سيكون المتتبع لمنافسات دوري أبطال أوربا لكرة القدم مضطرا لحبس أنفاسه، طيلة التسعين دقيقة مساء اليوم خلال النزال الذي سيجمع متصدر دوري لاليغا إفس برشلونة بالفريق الأزرق الإنجليزي تشلسي، برسم ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوربا، والتي سيكون ملعب كامب نو مسرحا لها. للمرة الرابعة تشاء الأقدار أن يجتمع قطبا الكرة الإسبانية والإنجليزية، ويبقى فريق برشلونة صاحب التفوق من حيث عدد الانتصارات بعدما أقصى البلوز في دور الربع خلال موسم 1999-2000 وفي دور الثمن لموسم 2005-2006، في حين كانت غلبة الإنجليز في موسم 2004-2005 حينما أخرجوا البارصا من نفس الدور، بعد هدف قاتل للقائد فرانك لامبارد، في حين كان نزال موسم 2006-2007 عن دور المجموعات شكليا، بعدما ضمن الطرفان تأشيرة المرور إلى دور الثمن، في مباراتين آل ذهابها لصالح الكطلانيين في حين انتهى إيابها بالتعادل هدفين دون رد، في مباراة سجل فيها قائد تشلسي فرانك لامبارد هدفا في مرمى حارس البارصا فيكتور فالديس، وهو الهدف الذي يعتبره لامبارد من أروع الأهداف التي سجلها طيلة مشواره الرياضي. لكن مباراة اليوم تختلف عن مباريات الأمس، فكل ناد يسعى إلى تحقيق نتيجة إيجابية تعبد الطريق نحو روما يوم السابع والعشرين من مايو المقبل حيث سيجرى النهائي، ويبدو أن تشلسي سيجري مباراته بالكامب نو مزودا بخطتين، الأولى من طرف المحنك هيدينك الذي يبدو أنه يملك عصا سحرية فمنذ مجيئه إلى البلوز والأمور تسير من حسن إلى أحسن، ثم خطة من يد صديقة قدمها الداهية البرتغالي جوزيه مورينيو المدرب الحالي لفريق إنتر ميلانو الإيطالي، والسابق لتشيلسي الإنجليزي، والذي قاده إلى الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي مرتين، بعد أن غابت عن خزائن الفريق لنحو نصف قرن، إلا أنه فشل على مدى ثلاثة مواسم في تحويل حلم رفع كأس دوري عصبة أبطال أوربا إلى حقيقة. لكن هذه المرة يبدو أن مورينيو يملك خطة قد تفيد تشيلسي في هزم البارصا بالكامب نو، حيث صرح قائلا لصحيفة ديلي ميل البريطانية: نعرف جميعًا أن (المهاجم الإيفواري) ديدييه دروجبا يعشق استغلال أخطاء المنافسين، أي شخص لا يزال يفكر بأنه ليس من أفضل مهاجمي العالم هو مخطئ». وأضاف «الناس يعتقدون أنه موسم برشلونة، وهو أمر مفهوم بالنظر إلى الطريقة التي يلعبون بها، لكنني أعرف لاعبي تشيلسي، ستكون مباراة صعبة لكن تشيلسي قادر على أن يفعلها، هناك مجموعة من اللاعبين يستحقون الفوز». أما المهاجم الفرنسي نيكولا أنيلكا فيبدو أنه وقف على نقطة ضعف فريقه، وحاول نصح زملائه بتحسين الخط الدفاعي إذا أرادو العودة بنتيجة إيجابية من على ميدان البارصا، خاصة بعد تأكد غياب المدافع البرتغالي ريكاردو كارفاليو بعد الإصابة التي ألمت به في مباراة الفريق الرديف لتشلسي ضد فريق وست بروميتش، ويقول أنيلكا: «سيكون صعبا جدا علينا العودة في مباراة برشلونة إذا تركناهم يسجلون علينا أهدافا مبكرة، خاصة أننا سنلعب خارج الديار، لذلك يجب علينا التركيز الكامل خاصة في خطنا الخلفي، هدفنا هو تحقيق نتيجة جيدة في مباراة الذهاب، وإذا خسرناها بنتيجة كبيرة فالأمور ستكون محسومة لصالحهم على الأغلب.. لقد هزمنا اليوفي وليفربول سابقا، وهما فريقان كبيران، والآن جاء الدور على برشلونة، فيجب أن نهزمهم أيضا». كلام أنيلكا يؤكد على تخوف النادي الأزرق من الزئبق ميسي الذي أصبح مصدر قلق كل مدافعي العالم، وهو ما أشارت إليه الصحف الإسبانية طوال الأسبوع حينما أشارت إلى أن غوس هيدينك أوصى لاعبيه خلال الحصة التدريبية ليوم الأمس بإغلاق كل المنافذ على ميسي عن طريق استعمال القوة والخشونة، وهو ما نفاه هيدينك بالقول «إن لاعبيه سيستعملون الوسائل الشرعية فقط لإيقاف ميسي». إفس برشلونة الذي يملك أقوى خط هجوم في بطولة عصبة أبطال أوربا بمجموع تسعة وعشرين هدفا في عشر مباريات، يبقى الأوفر حظا، في ظل توفر الفريق على سلاح بشري متعدد الاختصاصات، من قبيل ميسي، إيطو، تيري هنري، إنيستا، كزافيي، بيول، ألفيس، واللائحة طويلة... وسيكون شهر ماي شهرا حاسما ومثيرا بالنسبة للفريق، حيث ينتظر الفريق الكطلاني العديد من المباريات المهمة، بدءا بدور نصف النهاية ضد البلوز والذي يسعى فيه الفريق إلى تحقيق نتيجة الفوز التي تؤشر له بالرحيل إلى ملعب الأولمبيكو بروما للعب نهائي 27 ماي، ثم مباراة الكلاسيكو الأحد المقبل ضد الغريم الفريق الملكي ريال مدريد والتي ستحسم بقوة في الفائز بالدوري الإسباني، والإنتقال يوم 13 من ماي إلى ملعب الميستايا بفالنسيا لمواجهة أتلتيك بلباو عن نهائي كأس ملك إسبانيا، فالكل في برشلونة يحلم بتحقيق الثلاثية التاريخية، لكن خصم البارصا تشلسي يحتم على المدرب غوارديولا اللعب بحذر واحتياط، وعدم الإفراط في التفاؤل، وهو الإنطباع السائد لدى مكونات الفريق الكطلاني، فغوارديولا صرح لوسائل الإعلام الإسبانية بالقول» إنه لشرف لنا أن نلعب ضد فريق قوي مثل تشيلسي»، وهي عبارة تؤكد أن غوارديولا يعرف قيمة المنافس، ومستعد جيدا لهذا الخصم العنيد الذي يقوده مدرب محنك يسمى غوس هيدينك.