أكد أحمد أمين قنديل، المدير العام لشركة «شرف كوربورايشن»، أن سهم «فيرتيما» لن يسحب من البورصة، وأشار إلى أن شركته أبرمت اتفاقيات مع ثلاث مجموعات مساهمة في «فيرتيما» من أجل شراء 86.6 في المائة من أسهم الشركة المغربية للأسمدة، وباعتبار هذه الأخيرة مسومة ببورصة القيم بالدارالبيضاء فإن شركة «شرف كوربوراشيون» ستكون ملزمة بطرح عرض عمومي للشراء بثمن قدر ب330 درهما للسهم الواحد، وهو قيمة السهم بالبورصة عند تاريخ إبرام الاتفاقيات مع كل من «أديبوس البرتغال»، والتي تملك 25 في المائة من أسهم «فيرتيما»، ثم شركات التأمين «التعاضدية الفلاحية المغربية للتأمين-مامدا»و «التعاضدية المركزية المغربية للتأمين-ام.سي.ام.آ» اللتان تستحوذان على 29 في المائة من الأسهم، بالإضافة إلى الشركات التابعة لمجموعة «هولماركوم» المالكة ل30 في المائة من أسهم «فيرتيما». وقال قنديل، خلال لقاء صحافي بالدارالبيضاء أول أمس، والذي كان مخصصا للإعلان عن اقتناء جل أسهم «فيرتيما» من طرف شركة «شرف.ك»، « بهذا التقارب الاستراتيجي تهدف شركة «شرف كوربورايشن» إلى إعادة تفعيل قطاع الأسمدة باقتراح حلول للتغذية النباتية على المقاس ولكل الفلاحين بحسب تنوع جهات المملكة وذلك بإيصال الأسمدة الكيماوية إلى المناطق البعيدة وعدم الاقتصار على المدن الكبرى المتاخمة للأراضي الفلاحية، وبالتالي العمل على توعية الفلاح المغربي بأهمية تغذية التربة بالأسمدة من أجل الإسهام في نمو الإنتاج الفلاحي المغربي. وذكر أحمد أمين قنديل تواريخ مهمة ميزت مسيرة شِركة «شرف.ك» التي تأسست في 1989 وتخصصت في الميدان الفلاحي وذلك باقتراح منتوجات ذات قيمة مضافة للسوق المغربي. ومنذ 1996 عملت الشركة على إبرام اتفاقيات خاصة بالبحث العلمي والتنمية مع مجموعة «طوطال»، وفي 2002 دشنت وحدة الإنتاج مولاي عبد الله بالجديدة، وستعرف سنة 2003 دخول مساهمين مؤسساتيين في رأسمال «شرف.ك» من ضمنهم «اس.اف.إي» والبنك الأوربي للاستثمار، والبنك الإفريقي للتنمية... وفي 2006 ستبدأ الشركة في تصدير منتجاتها إلى دول إفريقية، وبذلك قفز رقم معاملات «شرف.ك» سنة 2007 إلى 812 مليون درهم في حين لم يكن يتعدى سنة 1995 حوالي 20 مليون درهم، هذا وتمتلك الشركة الآن 14 وحدة وموقع للتخزين عبر مجموع تراب المملكة، حيث تصل حمولتها إلى أكثر من 30 ألف طن، واعتبر، المدير العام، أن نقاط قوة شركته تتجلى في توفير الأسمدة على مدار السنة داخل السوق المغربي وإيجاد حلول للتغذية النباتية على المقاس ولكل تربة على حدة. ولم يفت قنديل التذكير بأنشطة وتاريخ شركة «فيرتيما» التي تأسست في 1972 وكانت مملوكة كلها للمكتب الشريف للفوسفاط إلى غاية 2002 عندما انسحب المكتب كليا ليفسح المجال أمام مساهمين جدد، وخلال 30 عاما اعتبرت «فيرتيما» الشركة الرائدة في صناعة الأسمدة بالمغرب، حيث بلغ رقم معاملاتها، خلال السنة الماضية، 797 مليون درهم، وإلى غاية 18 مارس 2008 بلغت رسملة الشركة داخل بورصة الدارالبيضاء حوالي 370.3 مليون درهم. وبخصوص سوق الأسمدة الكيماوية، أضاف قنديل، أن تحرير القطاع تم في يوليوز 1990 ويقدر حجم الاستهلاك السنوي من هذه المادة حوالي 950 ألف طن في السنة وذلك منذ عدة سنوات، بينما قدرت منظمة التغذية العالمية-الفاو حاجيات المغرب من الأسمدة ب2.5 مليون طن سنويا، بحيث لا تتعدى نسبة الاستثمار الفلاحي بالمغرب من الأسمدة 51 %، وهذه النسبة الضعيفة في الاستهلاك يوازيها ضعف في الإنتاج الفلاحي، وقدر عدد الفلاحين الصغار الذين لا يستعملون الأسمدة ويعتمدون على الفلاحة التقليدية بحوالي 70 %، بينما الملاك الكبار للضيعات الفلاحية لا يشكلون سوى 7 %، حيث يعتبرون الآن روادا في ميدان التصدير باعتمادهم على فلاحة عصرية وبتقنيات حديثة بحسب نوع التربة وباختلاف المناطق الجغرافية. ومن الإكراهات التي جعلت الإنتاج الفلاحي بالمغرب ضعيفا، حسب قنديل، هناك عدم مساعدة الفلاحين الصغار بتوعيتهم بخصائص الأسمدة الكيماوية في علاقتها بالمردودية الفلاحية، إضافة إلى اختلال توزيع الأسمدة داخل السوق المغربية، حيث لا تصل إلى بعض المناطق ويتمركز باعة الأسمدة في المناطق ذات المردودية المضمونة كأكادير والقنيطرة وسيدي قاسم وبركان والعرائش والجديدة وبنسليمان. وختم قنديل الأب وهو الرئيس المدير العام، بأن هذا التقارب الاستراتيجي بين «شرف كوربورايشن» و«فيرتيما» سيكون له انعكاس إيجابي على الفلاح المغربي، وبالتالي على الإنتاج الفلاحي باعتماد سياسة القرب وتوزيع متكافئ بين جل المناطق بالمغرب، وتوفير الأسمدة كما وكيفا، والعمل على إيلاء اهتمام خاص بالأبحاث العلمية في هذا المجال.