توجهت عائلة الطفلة إيمان، التي تقطن بمولاي رشيد بعمالة سيدي عثمان بالدار البيضاء، والتي توفيت ابنتها بمستشفى ابن رشد للأطفال، الثلاثاء الماضي، إلى المستشفى من جديد في رحلة بحث عن طبيعة المرض الذي أدى إلى وفاتها. ورغم ما أدلى به الأطباء الذين أشرفوا على حالتها من معطيات بهذا الخصوص فإن الأسرة لم تقتنع بها وتشك في أن ابنتها كانت مصابة بمرض آخر وتخاف أن يكون أنفلونزا الخنازير. وهو ما يزيد من توجسها مخافة أن ينتقل المرض إلى باقي أفراد الأسرة، والأطفال الذين كانوا يشاركونها اللعب. وزادت شكوك الأسرة بسبب ارتفاع الحرارة المفرط الذي كانت تعاني منه الطفلة، وانتشار بقع سوداء بوجهها، والغريب، يؤكد والدها محمد كارنيط، أنه في فترة وجيزة أصبحت الطفلة شبه مفحمة بعد أن تمددت البقع لتشمل كامل جسدها، حيث أكد له الأطباء أن حالتها ميؤوس منها. ومازالت أسرة الطفلة التي تم دفنها، أول أمس (الأربعاء)، تعيش اضطرابا مخافة أن ينتشر المرض بين باقي أفراد أسرتها. خوف زكاه إلحاح الأطباء بمستشفى ابن رشد بالبيضاء على ضرورة التزام الأسرة وكل الأطفال الذين كانوا يعاشرونها بأخذ وصفة طبية سيحددها لهم طاقم طبي سيزورهم في وقت لاحق، حسب الأب، الذي أضاف أن لا أحد زارهم لحد الآن. وأكد مصدر طبي من مستشفى ابن رشد للأطفال أن «موت الطفلة كان أمرا عاديا، ولا علاقة له بأنفلونزا الخنازير أو أي شيء من هذا القبيل، الأمر يتعلق ببكتيريا سريعة الانتشار، والطفلة وصلت إلى المستشفى في مرحلة جد متقدمة والتدخل الطبي لم يعط أكله»، وأضاف نفس المصدر أن « هذا المرض غالبا ما يؤدي إلى الوفاة لأن البكتيريا قاتلة ويصعب على الجسم مقاومتها». ويقول الأب إن المسؤولين بالمستشفى أكدوا له، أمس( الخميس)، أن طاقما طبيا سينتقل إلى منزل العائلة في حدود عشرة أيام القادمة للتأكد من سلامة العائلة، لأن المرض معد، خاصة بالنسبة إلى الأطفال، إلا أن الأب يرى أن المدة طويلة قد تظهر فيها حالة جديدة. وفي نفس السياق أكد المصدر الطبي نفسه أن «لجنة طبية ستنتقل بالفعل إلى مكان إقامة أسرة الطفلة الضحية في غضون الأيام القادمة، غير أنها لم تحددها في عشرة أيام، علما أن طاقما طبيا ينتقل إلى منزل الضحايا في مثل هذه الحالات في غضون 24 ساعة، غير أن أسرة الطفلة إيمان أدلت للمستشفى بعنوان يوجد في مدينة وزان وهو ما حال دون ذلك».