عندما ألغت جامعة كرة القدم ترخيصها الأولي لخليل بودراع ليقود فريق الجيش الملكي إلى غاية نهاية الموسم، كان مبرر الجامعة هو أن بودراع لا يتوفر على رخصة التدريب من الدرجة الأولى التي تتيح له تدريب الفريق العسكري، رغم أن حسن حرمة الله مدير التكوين كان رخص له في البداية، بدعوى أن اسمه موجود ضمن لائحة المدربين الذين سيجتازون امتحان الدرجة الأولى. عندما تفجرت القضية رفع الجنرال حسني بنسليمان رئيس الفريق العسكري سماعة الهاتف، وأخبر فوزي لقجع رئيس الجامعة بأن الجيش من المفروض أن يكون أول فريق يحترم القانون، قبل أن يتمنى التوفيق لرئيس الجامعة في مهامه. وفي الوقت الذي انتظرنا فيه إجراءات تعكس هذا الكلام القوي فإن الجيش سرعان ما أعطى درسا في احترام القانون لكن بشكل مقلوب للأسف، إذ سيتحول «احترام القانون» إلى دوس عليه، وإلى «تحايل» عن سبق إصرار وترصد، بمباركة الجامعة التي تتابع ما يجري بهدوء. لقد سارع الفريق العسكري إلى البحث عن حل لوضعيته التي أصبحت معقدة، والتي تتحمل الجامعة نصيبا منها لأنها رخصت في البداية لبودراع بأن يدرب الفريق إلى نهاية الموسم، قبل أن تلغي الترخيص في مرحلة ثانية، علما أن مسؤولي الجيش عقدوا العزم على وضع الثقة في بودراع لأنه قاد الفريق لتحقيق نتائج إيجابية، إذ في أربع مباريات فاز في ثلاث وتعادل في واحدة. لم تكن أمام الفريق العسكري من وصفة إلا التعاقد مع حمادي حميدوش الذي حفر لنفسه اسما كبيرا في ذاكرة الكرة المغربية كلاعب أولا وكمدرب ثانيا سبق له أن درب المنتخب الوطني وقاده لتحقيق نتائج مهمة، لكن للأسف الشديد فإن حميدوش أصر مرة أخرى على أن يسيء لتاريخه وأن يحول رخصة التدريب من الدرجة الأولى التي يتوفر عليها إلى رخصة للكراء، شبيهة بكراء «الكريمات»، إذ قبل أن يتحول إلى مدرب صوري يتقاضى راتبا وكفى، معيدا بذلك استنساخ تجربته مع فريق شباب الحسيمة. أما الأدهى والأمر من كل هذا فهو ما صرح به خليل بودراع المدرب الفعلي للجيش الملكي لقناة «الرياضية» عندما حل ضيفا على برنامجها حصيلة الأسبوع الذي تقدمه الزميلة سهام البوش. لقد قال بودراع إنه هو المدرب الفعلي وأنه يحترم تاريخ حميدوش، وأن الأخير يعرف بالتحديد المهمة التي جاء من أجلها. لقد أصبح تحايل فريق الجيش الملكي يتم بشكل علني، علما أننا إزاء وضع غير سليم. لقد كان من الأفضل أن ترخص الجامعة لبودراع بشكل مؤقت حتى نهاية الموسم، بدل أن نعيش هذا التحايل الذي يسيء للعبة وسيئ لفريق الجيش والجامعة.