قال العلوي دون أن يسمي الهمة، في الندوة الصحافية التي عقدها أول أمس بالرباط لتقديم البرنامج الانتخابي لحزبه: «هناك بعض المبتدئين في الحياة السياسية الذين يظنون أنهم يمتلكون وحدهم الحقيقة، والذين نراهم يقومون بتصنيف الأحزاب وإطلاق الأحكام عليها»، مضيفا: «إزاء المرض الطفولي لبعض السياسيين المبتدئين، يتعين أن تكون هناك ردود فعل لجميع المواطنين لأن تصريحاتهم تنم عن نوع من الكليانية». وكان الهمة قد هاجم الأحزاب في لقاء عقد، مؤخرا، بمدينة الفقيه بنصالح متوقعا اضمحلالها، وقال «هناك ثلاثة عروض موجودة بالساحة السياسية: العرض الأول يتقاسمه أكثر من 30 حزبا لها خطابات متشابهة، والعرض الثاني أرجوكم لا تنساقوا وراءه، والعرض الثالث هو عرض الأصالة والمعاصرة، وهو العرض الذي يكلمكم كلام الصدق وبحقائق مرة». العلوي علق على تلك التصريحات بالقول «لا ننتظر اليوم من يعلمنا دروسا في أبجدية العمل السياسي الديمقراطي، ولا نريد أن ندخل في التنابز بالألقاب والتلاعب بتصنيف المشاريع السياسية ولا الإيحاء بتوقعات السحرة حول خريطة سياسية مرتقبة». وزاد الأمين العام للتقدم والاشتراكية مخاطبا من يهمه الأمر، على حد تعبيره: «الأحزاب المتجذرة في المجتمع والممثلة لفئات واسعة فيه لن تنمحي إلا بانمحاء الظروف التي أوجدتها، أما الأحزاب التي ظهرت بشكل مفاجئ ولأسباب عابرة فستضمحل وستذهب مع الريح». من جهة أخرى، قلل العلوي من تأثير الخلافات التي نشبت مؤخرا بين الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاستقلال على مستقبل الكتلة الديمقراطية، وقال «صحيح هناك تصدعات ومناوشات، وهو أمر طبيعي عشية الانتخابات حيث ترتفع وتيرة الصراع من أجل استمالة الناخبين، لكن الأمور ستعود إلى نصابها في أقرب وقت كما أن هناك محاولات وإصرارا للإبقاء عليها». وأكد العلوي: «بالنسبة لنا الكتلة هي اختيار استراتيجي لا لسواد عيون حلفائنا، وإنما انطلاقا من احتياجات شعبنا والأهداف التي تضمنها ميثاقها لذلك نعتبر أنها ما زالت صالحة لأداء دورها»، داعيا إلى عودة منظمة العمل الديمقراطي، من خلال وريثها الحزب الاشتراكي الموحد، إلى صفوف الكتلة لتقوية التحالف والزيادة في تأثيره على الحياة السياسية. وذكر العلوي أن اللجوء إلى القضاء لن يجدي نفعا في محاربة ظاهرة الترحال التي كان حزبه من ضحاياها، بعد أن التحق منتمون إليه بحزب الهمة، وقال «اللجوء إلى القضاء لن يجدي لأن هناك من الحيل ما يمكن استعمالها في هذا الصدد، وأفضل أن يكون هناك نوع من التربية الاجتماعية حتى يشعر الرحل بنوع من الذنب». إلى ذلك، يطرح حزب التقدم والاشتراكية برنامجا خاصا بالعالم القروي، يشمل إنشاء شركات ومؤسسات تابعة للجماعات المحلية تعنى بالتنمية القروية، والعمل على استئصال ظاهرة الأمية وفق نظام تربوي شعبي، وفك العزلة عن المداشر والدواوير، بالإكثار من المسالك الطرقية وتوسيع شبكة النقل العمومي، وكذا تقريب السكان من خدمات المؤسسات العمومية. وعلى صعيد المدن والحواضر، أعلن الحزب التزامه بتخليق العمل الجماعي واسترجاع ثقة المواطنين في مؤسسة البلدية ومفهوم الخدمة العمومية، بالعمل على تحديث الإدارة المحلية وعقلنة الموارد البشرية، والقطع النهائي مع كل مظاهر الفساد الإداري. كذلك أعلن الالتزام بإعمال المزيد من الشفافية والصرامة والحزم في تتبع ومراقبة الالتزامات ودفاتر التحملات بالنسبة لكل المؤسسات المشاركة في التدبير المفوض للخدمات البلدية والجماعية، وبالعمل على تحسين ظروف الحياة المجالية للسكان والعناية بالثقافة والفنون. وفيما قادت الأحزاب حملة تعبئة واسعة في صفوف نسائها لحثهن على الانخراط بقوة في الانتخابات، كشف العلوي أن حزبه استطاع تعبئة ألف مرشحة للانتخابات من بين 10 آلاف مرشح سيشارك في الانتخابات المقبلة، مرجعا ضعف إقبال النساء إلى “خجلهن من ممارسة العمل السياسي على المستوى المحلي، ووجود ردود فعل ذكورية”، مشيرا، بالمقابل، إلى أن مرشحتين ستترأسان لائحة الحزب في مدينتي تمارة وورزازات. ووفق إحصائيات مؤقتة، تبلغ النسبة العامة للتغطية المتوقعة للحزب بالجماعات الحضرية والقروية والمقاطعات في انتخابات 12 يونيو المقبل 100 في المائة على مستوى المقاطعات، و97.5 في المائة على مستوى نظام اللائحة، فيما حددت النسبة العامة في التغطية على مستوى النظام الفردي ب 39.3 في المائة.