عرف معبر باب سبتة، صباح يوم أمس، احتجاجات عارمة غير مسبوقة، لأكثر من 3000 مغربي من حاملي السلع المهربة إلى المغرب، اضطرت معها مصالح الأمن الإسبانية إلى استعمال الغاز المسيل للدموع، فوقعت حالات اختناق في صفوف المحتجين المغاربة، كما تم إلحاق أضرار مادية ببعض مرافق المعبر على الجانب الإسباني. وقال مصدر أمني إن أسباب الاحتجاجات التي استدعت وصول تعزيزات كبيرة لقوات مكافحة الشغب الإسبانية، تعود إلى منع المغرب الآلاف من المغاربة والمغربيات من حاملي السلع من دخول سبتة، وهو إجراء سبب اكتظاظا فظيعا بالمعبر على الطرف الإسباني، الذي كان يصر على السماح لحوالي 300 حامل سلع فقط، بدل الآلاف المتواجدة هناك. وتم إغلاق المعبر سواء من الجانب المغربي أو الإسباني، مما زاد من غضب المحتجين، الذين بقوا عالقين بمعبر «تاراخال». وتعرف النقطة الحدودية باب سبتة، خلال هذا الشهر توجه الآلاف من المغاربة لنقل السلع من سبتة إلى المغرب بسبب الإقبال الكثير لسكان تطوان، والمدن المجاورة على المأكولات الإسبانية، خصوصا العصير، والأجبان، والحليب وغيرها، وهو ما زاد من تفاقم مشكل العابرين منه. ويتهم هؤلاء في حديثهم كلا من السلطات الأمنية الإسبانية والمغربية بتعسفها على حاملي السلع، التي تعود ملكيتها لأباطرة التهريب، فيما أصبحت ترتفع كل يوم، احتجاجات جمعية أرباب مخازن السلع ب «تاراخال» على الحدود مع المغرب، وجمعيات حقوقية إسبانية، بسبب ما يتعرض له هؤلاء من إهانة. ومنذ أن قام المغرب بتهيئة المعبر الحدودي، خلال صيف السنة الماضية، بهدف تسهيل حركة المرور، ازداد الاكتظاظ بالمعبر بسبب ما تقوم به عناصر الشرطة الإسبانية من تجميع لحاملات السلع، وتوقيفها لحركة العبور بالسيارات، تاركة طوابير من السيارات قد تصل إلى غاية مدينة الفنيدق التي تبعد عن المدينةالمحتلة بأربعة كيلومترات، كما يشهد معبر باب سبتة على الطرف الإسباني، اندلاع مواجهات بين قوات التدخل الخاص الإسبانية، والمغاربة المتعاطين للتهريب المعيشي، تسفر أحيانا عن العديد من الإصابات في صفوف بعض المغاربة. وقال هؤلاء إن شطط السلطات الإسبانية واستفزازها لهم أصبح أمرا لا يطاق، في الوقت الذي تنتفع فيه المدينة من الملايير من السنتيمات يوميا عبر التهريب إلى المغرب، فيما قال آخر، إن الأمن الإسباني استدعى قوات التدخل السريع لفض المواجهات بعد محاولة أكثر من 3000 مغربي اقتحام حدود «تاراخال» الإسبانية احتجاجا على حجزهم بين المعبرين لأكثر من ساعتين وهم صيام.