في الوقت الذي تنفي فيه وزارة الصحة أن يكون اللقاح فاسدا أو منتهي الصلاحية، مشيرة إلى أن الوزارة لا يمكنها أن تسمح بحقن أطفال المغاربة بلقاح منتهي الصلاحية، يشدد آباء الأطفال المحقونين بمستوصف «درب الإنجليز» بلقاح « DTC/HIB» على أن أبناءهم يزحفون على ثلاثة أطراف ولا يقوون على الوقوف أو المشي مع استمرار ظهور علامات الانتفاخ والتقرحات على أرجلهم اليسرى. وقبل أيام خضع الرضيع وليد الحلوي ،الذي لم يتجاوز الشهر الثامن من عمره، لثالث عملية جراحية أجريت له على مستوى رجله اليسرى، وقال والده عادل الحلوي إن الأطباء بمستشفى الأطفال، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، أجروا لابنه وليد ثالث عملية جراحية وأمدنا بشهادة طبية تثبت إصابة عضلة فخذه بتقرحات وهو ما يهدد بقطع رجله. وأضاف الأب بصوت مفجوع ل«المساء» قائلا: «يرفض الأطباء مدي بملف ابني الطبي، يقولون لي إن الأمر سري، ورغم أنني استعطفتهم فقد رفضوا منحي الملف فقط حصلت على ورقة من الملف تشير إلى أن عضلة فخذه قد مست ومهددة بالتعفن». وتتمسك وزارة الصحة بأن الرضع المصابين بانتفاخ على مستوى أرجلهم اليسرى ،لا يمكن أن يكونوا قد حقنوا بمصل منتهي الصلاحية، مرجحة فرضية حقن المصل بطريقة خاطئة وهو الأمر الذي تنفيه نقابة الممرضين. وحسب محمد بركات، والد الرضيع إلياس بركات (9 أشهر)، فإن ابنه يعاني من انتفاخ وتقيح على مستوى الرجل اليسرى، منذ أن خضع لعملية التلقيح الثالثة بمستوصف درب الإنجليز منذ خمسة أشهر خلت، مضيفا أن مسؤولين من مندوبية وزارة الصحة بعمالة آنفا حملوا أربعة أطفال رضع مصابين إلى مستشفى الأطفال وتركوا أباءهم يواجهون المصير المجهول. وقال رشيد زهاري، والد الرضيعة أية زهاري، بصوت منكسر: «وعدني الأطباء بإجراء ثاني عملية جراحية لابنتي، أنا مجرد بائع متجول بالكاد أستطيع تأمين قوت أسرتي اليومي، سبق لابنتي أن خضعت لعملية جراحية بمصحة خاصة بالدارالبيضاء، أخبرني الأطباء أن آية معرضة للإصابة بالشلل وأن القيح يمكن أن يكون قد وصل إلى عظم الفخذ، استدنت من معارفي أملا في إنقاذ حياة ابنتي لكن يبدو أنها ستيعيش برجل واحدة وفق توقعات الأطباء». من جانبه، أوضح عزيز بوزيد، والد الرضيعة آية بوزيد، أن ابنته هي أيضا من ضحايا اللقاح مضيفا أن عمرها لم يتعد السبعة أشهر بعد، وقد خضعت لنفس اللقاح الذي حقن به الأطفال المرضى، مشيرا إلى أن مندوب وزارة الصحة بالعمالة الطبية آنفا حاول طمأنة الآباء وأخبرهم بأن وزارة الصحة ستتكلف بعلاج أبنائهم، قبل أن يختفي عن الأنظار مباشرة بعد أن زارت كاميرا القناة الثانية مستوصف الموت بدرب الإنجليز. وحسب مصادرنا فإن مستوصف درب الإنجليز المتمركز في شارع الزيراوي (قاعة المطالعة سابقا)، ظل يتوفر على مخزون من اللقاح قبل أن تعمد مندوبية الصحة إلى سحبه بعد انكشاف القضية. ويتم سنويا، على المستوى الوطني، تلقيح حوالي 600 ألف طفل بمعدل ثلاث حقنات لكل طفل خلال السنة الأولى من حياته، أي ما مجموعه مليون و800 ألف حقنة في السنة. وجرت العادة أن تقوم وزارة الصحة بمراقبة منهجية ومنتظمة لتاريخ صلاحية اللقاح، وكذا احترام ظروف حيازته وتخزينه (سلسلة التبريد) وإدارته، كما أن جميع اللقاحات المستخدمة في الخدمات الصحية تحصل عليها الوزارة عن طريق إحدى الوكالات التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف) بتغطية من ميزانية الدولة وذلك منذ سنة 1992.