الرجاء سعيد بلاعبيه، يحفظ لهم ود السنين.. ويكافئ جهودهم بالعرفان... عبد اللطيف جريندو، اللاعب المخضرم الذي عاش مع الرجاء كل الولادات الجميلة.. كان السقاء الوحيد الذي يحمل التفرد في كل مباراة.. يكن له كل اللاعبين احتراما خاصا.. حولته الرياضة إلى عابد في محراب الكرة.. يعرف السجان الملتحي أن اللعب للرجاء متعة لا تنتهي أبدا بفواصل.. يعرف أنه يدين للرجاء بالوفاء.. بالخبرة.. وبتجربة السنين... وفي يوم من تداريب الرجاء.. أوعز المدرب روماو لجريندو بتدريب بعض اللاعبين.. أهداه صفارة وتركه وحده يمارس بعشق مهنة التدريب أمام أنظار المسيرين.. كان كل لاعب ينصت للقيدوم.. ووقف رضوان حجري، المدرب المساعد في الشرط مشدوها، صامتا، يقرأ ما بين السطور، وهو الذي اعتاد أن يقوم بهذه المهام... هل يهيئ روماو مدربا مساعدا جديدا قد تحتاجه الرجاء يوما حين يرحل عنها حجري ليشغل منصب مدرب رسمي في فريق آخر؟ هل هو إقصاء غير مباشر لرضوان حجري؟ روماو وحده يملك أكثر من تصور لوضع تدريبي جديد.. فقد كانت صافرة جريندو تطلق إنذار الحذر لحجري.. وربما قد يجد الرجل نفسه غدا في الآوت.. قد يشرف على فئات صغرى.. ويترك الفرصة للاعبين آخرين لدخول التجربة.. فقد توجه جريندو، لحيمر، خربوش والنجاري إلى الرباط، سافروا في شكل جماعي ليعيشوا تجربة مثيرة.. ليشاركوا في دورة تكوينية للمدربين.. وقد يتحولون بعد إنهاء مسار قريب إلى مدربين متمرسين داخل مدرسة الرجاء.. حتى وإن كان خربوش قد شرع في ممارسة حلمه وسط فريق بقسم الهواة يسمى اتفاق للا مريم.. ومع كل هؤلاء النسور نتذكر كيف كان الزاكي في تمانينيات القرن الماضي يهمس في أذن فاريا لإدخال لاعب دون آخر.. وبعده استفاد كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب في السنوات الأخيرة من خبرة النيبت لوضع تشكيلة المنتخب الرسمية... واليوم يجرب جريندو حظه.. وهو الذي جاور عشرات المدربين، وتشبع بأفكار كثيرة.. يستعد بخبرة الأيام ليكون التدريب نهاية جميلة لمسار رياضي مسكون بالعديد من الإنجازات الرياضية.. قد يغضب حجري من تصرفات روماو.. وقد لا يدخل الأمر حيز تفكيره.. ولكن الأكيد أن جريندو يكسب عطف كل اللاعبين.. لا يتجرأ أحدهم على التفوه أمامه بكلمة منحلة.. فالرجل تعلم وهو مجرد لاعب صغير يحسب خطواته الأولى في عالم الكرة أن يحضر جلسات الدين.. وحفظ القرآن الكريم.. وقد يعبد لمساره التدريبي بالأخلاق الحميدة... وفي أندية أخرى، يشكل بعض المدربين مجرد أقراص للعبة الدومينو.. يضعها بعض الرؤساء وكبار اللاعبين في المكان الذي يفضلون، لا يفعلون شيئا، يحضرون اللقاءات.. يجلسون في كرسي الاحتياط، ولكنهم أحيانا لا يعرفون حتى الشاكلة الرسمية للفريق... ومنهم من لا يحفظ حتى أسماء بعض اللاعبين.. مجموعة مدربين لا تصل عدد أصابع اليد الواحدة، ولكنها تمضي بدون حقائب تدريبية... (واكلينها باردة).. تلصق أسماؤهم فقط في اللائحة التقنية للفريق... ورضوان حجري.. اختصار جميل للاعب مثقل بالعديد من نياشين الاستحقاق.. علمته الغربة يوما أن يملك مرجعية احترافية في التعامل.. وهذه المرة إن تكرر المشهد من جديد في خرق واضح للاختصاصات.. لن يسكت كما فعل في المرة السابقة.. ولن يتكلم أيضا.. سيتطلب منه الأمر فقط زيارة سريعة لأقرب محل رياضي ليشتري صافرة ثالثة ويقسم الفريق إلى ثلاثة أضلاع.. «وكل واحد يلغي بلغاه» وقد نجد في التشكيلة الجديدة بصمة خاصة لكل مدرب.. خط الدفاع بقيادة جريندو.. وخط الوسط يقوده حجري.. وخط الهجوم يدربه روماو.. ونسميه في الأخير فريق المدربين الثلاثة.. ولن نستغرب من ذلك فالكامرون سبقنا إلى شرف التعددية في المدربين.. منتخب المدربين الخمسة.. يجب أن يتوقف روماو عن خلق صراعات مفتعلة.. ( باغي يهز آنكو..) بين أسماء كبيرة داخل الخضراء.. قد يكون عن غير قصد.. ولكنه مؤشر سلبي لسوء فهم بين المدرب ومساعده، ربما.. حتى وإن كان روماو يفتح الباب أمام كل لاعبي الرجاء الكبار لدخول استحقاقات أخرى جديدة... قد يحمل روماو الصفارة .. وقد يحملها معه حجري أو جريندو.. ولكن الأهم من ذلك أن يحمل الرجاء درع اللقب.. أن يوقع اسمه بالخط العريض في السطر الأخير من البطولة.