عاشت عناصر الأمن والسلطات المحلية بجرسيف، حالة استنفار ليلة الأحد صباح الاثنين الماضيين، بحثا عن مفقودين وسط الثلوج التي سقطت بكثافة على جبال الأطلس المتوسط بالمنطقة التابعة لجماعة بركين. دوار أيت حنيني في إقليم ميدلت صباح الاثنين (خاص) وعلمت "المغربية" من مصادر مطلعة أن 35 شخصا كانوا في عداد المفقودين، نتيجة الثلوج الكثيفة والرياح العاتية التي شهدتها المنطقة، التي يقطن بها مجموعة من الرحل يتحدرون من قبائل بني اسمنت، يمتهنون تربية المواشي والرعي في مرتفعات الجراح شرق جبل بويبلان. وأضافت المصادر ذاتها أنه غير بعيد عن منطقة جبل بويبلان، حاصرت الثلوج 11 شخصا كانوا في طريقهم لإنقاذ هذه العائلة. وبمكان آخر قريب من المنطقة نفسها، حاصرت الثلوج عمال مقاولة للخشب، يشتغل بها أربعة سائقين وامرأة، ومشرف على الورش، وبالقرب منهم نصب 13 شخصا ثلاثة خيام بقبيلة بني بورايس، وما زاد الأمر تعقيدا انقطاع الكهرباء ومعه انقطعت مختلف أشكال الاتصال مع سكان المنطقة ومع المفقودين. ولم تتمكن الوفود الأولى من فرق الإنقاذ المكونة من رجال السلطة والقوات المساعدة والدرك الملكي والوقاية المدنية من الوصول إلى الهدف، نظرا لصعوبة استعمال كاسحة الثلوج والجرافة في الظلام، كما تعذر على مصالح المكتب الوطني للكهرباء الوصول إلى مكان العطب الكهربائي، ما دفع الجميع إلى التراجع إلى حدود الخامسة من صباح أول أمس الاثنين، بغرض انتقال قوات الإنقاذ من جديد بعدد يتجاوز 60 فردا من مختلف المصالح الأمنية. في السياق نفسه، شكل سكان دواري بني اسمنت وبني بورايس فريقا من المتطوعين يتكون من أزيد من 80 شخصا، انتقلوا على ظهور الدواب لإنقاذ الأرواح البشرية. وفي حدود الخامسة من مساء أول أمس الاثنين، تمكن الفريقان من إنقاذ جميع المفقودين، الذين عثر عليهم في ظروف صحية حرجة، فيما لم يتمكنوا من إنقاذ إلا حوالي 100 رأس من المواشي، بعدما نفق أزيد من 850 رأسا. وأرجعت مصادر "المغربية" أسباب محاصرة الثلوج المفقودين وصعوبة وصول قوات الإنقاذ، إلى سببين اثنين، الأول كون الجماعة القروية بركين تستفيد من الشبكة الكهربائية التابعة لإقليم بولمان، ما يجعل الأعطاب الكهربائية تتكرر باستمرار، كلما تساقطت الثلوج بكثرة على مرتفعات الأطلس، الأمر الذي ساهم في تعذر التواصل مع المفقودين، في حين كان من المفروض أن يجري ربطها بالشبكة الكهربائية لجرسيف عبر رأس لقصر، والسبب الثاني يرجع بالأساس إلى كون الطريق الرابطة بين بركين المركز وتامجيلت المركز، تمر عبر قمم الجبال ما يجعلها مقطوعة عند أية تساقطات ثلجية، والحال أن هذه الطريق كان من الواجب أن تمر عبر الدواوير بسفح الجبال، تضيف المصادر ذاتها.