رجحت مصادر اتحادية احتمال عدم انعقاد المؤتمر الثامن للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في موعده المقرر ما بين 13 و15 يونيو، بسبب حرب اللوائح والمشاكل المتعلقة بانتخاب مندوبي المؤتمر في المجالس الإقليمية، مثلما حصل في مجموعة من الأقاليم خلال الأسبوع الماضي، والتي تعثر فيها انتخاب المندوبين بسبب الانقسامات الداخلية. وقال أحمد الزايدي، رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، في تصريحات ل"المساء" أمس، إنه لا يستبعد أن تقوم بعض الأطراف بخلق "بعض العراقيل المصطنعة من أجل تأجيل المؤتمر"، معتبرا أن ذلك "سيكون مضرا بالمسار الذي اتخذته التحضيرات إلى حد الآن". غير أن علي بوعبيد، عضو المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي ونجل الزعيم التاريخي لحزب الوردة عبد الرحيم بوعبيد، قال ل"المساء" إنه لا خلاف بين الاتحاديين على عقد المؤتمر في وقته المحدد وإن جميع المشكلات "سيتم التغلب عليها قريبا"، مشيرا إلى أن لجنة تفعيل الأداة الحزبية ستبت في عدد من القضايا المعلقة خلال اجتماعها يوم الاثنين المقبل، ومن بينها مسألة اعتماد اللائحة في اختيار أعضاء المكتب السياسي وطبيعة هذه اللوائح: هل هي مغلقة أم مفتوحة ونمط الاقتراع، حيث من المقرر أن تقدم لجنة الصياغة مشروعها بهذا الشأن، وكذا مسألة عدد التوقيعات الذي يجب على كل لائحة الحصول عليه، إذ هناك من يدعم نسبة 10 في المائة، وهناك من يدعم نسبة 15 أو 20 في المائة، وأضاف بوعبيد أن اللجنة سترفع تقريرها النهائي إلى المجلس الوطني الأخير، ما قبل المؤتمر الثامن، للحسم في مختلف القضايا قبل الذهاب إلى المؤتمر. وقالت مصادر مطلعة، من داخل الاتحاد الاشتراكي، رغبت في عدم الكشف عن هويتها، إن حرب اللوائح انطلقت قبيل موعد المؤتمر "لكن هناك مفاجآت جديدة ربما قد تظهر في آخر لحظة"، مبرزا أن عدد اللوائح المتصارعة التي ظهرت حتى الآن يتراوح ما بين ست إلى سبع لوائح، يقودها كل من محمد اليازغي وفتح الله ولعلو وعبد الواحد الراضي وإدريس لشكر والحبيب المالكي وعلي بوعبيد والحسين الكافوني وناصر حجي، مشيرا إلى احتمال ظهور لوائح جديدة بشكل مفاجئ يوم المؤتمر. وقالت المصادر إن تيار اليازغي "يحصد المؤتمرين في جل المناطق"، مثل تادلا أزيلال وأصيلا وسيدي قاسم والرباط، مضيفا أن تيار اليازغي "لا ينام أبدا". ولا يزال مشكل الملتحقين الجدد، ومن ضمنهم القادمون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لم يتم الحسم فيه بعد، حسب مصادر اتحادية، أكدت في الوقت نفسه أن لطيفة الجبابدي، عضو المكتب السياسي للحزب، عادت إلى مكانها بعد إعلان انسحابها في الأسبوع الماضي إثر مشادة كلامية بينها وبين زميلها داخل المكتب ادريس لشكر. وجاء الإعلان عن عودة الجبابدي إثر لقاء عقده المجلس الوطني للنساء الاتحاديات يوم الجمعة الماضي بالرباط هتفت فيه الاتحاديات باسم الجبابدي وطالبن بعودتها إلى المكتب السياسي. وعلمت "المساء" أن اجتماعات المجالس الإقليمية في تطوان وطنجة والعرائش وفاس تعثرت خلال الأسبوع المنصرم، بسبب خلافات كبيرة بين الأعضاء حول مسطرة الانتخاب.