في أول تجربة له خارج القارة الأوروبية، قاد المدرب الويلزي جون طوشاك فريق الوداد البيضاوي إلى إنهاء الشطر الأول من البطولة الاحترافية في المركز الأول، ليتوج باللقب الرمزي لبطولة «الخريف». طوشاك، الذي لم يحتج إلى وقت كثير للتأقلم مع طريقة العيش في الدارالبيضاء، تحول إلى واحد من أبرز المدربين في البطولة الاحترافية لهذا الموسم، ليس فقط بالنتائج التي حققها خاصة في الثلث الأول من الدوري، ولكن أيضا بتصريحاته النارية والمثيرة للجدل والمضحكة أحيانا. طوشاك، الذي لا يتقن لغة الخشب، أدلى في أكثر من مرة بتصريحات قوية، خاصة عندما تساءل عمن يكون فابريس أونداما وكمال الشافني، وعندما قال بعد مرور دورات كثيرة بأنه لا يعرف كل لاعبيه جيدا وأنه ليس في حاجة إلى مجموعة من اللاعبين الذين انتدبهم الفريق في الصيف الماضي. طوشاك، وبعد أول هزيمة في الموسم بآسفي، حمل نفسه مسؤولية الخسارة ولم يلق باللوم على اللاعبين رغم الأخطاء التي ارتكبوها، وأكد أن الحارس الشاب حمزة أوزال هو رجل المباراة رغم تلقيه لهدفين. طوشاك وبعد 36 سنة من التدريب داخل أوروبا، اختار خوض مغامرة جديدة وهو في الخامسة والستين من عمره، داخل القارة الإفريقية، وبالضبط بفريق الوداد. يعشق طوشاك كرة القدم الهجومية، وهو أمر يعتبره الرجل طبيعيا بالنظر إلى أنه كان مهاجما سابقا وهدافا لفريق ليفربول في أزهى فتراته خلال السبعينات. خلال جل تجاربه كمدرب، كان طوشاك يلعب من أجل الفوز بالألقاب ولا يقبل بالوصافة، كما أنه كان يعتمد كرة هجومية ويقود فريقه إلى تسجيل عدد كبير من الأهداف. كلاعب، بدأ طوشاك مسيرته الاحترافية سنة 1965 رفقة فريق كارديف سيتي من بلاد الغال وهو في السابعة عشرة من عمره. لعب طوشاك لنادي كارديف خمس مواسم وسجل له 74 هدفا في 162 وتحول إلى نجم بريطاني صاعد يلفت انتباه كبريات الأندية الإنجليزية. كان فريق كارديف يلعب في دوري بلاد الغال حينها، ومع سطوع نجم طوشاك أصبحت طموحاته أكبر، وانتقل إلى فريق ليفربول الذي كان الأقوى حينها في إنجلترا، هو في الثانية والعشرين من عمره فقط. لعب طوشاك في ليفربول بين 1970 و1978 وسجل هناك 96 هدفا في 246 مباراة وفاز مع «الريدز» بعدة ألقاب، إذ فاز بدرع الدوري سنوات 1973 و1976 و1977 كما توج بألقاب أوروبية، إذ فاز بكأس أوروبا للأندية البطلة في مناسبتين وبكأس الاتحاد الأوروبي مرتين. في الثلاثين من عمره، عاد طوشاك إلى فريقه الأم كارديف سيتي وجاوره لستة مواسم أخرى، ومثل منتخب بلاده، قبل أن يضع حدا لمسيرته كلاعب عام 1984. تقمص طوشاك دور اللاعب والمدرب في نفس الوقت رفقة كارديف سيتي بين 1978 و1984، وكان يشارك زملاءه في المباريات، وأحيانا يجلس في كرسي البدلاء ويدخل في الدقائق الأخيرة وفاز بثلاثة ألقاب لكأس بلاد الغال بين 1981 و1983. في موسم 1984-1985 اختار طوشاك مغادرة بريطانيا ليدرب فريق سبورتينغ لشبونة البرتغالي، ثم جاور بعدها نادي ريال سوسييداد الإسباني لأربع سنوات وفاز معه بكأس الملك سنة 1987، وصنع لنفسه اسما داخل الدوري الإسباني الذي كان يعج بالمواهب وبالمدربين الكبار، لينتقل لتدريب فريق ريال مدريد سنة 1989. انقض طوشاك على الفرصة ودرب لاعبين كبار من طينة المكسيكي هوغو سانشيز والمدافع فيرناندو هييرو والحارس بويو وصاحب الرقم «5» سانشيس ولاعبين آخرين كبار أمثال ميتشيل والألماني بيرند شوستر. فاز طوشاك رفقة الريال بلقب الدوري الإسباني عام 1990. الموسم التالي لم يكن موفقا ليقرر طوشاك العودة إلى ريال سوسييداد، ثم درب منتخب بلاد الغال لفترة قصيرة سنة 1994 ثم عاد إلى إسبانيا عبر بوابة فريق ديبورتيفو لا كورونيا في الفترة بين 1995 و1997 وتمكن من الفوز هناك بلقب الكأس الإسبانية الممتازة. في ديبورتيفو درب طوشاك الدولي المغربي نور الدين النيبت، وظل يعبر في كل مناسبة عن إعجابه بإمكانياته الهائلة، بل وكان قريبا من ضمه إلى ريال مدريد عندما عاد لتدريب النادي الملكي سنة 1999، لكن المفاوضات تعثرت بسبب مطالب ديبورتيفو المرتفعة. آخر لقب حصل عليه طوشاك كمدرب يعود إلى 1998 رفقة بيشكتاس التركي، وخاض مجموعة من التجارب الأخرى رفقة سانت إتيان الفرنسي وكاتانيا الإيطالي وريال مورسيا الإسباني كما درب منتخب بلاد الغال بين 2004 و2010 وقاد منتخب مقدونيا ثم فريق خازار لانكران في دوري أذربيجان، قبل أن يحط الرحال بالدارالبيضاء لتدريب الوداد.