عرفت النقطة الحدودية باب سبتة، يوم أمس، احتجاجات العديد من الشبان المغاربة، أغلبهم ينحدرون من مدينة الفنيدق، بعد مطالبة شرطة ختم جوازات السفر بعضهم بمدها ببطاقة الإقامة الإسبانية، أو عدم التأشير على جواز سفرهم، من أجل الدخول إلى مدينة سبتة. وعبر هؤلاء، صباح يوم أمس، في اتصال مع الجريدة عن تذمرهم من الأمر، مشيرين إلى أنها المرة الأولى التي تتم فيها مطالبتهم بوثيقة إسبانية داخل التراب المغربي، فيما تم رفض التأشير على جوازاتهم بحجة عدم توفرهم عليها. وتحول المعبر الحدودي، خلال الفترة الأخيرة، وخصوصا بعد تهيئته، إلى جحيم لا يطاق، بسبب ازدياد عدد حاملي رزم السلع المهربة نتيجة تفشي البطالة بولاية تطوان، وانعدام فرص الشغل الكريم، لتبقى مدينة سبتة مورد الرزق الوحيد للآلاف من العائلات. كما بدأت مدينة سبتة تعرف بروز ظاهرة جديدة تتجلي في قضاء بعض النساء من حاملات السلع المهربة الليل وسط علب كارتونية، مقابل 50 درهما تفاديا للازدحام بمعبر باب سبتة، فيما تفضلن أخريات البقاء بمحيط منطقة مخازن بيع السلع، مفترشين ألواحا كارتونية وأغطية في الهواء الطلق رغم حدة برودة الطقس. كما تلجأ أخريات إلى أبواب بعض الإقامات السكنية لقضاء الليل إلى غاية الفجر. مصادر حقوقية ذكرت للجريدة أن معبر باب سبتة أصبح بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، نظرا إلى حالة الاحتقان والغضب الشديدين اللذين يعرفهما النساء والشبان المغاربة من ممتهني التهريب المعيشي، حيث أطلقت الشركة الإسبانية قبل أيام عيارات نارية في الهواء الطلق في محاولة منها لتفريق الكتل البشرية التي تتوافد على المعبر تزامنا مع موسم التخفيضات التجارية لرأس السنة الميلادية الجديدة بالمدينة. كما أن المعاملة غير الإنسانية التي يتعرضون لها، سواء على يد الإسبان أو المغاربة، وتعرض العشرات من النساء للتحرش الجنسي، والازدحام غير المسبوق كل فجر بالمعبر الحدودي، أصبح يطرح مشاكل إنسانية واجتماعية مختلفة تنبغي مواجهتها عبر توفير بديل لهؤلاء بدل المعاناة اليومية التي يكابدونها هناك. وقبل أيام، عاش معبر باب سبتة على الجانب الإسباني، ليلة سوداء، إثر اشتباكات بين أكثر من 1100 مغربي من حاملي رزم السلع، وعناصر الأمن، استعملت فيها بخاخات مسيلة للدموع، وأسلحة بيضاء. وأسفرت الاشتباكات الليلية عن إصابة مغربي بجروح بالسلاح الأبيض، وآخرين في عيونهم جراء رش الغاز المسيل للدموع عليهم من بخاخات صغيرة. واستنجد حراس الأمن بمخازن «تاراخال» بعناصر الأمن، التي كانت بدورها منشغلة بمحاولة أكثر من 100 مهاجر جنوب إفريقي التسلل إلى مدينة سبتة عبر السياج الحدودي الشائك بمنطقة «بينثو». وأفاد مصدرنا بأن المواجهات كانت حادة بين حاملي السلع والأمن، استعملت فيها القنينات والحجارة، بعدما رفضت السلطات الإسبانية السماح لهؤلاء بالمرور برزم سلعهم إلى النقطة الحدودية المغربية، وعمت حالة من الفوضى والكر والفر بين هؤلاء وعناصر الأمن وسط أزقة مخازن السلع، فيما لم يتم توقيف أي شخص. كما يخوض العشرات من النساء المغربيات وقفات احتجاجية بمدينة سبتة، ضدا على منعهم من طرف بعض الحراس من تمرير رزم السلع المهربة من مخازن «تاراخال» إلى معبر باب سبتة المغربي، ومنه إلى المغرب إلا بعد تأديتهم مبالغ مالية كرشاوى. وأثارت احتجاجات المغربيات بجوار مخازن السلع ب «تاراخال»، استنفار المصالح الأمنية، فيما انضم العشرات من الشبان المغاربة إلى احتجاجات حاملات السلع، رافضين ابتزازهم وطلب الرشوة منهم من أجل السماح لهم بتمرير رزم السلع. ورفعت النساء شعارات وهتافات ضد ما أصبحن يتعرضن له، سواء من طرف الجمارك المغربية التي تغلق المعبر في وجوههن بسبب ما تصفه بتجاوزهن للوزن المعمول به، أو من طرف بعض الحراس الذين يطالبوهن بتأدية رشوة عن كل رزمة.