انضافت ضحية أخرى إلى صفوف الأطفال الذين وقعوا ضحايا لما بات يعرف ب«اللقاح الفاسد» بالمغرب، وقال أحمد سعيد بوتماتين إن ابنته هديل، ذات الثلاثة أشهر، تعرضت لنفس الحالة التي تعرض لها عدة أطفال رضع بالدار البيضاء في الآونة الأخيرة، حيث انتفخت رجلها اليمنى وتقيّحت، مما تسبب في شل حركتها من شدة الألم. وأوضح بوتماتين أن حالة هديل تأزمت بعد أخذها للقاح الثالث بالمستشفى الإقليمي بمدينة كلميم، مما استدعى عرضها على الطبيب بنفس المستشفى، الذي نصحه بالإسراع بنقلها إلى مدينة أكادير قبل أن تتفاقم حالتها الصحية. وأضاف الأب أنه عرض ابنته على طبيب أخصائي في جراحة الأطفال بأكادير، حيث أجرى لها عملية لنزع القيح كلفته مبلغ 1500 درهم. وتساءل بوتماتين، في رسالة بعث بها إلى وزيرة الصحة ياسمينة بادو، قائلا: «هل هذه الحالة ناتجة عن اللقاح أم عن خطأ ارتكبته الممرضة التي لقحت ابنتي؟»، غير أنه استبعد الاحتمال الثاني عندما أكد في رسالته أن هذه الممرضة أمضت أكثر من 20 سنة في مجال التمريض. يذكر أن وزارة الصحة شكلت، غداة انتشار أخبار عن لقاح «فاسد»، لجنة بحث تضم خبراء وتقنيين في مجال التلقيح من وزارة الصحة، ومن المنظمات الدولية الساهرة على تتبع برامج التلقيح، وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية، وذلك من أجل تقصي الحقائق حول هذا اللقاح الذي خلف مضاعفات في صفوف عدد من الأطفال الرضع. وأعقب ذلك صدور بلاغ للوزارة نفت فيه أن يكون اللقاح فاسدا أو منتهي الصلاحية، مشيرة إلى أن الوزارة لا يمكنها أن تسمح بحقن أطفال المغاربة بلقاح منتهي الصلاحية. وأضاف البلاغ أن وزارة الصحة أعطت، في الوقت نفسه، تعليماتها للمؤسسات الصحية بلتكفل الفوري بالحالات المسجلة، لعلاجها بشكل مجاني، غير أن عددا من آباء الأطفال ضحايا اللقاح المثير للجدل نفوا أن تكون وزارة الصحة قد وفت بوعودها حول التكفل بعلاج الأطفال بشكل مجاني، مؤكدين أنهم يؤدون بأنفسهم ثمن علاج أطفالهم، الذين مازالوا يعانون من مضاعفات التلقيح، رغم إجراء عمليات جراحية لهم.