لم تتوقف سيارات الإسعاف الإسبانية بسبتة، يوم أول أمس، في نقل العديد من المغربيات حاملات السلع المهربة، بعد إصابتهن برضوض وجروح مختلفة نتيجة التدافع الشديد الذي أصبح يعرفه المعبر يوميا، خلال الشهور الأخيرة. ولم يتوقف الاتصال برقم 061، الذي يعود للوقاية المدنية للتدخل العاجل ونقل المصابات إلى مستشفى المدينة، من بينهم نساء تجاوزن العقد السادس من عمرهن، لكن رغم ذلك مازلن يكابدن الحياة بحملهن رزما يفوق وزنها 70 كيلوغرام. وعاد معبر باب سبتة ليتصدر مجددا واجهات الأخبار الإسبانية يوميا، بسبب ما يتعرض له المواطنون المغاربة هناك من جروح وإصابات يومية. فقد أصيبت، قبل أسبوع، فتاة مغربية، من تطوان، بجروح وكسور جد خطيرة بعد سقوطها من فراغ بين سلالم أحد مخازن بيع السلع التي تهرب إلى تطوان، وقبلها بيومين سقط شاب آخر من علو 5 أمتار ليصاب بكسر في فكيه وآخر في قفصه الصدري، بالإضافة إلى حالات الإغماء والإصابات اليومية التي تلحق حاملي وحاملات رزم السلع المهربة. ووفق مصدر طبي إسباني فإن السيدة المغربية التي تتعاطى لحمل رزم السلع، البالغة من العمر 30 سنة، والمسماة (ن. أ) أصيبت بكسور على مستوى عمودها الفقري، وكسور في الساق، بالإضافة إلى إصابتها بكدمات ورضوض متفاوتة جراء سقوطها من علو يبلغ 7 أمتار، ما أعاد الحديث عن إجراءات السلامة المعمول بها داخل مخازن «تاراخال»، حيث أن عناصر الوقاية المدينة الإسبانية اضطرت إلى إحداث ثقب في الجدار لاستخراج المغربية المصابة. وأفاد مصدرنا أن المصالح الطبية نقلت المغربية على وجه السرعة إلى مستشفى بمدينة قادس الأندلسية نظرا لخطورة إصاباتها. من جهته طالب حزب إسباني معارض بمدينة سبتة، باستقالة مندوب حكومة المدينة (والي) نظرا لفشله وعجزه في إيجاد حل لما يحدث بمعبر باب سبتة، من إهانات وسوء معاملة، وفقدان لإجراءات السلامة البدنية لحاملي السلع، كما وصف حزب «كابايا» في بلاغ له، مندوب الحكومة، فرانسيسكو أنطونيو غونثاليث، ب «المسؤول عن كل الشرور» التي تحدث بمعبر تاراخال. من جهته كشف مصدر أمني مغربي أن رزم السلع المهربة أصبحت تتجاوز حاليا 70 كيلوغراما، فيما تحتوي أخرى على أكثر من28 غطاء (بطانية)، وهو حجم يلحق أضرارا صحية وبدنية خطيرة بحاملات السلع، اللائي أصبحن يراهن على حملها من أجل كسب المزيد من المال يقيهن شر الفقر الذي يعانين منه، حيث لا يتجاوز مدخولهن الشهري 4500 درهم، مبلغ قد يغطي نسبيا تكاليف عيشهن وأسرهن. في السياق نفسه كشفت وسائل إعلام إسبانية ما سبق وأن نشرته الجريدة حول قضاء المغربيات ليلهن داخل علب كرتونية، إذ وصفت الأمر بالكارثة الإنسانية التي يستوجب حلها، عبر تحسين ظروف عيش المغاربة، وسلاسة المرور بالمعبر الحدودي باب سبتة.