حلت الأسبوع المنصرم بمدينة أكادير قافلة «»ذاكرة حية»» لقدماء عمال شركة رونو الفرنسية لصناعة السيارات ضمن جولة تواصلية تقوم بها لعدد من مدن منطقة سوس ماسة التي ينحدر منها أغلب هؤلاء العمال. وتروم هذه القافلة, المنظمة من طرف «»جمعية قدماء عمال مصنع رونو إيل سوغان»» المعروفة اختصارا باسم «»أتريس»» بتعاون مع مجلس الجالية المغربية بالخارج, صيانة ذاكرة قدماء عمال هذا المصنع وصناعة السيارات الفرنسية عموما, الذي ساهمت سواعد عمال مغاربة منذ ستينيات القرن الماضي في بناء أسسه في ظروف اشتغال جد قاسية. وتضمن برنامج القافلة تنظيم معرض للصور باللونين الأبيض والأسود يعكس الظروف التي كان يعمل فيها عمال شركة رونو من المهاجرون, سواء منهم المغاربة أو الحاملين لجنسيات بلدان أخرى كالجزائر وإفريقيا السوداء وجنوب شرق آسيا. وتبرز هذه الصور جانبا من المعاناة التي كان يكابدها العمال المهاجرون, لاسيما المشتغلون منهم في أعمال الحدادة والصباغة وأفران تذويب المعادن وسلاسل تركيب المحركات وغيرها, كما تعكس هذه الصور موجات الاحتجاج التي كان يقوم بها العمال للدفاع عن حقوقهم ومواجهة التعسفات؛ خاصة منها موجات الطرد من العمل. وبهذه المناسبة, تولى عدد من العمال المتقاعدين أعضاء جمعية «»أتريس»» مهمة إعطاء توضيحات حول مضمون وخلفيات الصور التي يتضمنها هذا المعرض الذي حج إليه المئات من الشباب أغلبهم من طلبة جامعة ابن زهر بأكادير. وموازاة مع هذا المعرض, تم بث شريط وثائقي يحمل عنوان «»عودة إلى جزيرة سوغان»» وهو يعرف بجوانب من تاريخ تأسيس وتطور معمل شركة رونو, إلى جانب استقاء شهادات على لسان بعض العمال الذين اشتغلوا بهذا المعمل. ويأتي تنظيم قافلة «»ذاكرة حية»» بعد مرور حوالي عشر سنوات على تأسيس «»جمعية قدماء عمال مصنع رونو إيل سوغان»» ومحاولة هذه الأخيرة رد الاعتبار لذاكرة الهجرة نحو فرنسا انطلاقا من المغرب وبلدان أخرى, لاسيما وأن هؤلاء المهاجرين ساهموا بشكل فعال في تنشيط الدورة الاقتصادية لفرنسا في ظروف اشتغال كانت جد صعبة. يذكر أن قافلة «»ذاكرة حية»» تستفيد من دعم كل من المجالس البلدية لأكادير وأيت ملول( عمالة إنزكان ايت ملول) وأولاد تايمة إقليمتارودانت وتيزنيت, إلى جانب دعم مجلس جهة سوس ماسة درعة وجمعية «»مهرجان تيميتار»» والمعهد الفرنسي بأكادير وجمعيتي «»الأمل»» و»»إيمازيس»» ومدينتي بولوني بيلانكور وسان دوني الفرنسيتين.