في تطور مفاجئ بشأن الدعوى القضائية التي سبق للزعيم النقابي وعمدة مدينة فاس حميد شباط أن أعلن بأنه سيرفعها ضد الزعيم الاتحادي المهدي بنبركة، استغل شباط الزيارة الخاطفة التي قامت بها قاضية بالمحكمة الجنائية الدولية نهاية الأسبوع الماضي إلى مدينة فاس وسلمها ملفا بما اعتبره أدلة ووثائق يقول عنها إنها تثبت علاقة المهدي بنبركة بعملية اغتيال عالم جامعة القرويين عبد العزيز بن إدريس. ويتكون ملف هذه القضية التي تسلمت نسخة منه القاضية، الذي سبق لها أن كانت وراء تحريك الدعوى ضد الرئيس السوداني عمر البشير بشأن الانتهاكات الواقعة في إقليم دارفور، من عدد من الكتب التي ألفها عبد الله الوكوتي، والتي تم نشرها على صفحات جريدة العصر لسان حال حزب العدالة والتنمية التي توقفت عن الصدور ومؤلف «الزايغ» للمحجوبي أحرضان الذي يسلط الضوء على هذه الفترة من تاريخ المغرب. وتصطدم هذه الدعوى بعدد من الموانع القانونية في مقدمتها أن المحكمة الجنائية الدولية لا تنظر في جرائم الأشخاص وإنما في الجرائم التي ترتكب من طرف الدول. وفي الوقت الذي كشفت فيه مصادر مقربة من شباط ، أنه بصدد وضع اللمسات الأخيرة لوضع هذه الشكاية عبر سعيه إلى تشكيل جمعية لما يسميه ضحايا الجرائم التي ارتكبها بنبركة، على غرار الجمعية التي تم تأسيسها لضحايا دار بريشة، التي تتهم فيها الزعيم الاستقلالي علال الفاسي بالضلوع فيها، أوضح محمد الصبار رئيس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف والمحامي بهيئة الرباط، أن المحكمة الجنائية الدولية لا تنظر إلا في النزاعات والجرائم المقترفة من طرف الدول المصادقة على اتفاق روما. وأضاف الصبار في تصريح ل«المساء» أنه لكي تقبل هذه الشكاية من طرف المحكمة الجنائية الدولية لا بد أن تقدم من طرف دولة مصادقة على اتفاق روما، موضحا في السياق ذاته أن المدعي العام الجنائي رفض الشكاية التي تقدم بها عدد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية الدولية بخصوص الجرائم المرتكبة من طرف الدولة الإسرائيلية ضد الفلسطينين بدعوى أن إسرائيل غير عضو في المحكمة ولم تصادق بعد على اتفاق روما. وفي اتصال هاتفي ل«المساء» بأحرضان الذي يستند شباط إلى أحد مؤلفاته من أجل رفع هذه الدعوى التي يعتزم تحريكها أياما على موعد انطلاق الحملة الانتخابية الجماعية، رفض التعليق على تصريحات شباط وأجاب بشكل مقتضب «المهدي مات الله يرحمو.. اللي فات فات ولا يمكن الرجوع إلى الماضي.. وشغلهم هداك يدبروا راسهم.. هذا صراع سياسي بين الاستقلال والاتحاد».