أثار لقاح الرضع المترددين على مستوصف درب «الإنجليز» بالدارالبيضاء موجة سخط في صفوف أسر الأطفال المصابين بانتفاخ وتقيحات على مستوى أرجلهم اليسرى بعد أن حقنوا بلقاح DTC/HIB المخصص للرضع البالغين من العمر أربعة أشهر. وقال مصدر طبي إن وزيرة الصحة ياسمينة بادو أمرت بفتح تحقيق لمعرفة أسباب إصابة أزيد من 20 رضيعا بأعراض جانبية، ضمنها انتفاخ الأرجل اليسرى وتقيحات نتج عنها إجراء أكثر من عمليتين جراحيتين للرضع المحقونين بجرعة من لقاح DTC/HIB قبل أسابيع خلت. ونفى المصدر ذاته أن يكون اللقاح فاسدا أو منتهي الصلاحية، مشيرا إلى أن وزارة الصحة لا يمكنها أن تسمح بحقن أطفال المغاربة بلقاح منتهي الصلاحية، معربا عن اعتقاده بأن الأعراض الجانبية التي أصابت الرضع يمكن أن تكون ناتجة عن طريقة خاطئة في حقن الأطفال من قبل يد ممرضة غير مدربة أو بمحاقن غير معقمة. وحسب آباء أطفال محقونين بمستوصف «درب الإنجليز» بلقاح DTC/HIB على مستوى أرجلهم اليسرى، فقد ظهرت علامات انتفاخ وتقرحات على أرجل أطفالهم اليسرى مباشرة بعد أن خضعوا لعملية التلقيح الثالثة بالمستوصف المذكور. وصباح أمس الأربعاء، خضع الرضيع وليد الحلوي، الذي لم يتجاوز الشهر الثامن من عمره، لثالث عملية جراحية أجريت له على مستوى رجله اليسرى، وقال والده، عادل الحلوي، إن الأطباء بمستشفى الأطفال، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، أجروا لابنه وليد صباح أمس ثالث عملية جراحية، وأخبروه بأنهم أفرغوا رجله اليسرى من القيح ونصحوه بأن يعود محملا بابنه بعد شهر لتتبع حالته. وأضاف الأب بصوت مفجوع قائلا: بدأت أعراض الانتفاخ تظهر على رجل طفلي أياما قليلة بعد أن حملته لمستوصف درب الإنجليز بعد أن بلغ الشهر الرابع. اعتقدت أول الأمر أن الأمر بسيط، لكنني لاحظت أن الانتفاخ يزداد مع مرور الأيام، وعرضته على طبيب خاص بالحي المحمدي وقام هذا الأخير بإخضاعه لأول عملية جراحية وقال لي إن القيح هو سبب عدم تمكن صغيري من الحبو. أياما بعد ذلك عادت الرجل اليسرى إلى وضعها السابق، فعرضته على مصحة «السقاط» التي بادرت إلى إجراء عملية جراحية ثانية له.. لقد كنت أعتقد أن الأمور ستنتهي، لكن الرجل اليسرى عادت إلى وضعها السابق. اليوم أجريت له عملية ثالثة وأنا متخوف من أن يصاب ابني بعاهة مستديمة وألا يقوى على المشي مستقبلا. ونفى مصدر طبي أن يكون الرضع المصابون بانتفاخ على مستوى أرجلهم اليسرى قد حقنوا بمصل منتهي الصلاحية، مرجحا فرضية حقن المصل بطريقة خاطئة في أرجل الرضع، مشيرا إلى أن تحقيقا فتح في النازلة سيحدد الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إصابة أرجل الأطفال الوافدين على مستوصف درب الإنجليز بالتقيحات والقروح. من جانبه أكد محمد بركات، والد الرضيع إلياس بركات(9 اشهر)، أن ابنه يعاني من انتفاخ وتقيح على مستوى الرجل اليسرى منذ أن خضع لعملية التلقيح الثالثة بمستوصف درب الإنجليز قبل خمسة أشهر، مضيفا أن مسؤولين من مندوبية وزارة الصحة بعمالة وآنفا حملوا أربعة أطفال رضع مصابين إلى مستشفى الأطفال ابن رشد. وقال محمد بركات: «وعدني الأطباء بإجراء ثاني عملية جراحية لابني، أنا مجرد بائع متجول. سبق لابني إلياس أن خضع لعملية جراحية بمصحة خاصة بالدار البيضاء، أخبرني الأطباء أن ابني معرض للإصابة بالشلل وأن القيح يمكن أن يكون قد وصل إلى عظم الفخذ، لقد استدنت من معارفي أملا في إنقاذ ابني من الإعاقة، لكن يبدو أنه سيعيش برجل واحدة وفق توقعات الأطباء. إلى حدود اليوم الأربعاء، مازال طفلي يرقد بمستشفى الأطفال دون أن يتمكن الأطباء من إجراء ثاني عملية جراحية له. قالوا لي إن وضعه صعب وأخبروني بأن إجراء العملية سيكون بعد شهرين، أنا خائف من فقدان ابني، وأدعو الله أن يقتص من صاحب اليد التي حقنت ابني بلقاح فاسد». وأكد بوزيد عزيز، والد الرضيعة آية بوزيد، أن ابنته توجد أيضا ضمن «ضحايااللقاح»، مضيفا أن عمرها لم يتعد السبعة أشهر بعد، وقد خضعت لنفس اللقاح الذي حقن به الأطفال المرضى، مشيرا إلى أن مندوب وزارة الصحة بالعمالة الطبية آنفا حاول طمأنة الآباء وأخبرهم بأن وزارة الصحة ستتكلف بعلاج أبنائهم قبل أن يختفي عن الأنظار مباشرة بعد أن زارت كاميرا القناة الثانية مستوصف الموت بدرب الإنجليز الاثنين الماضي. وحسب مصادرنا، فإن مستوصف درب الإنجليز المتمركز في شارع الزيراوي، ظل يتوفر على مخزون من اللقاح قبل أن تعمد مندوبية الصحة إلى سحبه بعد نشر «المساء» لشكاية رشيد زهاري، والد الرضيعة آية زهاري المصابة بنفس الأعراض، نهاية الأسبوع الماضي.