احتفل المغاربة، أطفالا وكبارا برأس السنة الميلادية ويستعدون للاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف. كل على طريقته في الفرحة والاحتفال التي ترتبط بالقدرة الشرائية لكل واحد منهم، هناك من فضل قضاء ليلة رأس السنة مع الأصدقاء، وآخر وجد في الأسرة خير رفيق للاحتفال بقدوم سنة ميلادية جديدة. لن نسلط الضوء على من احتفلوا بقدوم سنة مودعين أخرى بما لها وعليها من محطات عمر عاش فيه كل شخص منهم لحظات قد تكون سعيدة أو تعيسة، بل سنخص الحديث بأطفال ونساء لا وقت لديهم لأجل والاحتفال برحيل سنة وقدوم أخرى، بل اغتنموها كفرصة لا تكرر إلا مرة كل سنة، لأجل كسب القوت اليومي وبيع ما يضمن العيش. هم أطفال، لا يعرفون شيئا عن الاحتفالات، اللهم " طرف الخبز الذي يبحثون عنه أينما وجد، لن تبحث عنهم طويلا حيث يتوزعون على طول الكورنيش في البيضاء، يترصدون خطوات المارة وبأياديهم الصغيرة هدايا بسيطة وورود، لعلهم يجدون من يقتني بضاعتهم والذي في الغالب يكون تعاطفا وتضامنا مع أطفال لا يعرفون للفرحة معنى. يؤكد أحمد البالغ من العمر 16 سنة أن احتفالات رأس السنة فرصة سانحة بالنسبة له لأجل كسب المزيد من الدراهم التي تعينه على مصاريفه الدراسية، حيث يجدها فرصة لبيع الهدايا التذكارية التي يتهادى بها الناس بهذه المناسبة. وإلى جانبه فاطمة، أخته البالغة من العمر 14 سنة وتحمل بين يديها زهورا تعترض بها سبيل المارة الذين اتخذوا من كورنيش عين الذئاب مكانا يقضون فيه ليلة رأس السنة. تقول فاطمة أغتنم احتفالات رأس السنة لأجل مساعدة والدتي في مصاريف الكراء وغيره من الحاجيات الضرورية وعن احتفالات رأس السنة أردفت قولا بأنها ووالدتها وأخوها لا يعرفان معنى للاحتفال في كل مناسبة سواء رأس السنة أوأعياد دينية، حيث أنهم يرون فيها فرصة لا تكرر للادخار لويلات الزمن. وعلي مسافة قريبة منه، كانت تقف سهام التي لا تتجاوز ست سنوات تقوم ببيع المناديل وهي تبدو كالوردة الذابلة، نظرا لجسدها النحيف وعلامات البؤس الواضحة على وجهها، وتراها تبتسم ابتسامة تخفي وراءها أحزانا لا تنتهي. وجلس هذا الطفل ذو الملابس المتسخة يضع أمامه بعض أكياس المناديل الورقية، اسمه أحمد لا يتجاوز عمره عشر سنوات، اتخذ بدوره من حلول مناسبة كٍأس السنة فرصة لجمع بعض المال. شأنه شأن عشرات الآلاف من الأطفال، الذين لا يعرفون الاستقرار أو يعلمون شيئا عن احتفالات رأس السنة.