أعلنت شركة «فيرتيما» ومجموعة «شرف» ومجموعة «مطاحن المغرب» وشركة «تريا» أول أمس الثلاثاء عن إنشاء أول تجمع للمصالح الاقتصادية في مجال الحبوب تحت اسم «تنمية فلاحية»، وكانت المناظرة الوطنية الثانية للفلاحة المنعقدة بمكناس فرصة لهذه المجموعة للتوقيع على اتفاقية برنامج مع كل من وكالة التنمية الفلاحية والبنك الشعبي. وصرح أحمد حجاجي المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية، أن هذا المشروع يهدف إلى تجميع 10 آلاف فلاح، و150 ألف هكتار من أجل الوصول إلى إنتاج 6 ملايين قنطار من الحبوب في أفق سنة 2020، وسيتم البدء ب 15 ألف هكتار خلال الموسم الفلاحي المقبل 2009-2010، مقسمة ما بين 10 آلاف هكتار بجهة الشاوية ورديغة و5 آلاف هكتار بجهة مكناس تافيلالت، ونوه حجاجي بهذا التجمع الذي يتكون من شركات ومؤسسات لديها إلمام بكل العمليات الفلاحية، من إنتاج ودعم لوجيستي وفرقاء بالمطاحن وشريك آخر أساسي هو البنك الشعبي لتمويل المشروع، وهذه المجموعة حسب حجاجي هي قوية وستساير مخطط «المغرب الأخضر» الذي يهدف بالأساس إلى التنظيم داخل مجموعات مثل «تنمية فلاحية». وعن اختيار جهتين فقط من ضمن 16 جهة بالمملكة، أكد حجاجي أن آفاق المشروع هو الوصول إلى 150 ألف هكتار، وبالتالي فاختيار المجموعة لهاتين الجهتين هو بداية فقط، إذ سيستفيد أولا 700 فلاح من جهة الشاوية إضافة إلى 400 من جهة مكناس وسيندمجون في المشروع ابتداء من شتنبر المقبل، وهو أول شهر من الموسم الفلاحي المقبل، لكن ما بين الآن وشهر شتنبر هناك عمل كثير ينتظر جميع الفاعلين في هذا المشروع، وهناك اعتبارات أخرى لاختيار جهة الشاوية أهمها أن أهم شريك بالمجموعة وهو «مطاحن المغرب» يتوفر على أغلب المطاحن بجهة الدارالبيضاء، مضيفا أنه من المنتظر أن يتم الإعلان مستقبلا عن أكثر من 1500 مشروع. وبالنسبة لدور وكالة التنمية الفلاحية في هذا التجمع، صرح حجاجي أن دورها يكمن في بناء المشروع من الناحية التقنية وتعبئة الفلاحين للدخول في «تنمية فلاحية» وكذلك التتبع وتوفير الدعم المادي، فالوكالة تعتبر شريكا في هذه العملية لضمان النجاح لها ولصالح جميع الأطراف أي المجموعة صاحبة المشروع، بالإضافة إلى الفلاح المغربي المستفيد، وذلك بتحسين دخله وتكثيف إنتاجيته وملائمة جودة المنتوج مع حاجيات المطاحن، حيث إن هذا الأخير إذا لم ير أنه سيربح من المشروع المعروض عليه فإنه لن يبادر إلى الانخراط فيه، إذ إن العملية اختيارية بالنسبة للفلاحين وليست إجبارية. من جهته أكد أحمد أمين قنديل، المدير العام لمجموعة «شرف» وفي نفس الآن الرئيس المدير العام لشركة «فيرتيما»، أن الهدف من «تنمية فلاحية» هو مد يد المساعدة للفلاح المغربي من أجل بلوغ هدف الوصول إلى إنتاج 40 قنطارا من الحبوب في الهكتار الواحد، حيث لا يتجاوز حاليا 15 قنطارا، هذا بالإضافة إلى العمل على أن يكون ذا جودة عالية، فنصف الحبوب التي تدخل إلى مطاحن المغرب حاليا تأتي من الخارج، وجودة الحبوب المحلية لا تضاهي جودة المنتوجات التي يستوردها المغرب من الخارج، وهو ما دفعنا، يضيف قنديل، إلى التفكير في إعطاء اهتمام أكثر لتكون الحبوب المغربية في جودة أحسن. مشيرا إلى أن لقطاع الحبوب أهمية خاصة بالمغرب، حيث 75 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة تخصص للحبوب أي حوالي 5.3 ملايين هكتار، ويشكل من 10 إلى 20 في المائة من الناتج الداخلي الخام الفلاحي، بالإضافة إلى أن 70 في المائة من الواردات الفلاحية هي من الحبوب. وتجدر الإشارة إلى أنه تم التوقيع خلال المناظرة الوطنية الثانية للفلاحة التي أقيمت بمكناس مؤخرا، على عدة اتفاقيات تمويلية وطنية ودولية، وكذا على مجموعة عقود - برامج تهدف إلى إعطاء دينامية ل «مخطط المغرب الأخضر» والنهوض بمختلف فروع القطاع الفلاحي، وشكل محور تنمية زراعة الحبوب موضوع عقد - برنامج بين الدولة والمهنيين لإنجاز أرضية لإنتاج الحبوب بمعدل 7 ملايين طن وإصلاح بعض فروع القطاع، ويقدر الاستثمار المتوقع في هذا الإطار ب 3.1 ملايير درهم.