تعود من جديد حلقة الإثارة عندما يستقبل مساء ملعب ستامفورد بريدج بلندن إياب نصف نهائي عصبة أبطال أوربا بين البلوز والكطلانيين. يبدو أن الفريق الإسباني الذي رقص رقصة الذئاب ويعيش أحلى الأيام بعد فوزه الساحق على غريمه التقليدي ريال مدريد 2/6 يوم السبت الماضي في الدوري الإسباني، وهو الفوز الذي ضمن بشكل كبير لبرشلونة إحراز لقب المسابقة المحلية لهذا الموسم من جهة وجعله من جهة أخرى يتلقى إشادة كبيرة من كل محبي الكرة المستديرة بعد الأداء الجيد الذي شاهده الملايين عبر العالم. لكن تشيلسي له رأي آخر وقرر أن يفقأ فقاعة برشلونة خاصة بعدما تمكن من الخروج بالتعادل السلبي من مباراة الذهاب التي استضافها النادي الإسباني على ملعب «كامب نو» الثلاثاء الماضيص. ويستطيع الهولندي جوس هيدينك مدرب تشيلسي الاعتماد على الظهير الأيسر آشلي كول في مباراة الغد بعد غيابه عن مباراة الذهاب للإيقاف، أما ريكاردو كارفاليو وجو كول فهما لم يستعيدا لياقتهما البدنية بعد. وفاجأ هيدينك الكثيرين عندما لم يرح من لاعبيه الأساسيين سوى المخضرم مايكل بالاك خلال مباراة تشيلسي أمام فولهام بالدوري الإنجليزي يوم السبت الماضي والتي فاز فيها تشيلسي 3/1 ليحتفظ بمركزه الثالث في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. وعلق هيدينك على برشلونة قائلا: «إنه فريق على مستوى عال جدا ويجب أن نتمتع بتركيزنا التام أمامه، ولكننا أيضا لدينا ثقة كبيرة في أنفسنا وإذا حظينا بتشجيع جماهيري كبير هنا في الاستاد فبوسعنا تحقيق ما نريد». من جانبه ، انشغل صانع ألعاب تشيلسي فرانك لامبارد بالرد على الانتقادات التي وجهت لفريقه لالتزامه بالأداء الدفاعي البحت في «كامب نو». وقال لامبارد يوم السبت الماضي: «كانت نتيجة رائعة وأداء ممتازا .. أما بالنسبة لكل هذا الجدل، فإنني أنظر إلى الأمر على أنه مجرد اختلاف حضاري سواء في طريقة أداء الفريقين أو في طرق اللعب بشكل عام في مسابقتي الدوري الإنجليزي والأسباني». وأضاف لامبارد: «إن الدوري الإنجليزي يعتمد على القوة البدنية بشكل أكبر وأعتقد أن هذه من أهم مميزات الدوري الإنجليزي». وكان تشيلسي هو الفريق الوحيد الذي نجح حتى الآن في حرمان برشلونة من التسجيل في ملعب «كامب نو» هذا الموسم، ويأمل لامبارد شأنه في ذلك شان هيدينك في أن يقف عامل الأرض والجمهور إلى جانب فريقه غدا. وقال لامبارد: «من المهم في مباراة العودة أن تضمن جماهير تشيلسي للفريق أجواء تشجيعية قوية في الملعب قدر المستطاع حتى نصعب الأمور على برشلونة بقدر ما صعبوها علينا في ملعبهم». وكان تشيلسي قد أطاح ببرشلونة من دور ال16 لدوري الأبطال عام 2005، ولكنه ودع منافسات البطولة نفسها على يد الفريق الكطلاني في عامي 2000 و2006 . ويحاول المدرب القدير غوارديولا الذي استطاع في ظرف عام تكوين فريق مثالي تهييء اللاعبين نفسيا وإبعادهم عن الضغط الذي ترسب إلى مكونات الفريق البرشلوني بعد نتيجة السبت بدوري لاليغا، حتى يكون الكل جاهزا أمام جدار البلوز. ووصف نجم ريال مدريد السابق إميليو بوتراغينيو فريق برشلونة الحالي بقيادة غوارديولا أمس الأول الأحد بأنه «أفضل فريق يشهده برشلونة في تاريخه» وأنه حتى أفضل من «فريق الأحلام» الذي كان يدربه الأسطورة يوهان كرويف في بداية التسعينات. وانتشر الآلاف من مشجعي برشلونة في الشوارع للاحتفال بالفوز على ريال مدريد ، بينما تدفق المئات على مطار «إل برات» لتحية الفريق لدى عودته من العاصمة الإسبانية في الساعات الأولى من صباح الأحد. وأكد غوارديولا أن المجهود الكبير الذي بذله فريقه يوم السبت لن يؤثر عليه أمام تشيلسي وقال: «لا يوجد إرهاق مع اقتراب روما (التي ستستضيف نهائي دوري الأبطال) بهذا الشكل، لا توجد لدينا مشكلة». ورفض غوارديولا الإفصاح عما إذا كان سيلعب من جديد بنفس الخطة التي لعب بها مباراة السبت حيث وضع المهاجم الكاميروني صمويل إيتو في الجانب الأيمن، ووضع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي خلف رأسي الحربة. ولكنه قال: «سنذهب إلى هناك لكي نفوز .. لكي نهاجم ونلعب مباراة جيدة». ويغيب عن صفوف برشلونة غدا قائد الفريق كارلس بويول للإيقاف والمدافع رافا ماركيز للإصابة، لذلك سيدفع غوارديولا باللاعب مارتن كاسيريس الذي لم يلعب سوى مرات نادرة منذ انضمامه إلى برشلونة، قادما من فياريال قبل تسعة أشهر في قلب الدفاع، إلى جانب جيرارد بيكي المدافع الأنيق الذي تألق في مباراة مدريد، بينما تحوم الشكوك حول مشاركة المهاجم الفرنسي تييري هنري الذي سجل هدفين في مرمى ريال مدريد يوم السبت بعد إصابته بإلتواء شديد في ركبته اليمنى. وفي حالة عدم مشاركة هنري في مباراة الغد، فسيدفع غوارديولا بأندريس إنييستا على الجانب الأيسر مع حلول سيدو كيتا محله في خط الوسط.