استنفر اختفاء رجل سلطة و4 من أعوانه في نواحي تازة، وسط الثلوج في جبال «بويبلان» لمدة خمسة أيام متتالية وزارة الداخلية. وقالت المصادر إن السلطات المحلية بإقليم تازة تنفست الصعداء، صباح أول أمس الأحد، بعد العثور على هذا الفريق الذي كان في رحلة تفقدية لأحوال السكان في هذه الجبال التي تعاني في هذه الفترة من العزلة بسبب الثلوج التي فاق علوها 4 أمتار، وموجات البرد الحادة، قبل أن يجدوا أنفسهم محاصرين داخل سيارة الخدمة لمدة قاربت خمسة أيام، حيث أصبحوا في عداد المفقودين، بالنسبة إلى وزارة الداخلية. وحكت مصادر محلية ل«المساء» أن رجل السلطة (قائد قيادة بويبلان) وأعوانه فقدوا حتى إمكانية ربط الاتصال بالمحيط بسبب غياب التغطية في المنطقة الجبلية التي حاصرتهم فيها الثلوج. وعلمت «المساء» أن وزارة الداخلية استنفرت فرقا من القوات العمومية للبحث عن هذا الفريق في جبال «بويبلان»، التي تعد من أعلى الجبال في المغرب، وظل البحث جاريا إلى حدود يوم أول أمس الأحد، حيث تم التقاط إشارات من هاتف أحد المفقودين، وتم رصده من قبل عناصر الدرك الملكي. واستخدمت وزارة الداخلية مروحية للوصول إلى الفريق، وأوردت المصادر أنه تم العثور على المجموعة في وضعية صحية متدهورة وسط أكوام الثلوج، مضيفة أن التداريب التي تلقاها رجل السلطة في معهد تكوين أطر وزارة الداخلية ساهمت في إبقاء هذه المجموعة على قيد الحياة، وسط دراجة حرارة بلغت 7 درجات تحت الصفر، في أوقات الليل. وتم نقل المفقودين، طبقا للمصادر ذاتها، إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي لتازة، لتلقي العلاجات الضرورية. ويعاني سكان جبال «بويبلان»، التي تحاذي كلا من إقليمي صفرووتازة من موجة برد حادة ومن تساقطات ثلجية وصفت بالغزيرة، ما يعقد أوضاعهم المعيشية في هذه المنطقة المعزولة، والبعيدة، خاصة أن المستوى المعيشي للسكان متواضع جدا، والبنيات التحتية تكاد تكون منعدمة، وتتعقد أوضاع الأسر في حالات المرض في صفوف الأطفال والمسنين، أو الإنجاب بالنسبة للحوامل. وأشارت المصادر إلى أن السلطات المحلية أشرفت، في الأيام الأخيرة، على حملات طبية لفائدة السكان المعزولين في الجبال استفاد منها حوالي 2400 شخص، كما عملت السلطات على دعم السكان بأغطية وملابس ومستلزمات للتدفئة، ومواد غذائية.