أسدل الستار أول أمس بأكادير على فعاليات القافلة المنظمة من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج وجمعية قدماء إحدى الشركات الفرنسية المتخصصة في صناعة السيارات، والتي نظمت بجهة سوس ماسة درعة خلال شهر أبريل الماضي، حيث انطلقت القافلة التي تضم عددا من قدماء العمال المهاجرين بالديار الفرنسية من مدينة تيزنيت قبل أن تتجه صوب مدن آيت ملول وأولاد تايمة بإقليم تارودانت قبل أن تحط الرحال في محطتها الأخيرة بمدينة أكادير. وحسب يوسف حجي، ممثل مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، فإن القافلة التي تحمل اسم ذاكرات حية، تهدف إلى «إعادة الاعتبار للجمعيات والمؤسسات المغربية في الخارج، والتأكيد على دور العمال المغاربة المهاجرين منذ ستينيات القرن الماضي في النضالات العمالية التي شهدتها فرنسا آنذاك، وعلى المردود المتميز الذي قدموه لفائدة عائلاتهم بالوطن»، فيما أكد مصطفى إدبيهي، أحد المسؤولين عن القافلة، أن الهدف يكمن في «مؤازرة عدد من الأصدقاء الذين عاشوا في فرنسا واستقروا بالمغرب، بالإضافة إلى تحسيس الساكنة المحلية بالمسار الذي قطعه العمال ومعاناتهم مع الشغل والاستغلال طيلة الحقبة الماضية». وقد تضمنت القافلة المنطلقة من تيزنيت، في إطار الشراكة الموقعة بين بلديتي تيزنيت وساندوني الفرنسية، عددا من اللقاءات وجلسات النقاش مع الأطفال والكبار وعدد من قدماء المتقاعدين بالإقليم، حيث وقف الجميع على معاناة العمال المغاربة آنذاك عبر معرض للصور بالأبيض والأسود، يتضمن عددا من صور المهاجرين الأوائل أثناء عملهم بالورشات، وصورا أخرى لمعامل الصناعة، وبعض اللحظات الخاصة بالحركات الاحتجاجية التي طالب خلالها العمال المغاربة بتسوية أوضاعهم المادية، على غرار زملائهم الفرنسيين، كما طالبوا بالرفع من الأجور وتوفير النقل لجميع العمال والمستخدمين، بالإضافة إلى التعويض عن الأعمال الشاقة والتكوين المستمر، وهو ما أدى – حسب المنظمين- إلى تحسين وضعيتهم المادية، ووضعية الأجيال التي أتت من بعدهم، خاصة أن القطاع المذكور شغل بفرنسا ما يزيد عن 200 ألف مهاجر مغربي منذ ستينيات القرن الماضي.