نفت عائلة دليلة ميموني (20 سنة) التي توفيت بعد إصابتها بفيروس أنفلونزا الخنازير في مدريد، أن تكون مصابة بالربو كما أعلنت ذلك وزيرة الصحة الإسبانية ترينيداد خيمينيز في مؤتمر صحفي ألمحت فيه إلى أن هذه الحالة كانت مصابة بالربو وفي مرحلة متقدمة من الحمل، وكل هذه العوامل أدت إلى هذه النتيجة المؤسفة، زوج دليلة محمد الذي يبلغ من العمر 21 سنة نفى في تصريحات أدلى بها لعدد من وسائل الإعلام الإسبانية هذا الأمر، موضحا أن زوجته كانت بصحة جيدة وكانت رياضية، مشيرا إلى أن الإهمال الطبي وسوء الرعاية كانا السبب الذي عجل بوفاتها. محمد قال في نصريحاته إن زوجته التي كانت حاملا في الشهر السابع زارت المستشفى 3 مرات بعد أن تدهورت صحتها وقضت 15 يوما داخله إلى أن توفيت يوم الثلاثاء 30 يونيو 2009، وكانت الشابة المغربية قد بدأت تشعر منذ 11 يونيو الماضي بضعف عام في جسدها وارتفاع درجة حرارتها وصعوبة في التنفس، لكن المستشفى الذي زارته لم يأخذ حالتها بمحمل الجد ولم يجر لها الطبيب الذي استقبلها أي فحوصات ليعرف أسباب تراجع صحتها، وفسر لها الأطباء ما تشعر به بإصابة بسيطة في الجهاز التنفسي، وأن حالتها لا تستدعي البقاء في المستشفى، يقول الزوج محمد، يومين بعد ذلك عادت دليلة إلى المستشفى رفقة عم زوجها وكانت عاجزة عن التنفس وتعاني من تعب شديد، وعلى الرغم من إصرارها على البقاء تحت الرعاية، إلا أن الأطباء هونوا من حالتها وطلبوا منها أن تعود إلى منزلها لأن حالتها ليست خطيرة، في المرة الثالثة، أخذ محمد زوجته إلى مستشفى غريغوريو مارانون بمدريد وذهب بها إلى قسم الطوارئ حيث وضع لها الأطباء جهاز التنفس الاصطناعي لمساعدتها على التنفس ولفتح الرئتين، ولكنهم لم يعطوها أيا من المضادات الحيوية، يشرح محمد بعد مرور تسعة أيام قيل لنا إنها مصابة بإنفلونزا الخنازير، ويتابع أنا وأسرتي كلها قد نكون مصابين بالمرض، وذلك لأننا كنا بجانبها كل هذا الوقت، ولم يكن أحد منا يشك في وجود مخاطر، محمد خضع بدوره لفحوصات بعد وفاة زوجته التي كشفت خلوه من الفيروس. دليلة ميموني أولى ضحايا فيروس أنفلونزا الخنازير في إسبانيا، كانت قد تزوجت من محمد في المضيق في 31 دجنبر من السنة الماضية، وهي في التاسعة عشر من عمرها، وقد أدى تدهور وضعها الصحي خاصة وهي حامل إلى إجراء الأطباء عملية قيصرية، لتضع طفلا ذكرا، ثم توفيت في اليوم الموالي للعملية، ولم يتمكن الأطباء من تحديد ما إذا كان ابنها الصغير ريان الذي ما زال تحت الرعاية الطبية في وحدة العناية المركزة بأحد مستشفيات الأطفال في مدريد؛ قد أصيب بالفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير، هذا وما يزال أقارب الضحية ينتظرون نتائج التشريح الذي سيقوم به المستشفى لتوضيح أسباب الوفاة، وينتظر أن ينقل جثمانها ليدفن في المغرب الأسبوع المقبل. من جهة أخرى قام القنصل العام للمملكة المغربية بمدريد يونس التيجاني أول أمس الثلاثاء بمستشفى غريغوريو مارانون بزيارة أسرة دليلة ميموني. وصرح التيجاني لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه سيتم نقل جثمان المواطنة المغربية إلى المغرب فور استكمال الإجراءات الإدارية اللازمة، مضيفا أن مصالح الصحة الإسبانية بذلت مجهودات مهمة من أجل التكفل الطبي بالمواطنة المغربية. وفي السياق ذاته تعتزم القنصلية العامة للمغرب بمدريد، بتعاون مع الإدارة المكلفة بالصحة بالعاصمة الإسبانية، تنظيم حملة إخبارية وتحسيسية حول فيروس أنفلونزا الخنازير (أش 1 إن 1) لفائدة الجالية المغربية، ستشمل توزيع مطويات وملصقات توضيحية. وعلم لدى القنصلية أن هذه الحملة التحسيسية تتوخى إعطاء إرشادات طبية إلى المغاربة المقيمين بمدريد وضواحيها لتجنب الإصابة بهذا الفيروس. وعلى صعيد الإجراءات الاحترازية على المستوى المغاربي، اتفق خبراء من دول المغرب العربي يوم الثلاثاء في الرباط على تشكيل لجنة لمتابعة أنفلونزا الخنازير، وتبني استراتيجية اتصال من أجل تحسيس الشعب المغاربي بالإجراءات الوقائية التي يجب تبنيها. وفي بيان للأمانة العامة للاتحاد المغربي، اعتبر هؤلاء الخبراء أن اللجنة ستسهر على وضع خطة تحرك مغاربية طارئة لدعم الجهود التي تبذل على المستوى الوطني ولمواجهة انتشار الفيروس بشكل جماعي بالتنسيق مع المنظمات الدولية المتخصصة.