نفسك القدرة على العطاء، إنه أمر صعب بالنسبة للاعب، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنتخب وطني، فحتى لو تقدم العمر باللاعب فإن الحنين دائما يشده إلى المنتخب. وبالإضافة لذلك فإن الوالد والوالدة شجعاني على العدول عن قرار اعتزالي إضافة إلى اتصالات عدد من زملائي اللاعبين الذي طلبوا مني العودة بدورهم، وأتصور أنه عندما تجد نفسك وسط هذه الظروف، فلا يمكن إلا أن تتراجع عن قرار الاعتزال، وأتمنى إن شاء الله أن تكون عودتي موفقة، فأنا اليوم رهن إشارة الناخب الوطني للانضمام مجددا إلى المنتخب. - هل اتصل بك أي مسؤول من الجامعة بعد إعلان قرار اعتزالك؟ < لا، نهائيا، لم يتصل بي أي مسؤول. - ألا ترى أن مسؤوليتك ستكون أكبر بعد إعلانك التراجع عن قرار اعتزالك؟ < هذا أمر لاشك فيه، علما أن مسؤولية أي لاعب يحمل القميص الوطني ويدافع عنه كبيرة دائما، وأتمنى صادقا أن أقدم أداء جيدا مع المنتخب الوطني وأسهم في عودته مجددا إلى الأضواء. لقد شاهدنا كيف أن حزن الشعب المغربي كان كبيرا بعد الإقصاء المبكر في غانا، لذلك فلم يبق هناك مجال للقيام بأخطاء أخرى، والمفروض تدارك ما فات، وأعتقد أن البداية يجب أن تكون من خلال تصفيات كأس العالم 2010، إذ سيكون علينا التأهل إلى الدور الثاني لننافس على بطاقة التأهل. - ومن تفضل لقيادة المنتخب الوطني مدربا وطنيا أم أجنبيا؟ < أتصور أنه من الضروري اليوم التعاقد مع مدرب مغربي لقيادة المنتخب الوطني، فالحمد لله لدينا كفاءات كبيرة، يمكن أن تقوم بهذا الأمر، وأنا إلى اليوم لازلت أتساءل عن سبب الاستغناء عن خدمات امحمد فاخر وهو الذي أهل المنتخب الوطني إلى نهائيات غانا ودون خطأ، وكان بصدد تكوين منتخب قوي، غير أنه للأسف تم الاستغناء عنه وتقديم المنتخب الوطني لمدرب فرنسي. - ولماذا بالضرورة مدرب وطني؟ < لأنه الأقرب إلى اللاعبين، ولأنه يدرك أن شعبا بأكمله يعقد آماله على المنتخب الوطني، وعندما ينهزم أو يتعثر، تحس بالألم يسيطر عليه، لا أن يتوجه إلى أقرب حانة ويبدأ في معاقرة الكأس وتمضية الوقت مع الفتيات. إن تدريب المنتخب الوطني أمانة ومسؤولية كبيرة، لن يحفظها ويصونها إلا مدرب وطني، والدليل ما قدمه المنتخب المصري مع مدربه حسن شحاتة، لقد نجح في إحداث لحمة بين اللاعبين وكان بمثابة الأب بالنسبة لهم وشحنهم معنويا بالشكل المطلوب حتى حققوا اللقب، للأسف فإننا في المغرب نعاني من عقدة نقص تجاه الأجانب، فمدير الشركة يجب أن يكون أجنبيا، والمدرب كذلك، علما أن لدينا الكفاءات التي يمكن أن تفي بالغرض وزيادة. المفروض أن نثق في المدربين المغاربة ونوفر لهم ظروف العمل وشروطه ونشجعهم وثق بي أنهم سينجحون. وأريد أن أقول إن لدي إحساسا مفاده أن المدرب المقبل للمنتخب سيكون مغربيا، وأتمنى أن يكون حدسي صائبا. - ما الذي يحتاجه المنتخب الوطني في الظرفية الحالية على بعد فترة قليلة من انطلاق تصفيات كأس العالم؟ < أعتقد أن تغيير المدرب وحده لا يكفي، فيجب أن نحافظ على عدد من اللاعبين الذين كانت توجه لهم الدعوة للانضمام إلى المنتخب الوطني، وأتصور أن هناك قاعدة اختيار واسعة أمام أي مدرب سيقود هذا المنتخب، وهذا أمر إيجابي، ويجب أن تتم إعادة الثقة للاعبين، وبالإضافة إلى ذلك فتغيير المدرب وحده لا يكفي، وإنما يجب الاهتمام باللاعبين الشباب وإعطاء الفرصة للاعبين المحليين الذين يمارسون بالبطولة الوطنية للانضمام إلى المنتخب الوطني، والاستفادة من تجارب اللاعبين القدامى سيما لاعبي فترة الثمانينيات، فلديهم ما يقدمونه للكرة المغربية، كما يجب مساعدتهم على الخضوع للتكوين. - اليوم وقد مضت مدة على الإقصاء، من غانا، ألازال طلال يحمل المسؤولية لهنري ميشيل؟ < بالتأكيد المدرب الفرنسي هو سبب الإقصاء، وهو الذي جعل شعبا بأكمله يحزن، كانت لديه ترسانة كبيرة من اللاعبين لكنه عجز عن توظيفها جيدا، وارتكب أخطاء تكتيكية قاتلة، تحدث عنها الجميع، إنه السبب المباشر للحضور المخيب للمغرب. - ما سر الحملة الإعلامية ضد طلال القرقوري من طرف جريدة «الراية» القطرية؟ < صدقني فأنا لا أقرأ الجرائد القطرية، واعتقد أن الصحفي الذي كتب ضدي كان يشاهد مباريات أخرى، ولم يكن يتابع مباريات لطلال القرقوري مع فريقه، فربما تابع مباراة بين الزمالك والأهلي وكان يعتقد أن القرقوري يشارك فيها. - وهل سيستمر طلال في الدوري القطري، أم أن له وجهة أخرى؟ < من الممكن أن أبقى في قطر، كما أنه قد أنتقل إلى الدوري الإماراتي لأن لدي عروضا هناك.