شن إدريس لشكر، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هجوما قويا على نمط اللائحة في انتخاب القيادة الحزبية في المؤتمر الثامن الذي يفتتح بعد غد الجمعة، والذي صادق عليه اجتماع المجلس الوطني للحزب في اجتماعه يوم السبت الماضي. وقال لشكر، في ندوة صحافية بالرباط أمس، إن نمط اللائحة من شأنه أن يشتت الحزب، وإن خلق هذه المشكلة داخل الاتحاد الاشتراكي هي محاولة للتضليل والتغليط والتهرب من مواجهة الأسئلة الحقيقية المتعلقة بالأزمات السياسية في البلاد وأزمة المشهد السياسي وقضية التحالفات الحزبية، مضيفا قوله: «تخوفي من اللائحة مرتبط بظهور حركة لكل الديمقراطيين» لفؤاد عالي الهمة، مضيفا أن حركة الهمة، التي يطلق عليها الاتحاديون تسمية «الوافد الجديد»، ستكون هي المستفيد مما راكمه الاتحاد الاشتراكي من تجربة نضالية وطاقات تنظيمية، لأن أعضاء الحزب الذين لن ينصفهم نمط اللائحة سيجدون أنفسهم خارج الاتحاد الاشتراكي وبالتالي ستكون حركة الهمة في استقبالهم. وبخصوص هذه الأخيرة، قال لشكر: «بلادنا غير محتاجة إلى حزب مخزني جديد، وكفانا ما ورثناه من أحزاب من سنوات الرصاص»، وحول ما تردد سابقا من أن الاتحاد الاشتراكي قد يقوم بمحاسبة أعضائه الذين يتعاملون مع حركة برلماني الرحامنة، قال عضو المكتب السياسي للاتحاد إن المذكرة الصادرة بهذا الشأن مازالت قائمة ولم يحدث أي جديد يقضي بالمحاسبة، وأن أي محاسبة في هذا الإطار هي من صلاحيات الأجهزة التقريرية للحزب. غير أن لشكر لم يعلن رسميا ما إن كان سيرشح نفسه لمنصب الكتابة الأولى لحزب الوردة، وترك الباب مفتوحا، قائلا إنه لم يحصل في تاريخ الاتحاد الاشتراكي أن رشح شخص ما نفسه لمهمة قبل أن توجد أصلا، مشيرا إلى أن جميع الترشيحات التي قدمت حتى الآن لمنصب الكتابة الأولى «غير قانونية ولا تحترم إرادة المؤتمر وإرادة الاتحاديين والاتحاديات»، وتضرب مبدأ المساواة بين المؤتمرين في الحق في الترشح، وقال إنه إذا قرر المؤتمر إعادة بناء الحزب فعليهم أن يختاروا القيادة المناسبة لذلك الهدف، أما إذا قرر إعادة هندسة الحكومة فعليهم أن يختاروا «الأنسب للقيام بهذه المهمة». وهاجم لشكر، بطريقة غير مباشرة، بعض أعضاء المكتب السياسي الذين أعلنوا ترشيح أنفسهم للكتابة الأولى، أمثال عبد الواحد الراضي والحبيب المالكي وفتح الله ولعلو، وقال إن من يريدون اليوم قيادة الحزب في المرحلة الراهنة كانوا هم المسؤولين عن الحزب في الماضي، وعليهم ألا يتنكروا للمسؤولية «لأن من يتنكر للمسؤولية لا يجدر به أن يتقدم لنيل الثقة». واتهم لشكر أعضاء في دواوين الوزراء الاتحاديين بتشكيل ميليشيات وعصابات قبيل موعد المؤتمر، واستغلال المال العام وإمكانات الدولة لخدمة أهداف أطراف معينة داخل الحزب، لكن دون أن يكشف عن أسماء محددة، ودعا الدولة إلى أن تبقى على الحياد في انتخاب القائد المقبل للاتحاد الاشتراكي، وقال إنه «لمصلحة البلاد أن يرفعوا أيديهم عن الاتحاد الاشتراكي لأن الفراغ لن يملأه سوى التطرف». وحول دعوته إلى التحالف مع حزب العدالة والتنمية، قال إدريس لشكر: «لم أدع إلى التحالف مع العدالة والتنمية ولكن مع جميع الأحزاب الحقيقية التي لدينا معها قواسم مشتركة وفق برنامج سياسي محدد».