تسبب تساقط المطر بغزارة، ليلة أول أمس، إلى ارتفاع منسوب المياه في الشوارع والطرق بمدينة القنيطرة، فضلا عن تشكل سيول جارفة حاصرت العديد من المناطق، خلفت خسائر وصفت بالجسيمة بممتلكات الغير، كما أثارت موجة غضب وسخط شديدين في صفوف سكان المدينة. وأجبر ارتفاع منسوب المياه المتدفقة من مجاري الصرف الصحي المخنوقة سكان العديد من الأحياء، نظير «ديور الصياد» و»ميموزا» و»بئر الرامي» و»الساكنية» و»السلام»، إلى الخروج من منازلهم، في انتظار آليات الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، لشفط المياه بعيدا عن منازلهم التي أضحت معزولة، بعدما غمرت السيول معظم المحاور الطرقية الرئيسية. تكرر مشاهد غرق المدينة في المياه والأوحال في كل مرة تعرف نزول الأمطار بغزارة وما ينجم عنها من خسائر، دفع القنيطريين إلى التشكيك في جودة وسلامة مشاريع البنيات التحتية الخاصة بمجاري المياه، والنظر بعين الريبة إلى حجم الأموال التي يتشدق المسؤولون باستثمارها في هذا القطاع، عبر صفقات تشتم منها رائحة الفساد، على حد تعبير أحدهم. وكان قاطنو منطقة الصياد أكثر المتضررين، بعدما غمرت المياه بيوتهم، وظلوا الليل كله يراقبون منسوب سيول المياه، سواء تلك المتدفقة من حي أولاد أوجيه، أو تلك التي تتسرب من بالوعات الصرف الصحي، وهو ما جعل الخوف يدب في قلوبهم خشية من أن تتطور الأحوال الجوية إلى ما هو أسوأ في القادم من الساعات، مستنكرين في الآن ذاته تأخر القيادة الجهوية للوقاية المدنية في استنفار عناصرها وآلياتها وإرسالها إلى الأماكن المهددة، تحسبا لأي تهديد لسلامة وأمن المواطنين. وسارع مجموعة من المواطنين إلى وضع حواجز رملية بالعديد من المنحدرات لتغيير وجهة المياه إلى أماكن خالية من المنازل، والتصدي لزحف المزيد من السيول على الدور السكنية. واشتكت عدة عائلات من تضرر أثاثها بعد أن غمرتها مياه الأمطار، خصوصا بكل من منطقة «أولاد امبارك» و»الحنشة أولاد موسى» و»عين السبع» و»المخاليف»، وهي الأحياء الصفيحية التي تسكنها العوائل الفقيرة، سيما بعد تسلل المياه إلى داخل أكواخهم على حين غرة، حيث قضوا اليوم بأكمله في إخلاء بيوتهم من المياه. ووجد السائقون صعوبات بالغة في عبور بعض المسالك، كما أصيبت مجموعة من السيارات بأعطاب شلت حركتها، بفعل تسرب المياه إلى داخلها، هذا في الوقت الذي أصبحت فيه بعض الطرق شبه مقطوعة أمام حركة السير، بعدما تحولت إلى برك مائية تجاوزها محفوف بالمخاطر. وحمل السكان الغاضبون كل من المجلس الجماعي للمدينة، وكذا الوكالة الجماعية مسؤولية غرق أحيائهم، بسبب عدم اتخاذ هذه الأخيرة الإجراءات الاحترازية الضرورية قبل هطول الأمطار، واستمرارها في الاشتغال بوسائل وآليات بدائية، رغم أنها تجني الأموال الطائلة من فاتورات الماء والكهرباء التي يكتوي المواطنون بلهيبها عند حلول كل شهر، نظرا لغلائها الفاحش، حسب قولهم. وتناقلت صفحات «الفيس بوك» صورا للعديد من أحياء عاصمة الغرب وهي غارقة في المياه، ونال المجلس الجماعي للقنيطرة النصيب الأكبر من الانتقادات الساخرة، بعدما حمله الناشطون في تغريدتهم مسؤولية ما وقع في تلك المواقع السكنية، باعتبار أن معاناة المواطنين هذه تتكرر كل سنة.