شبح الموت تحت الثلوج أصبح كابوسا وطنيا ترتعد له فرائص عدد كبير من المغاربة مطلع كل فصل شتاء. فبعد 60 سنة من الاستقلال، ونصف قرن من العمل الجماعي المحمّل بالوعود الكاذبة، التي تذوب قبل أن تذوب الثلوج، ها هم المغاربة يحاصرهم البرد والجوع والموت، كما لو كانوا في حرب يطوقهم فيها جيش عدو من الجهات الأربع. وكما كان متوقعا، حاصرت الثلوج الكثيفة، التي تساقطت على جبال الأطلس الكبير، عددا من الدواوير المتاخمة لجبل توبقال، وقطعت الطريق عليها. ونفس الأمر شهده عدد من دواوير قبيلة آيت عبدي بجماعة زاوية أحنصال بأزيلال. ورغم أن الملك نبه قبل أيام إلى الأمر، ودعا المسؤولين إلى التعبئة الشاملة، تحسبا لما قد يحدث، وتجنبا للمآسي التي عرفها المغرب في السنوات الفارطة بسبب تساقطات الثلوج، فإن المأساة تتكرر بنفس الحجم. وهذا الأمر بقدر ما يكرر ويُعمق مآسي سكان المناطق المرتفعة، يجعلنا نستغرب تعامل المسؤولين باستخفاف مع هذه «الجائحة»، حتى عندما ينبه الملك إليها ويحث المسؤولين على التعاطي معها بما يكفي من الجدية والحزم. للأسف، ففي البلدان المجاورة لنا، يشكل تساقط الثلوج فرحة كبيرة لسكان المناطق المرتفعة، فيزورها السياح من كل حدب وصوب، أما سكان المرتفعات المغربية فإن عزرائيل هو من يزورهم عندما تتساقط الثلوج.