عرفت عدد من المدن يوم الثلاثاء 17 شتنبر 2013 أجواء غير عادية، بعد حدوث فيضانات لعدد من الأودية بفعل التساقطات المطرية الغزيرة، وغرق عدد من الأحياء التي تعرف بنية تحتية منهارة. خلفت سقوط قتيلين عدد من الجرحى بمراكش بمراكش، إضافة إلى خسائر مادية في ميدلت وقلعة السراغنة وغيرها. وعاشت ساكنة مراكش ليلة وصفت ب»الاستثنائية» إثر هبوب عواصف رعدية مصحوبة بأمطار غزيرة مع فيضان أودية قادمة من الأعالي. وغمرت المياه بشكل غير مسبوق عددا من المنازل وهدمت أخرى فيما توقفت حركة السير تماما في الشوارع الرئيسية بسبب ارتفاع منسوب المياه بها، كما علقت إحدى السيارات بالقنطرة المشهورة بحي المسيرة. وكان أسوء ما حدث هو سقوط قتيل بساحة جامع الفنا اثر صعقة كهربائية بسبب تبلل أسلاك كهربائية، فيما سقط قتيل آخر بحي الملاح بسبب انهيار أحد المنازل الآيلة للسقوط، تسربت إليها مياه أمطار يوم الاثنين. وحسب مصادر «التجديد»، وصل عدد المنازل المنهارة في المدينة القديمة إلى ثمانية وستة أخرى بشكل جزئي. وعرفت عدة أحياء خاصة في «الأحياء الدواوير» داخل المجال الحضري كدوار كنون ودوار أكيوض ودوار الكدية حالة من الرعب بسبب الخوف من انهيارات محتملة فيما غمرت المياه عددا من المنازل لم تقوى مجاريها الحديثة عل تصريف المياه الغزيرة، أما في دوار السراغنة الصغير الذي بنيت منازله بالطوب فقد بات السكان في العراء . وفي أحياء تعتبر حديثة، اختلطت مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي الكريهة وأتلفت أثاث العديد من الفلل في منطقة أمرشيش وبلبكار، منها أجهزة كهربائية وأفرشة. وفي حي بوعكاز غمرت المياه مرآب إحدى العمارات إلى مستوى غطت محركات السيارات مما سبب لها تلفا مؤقتا، فيما اختنقت طفلة بسبب رائحة المياه العادمة نقلت إثرها إلى المستشفى، أضيفت إلى سبعة آخرين استقبلتهم مصالح المستعجلات. وفي دواوير الجماعات القروية مثل جماعة واحة سيدي إبراهيم، غمرت المياه مجموعة من المنازل بدوار بلعكيد، ودوار لعزيب الخليفة بريك المعروف بالروى، والذي وصلت مياه واد «خو بن صحراوي» بشكل غير مسبوق. وعلمت «التجديد» من مصادر مختلفة أن عددا من الطرق مازالت مقطوعة لحد كتابة هذه السطور. ولم يستطع عدد من الموظفين والطلبة في الضواحي الالتحاق بعملهم أو مدارسهم إلا بمن بسلك طرق أخرى ملتوية وأكثر بعدا خاصة الطريق المؤدية إلى أيت أورير، وقالت المصادر إن حافلة للنقل الحضري انزلقت وحادت عن الطريق مما خلف رعبا لدى ركابها في الطريق ذاته. وتعطل العمل مؤقتا بعدد من المرافق العمومية، حيث حاصرت المياه مقر الجهة وأتلفت بعض وثائقه، وفي مستشفى ابن النفيس للأمراض الصدرية، انتظر الأطباء والموظفين وطلاب كلية الطب والصيدلة صباح أمس ساعات لإفراغ الحجرات من الماء. حمل مواطنون المسؤولية إلى المجلس الجماعي والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، والذين لم يقوما بتنظيف مداخل المجاري للسماح، فيما فضحت الأمطار البنية التحتية الهشة للمدينة والتي طالما تغني المسؤولون بتقويتها عبر مشاريع حسب المواطنين. ولم تستطع «التجديد» الحصول على معلومات إضافية عن الخسائر المادية من الوقاية المدنية، وتم توجيهنا إلى مصالح الولاية التي لم نجد بها متحدثا بالرغم من الاتصالات المتكررة بمستقبل المكالمات، والمسؤولين عن قسم الإعلام. وفي ميدلت تسببت التقلبات الجوية في قطع الطريق الوطنية رقم 13 الرابطة بين ميدلت ومكناس على مستوى منطقة «تداموت» بعدما غمرت السيول الطريق بشكل كامل نتيجة فيضان وادي يمر وسط تداموت، و ارتفع منسوب مياهه إلى مستوى قياسي. وعلقت العشرات من وسائل النقل لمدة ثلاث ساعات و تكدست أمام مجرى الوادي قبل أن ينخفض منسوب المياه وتعود حركة المرور إلى طبيعتها. وفي قلعة السراغنة، اجتاحت سيول من المياه الهادرة جماعة اولاداصبيح ولا سيما دوار اولاد حمزة الذي يعرف اكبر كثافة سكانية بالجماعة، علما أن الدوار تخترقه مجموعة من الأودية والممرات المائية مثل واد لكريم حيت يشكل نقطة تجميع الروافد المائية لمنطقة الجبيلات مما يجعل المنطقة مهددة بالفيضانات أكثر من غرها.