اعترض الحرس المدني الإسباني قبالة سواحل جزيرة إبيثا قاربا شراعيا وعلى متنه 4 أطنان من الحشيش بعد انطلاقه من السواحل المغربية. وحسب بلاغ لفريق مكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات التابع لمدينة فلنسية والصادر الخميس الماضي، فإن العملية تعتبر ضربة موجعة لشبكات المافيا الدولية المتاجرة في المخدرات وشركائهم داخل المغرب، إذ ستمتد التحقيقات إلى كل منطقة البحر الأبيض المتوسط. وستطال العملية التي أطلق عليها اسم «النقرة» عددا من المقاطعات والمدن الإسبانية التي لم يتم تحديدها بعد، إذ من المنتظر أن يصل عدد الاعتقالات ضمن الشبكة إلى 70 متهما، وفق البلاغ ذاته. وحجزت المصالح الأمنية الإسبانية في المرحلة الأولى، التي جرت يوم الخميس الماضي، 4 أطنان من الحشيش المغربي بعد تمكنها من اختراق الشبكة. ووفق مصادر أمنية إسبانية، فإن العملية تعرف للمرة الأولى تنسيقا بين فرق الحرس المدني الإسباني بمدينة فلنسية، بدعم من نظرائها في جزر البليار، وفريق مكافحة الجريمة المنظمة لمنطقة كاتالونيا والجمارك الإسبانية. واستغرق البحث عن الشبكة الدولية والمتعاونين معها من المغرب عدة شهور، قبل أن تتوصل الأجهزة الأمنية الإسبانية بإشعار انطلاق القارب الشراعي من المغرب وعلى متنه 4 أطنان من المخدرات. وبعد بحث مستفيض رصد الحرس المدني القارب الشراعي الترفيهي قبالة ساحل جزيرة ايبيثا ساعات قبل مغادرته المغرب تم اعتراضه من طرف البحرية الإسبانية، ودائرة المراقبة الجمركية قبل إخضاعه للتفتيش الذي أسفر عن العثور على شحنة المخدرات. ولم يتم لحد الآن الكشف عن عدد المعتقلين، نظرا إلى أن العملية مازالت في مراحلها الأولى، إلى حين اعتقال أعضاء آخرين خلال الأيام القادمة على أبعد تقدير. ووفقا لتحقيقات أولية، فإن تفكيك الشبكة يعتبر ضربة كبرى ضد مافيات المخدرات التي أصبحت تستخدم قوارب شراعية ترفيهية تعمل على نقل المخدرات من شمال المغرب إلى إسبانيا عبر المضيق الذي يعتبر من أنشط القنوات البحرية لتهريب الحشيش. وكانت «المساء» قد نشرت تقريرا حول مراهنة شبكات تهريب المخدرات في عملياتها على الزوارق الشراعية التي تنطلق من سواحل واد لاو وبعض المركبات الموانئ السياحية الترفيهية في تطوان، بعدما كشف استعمالها لطائرات خفيفة. إن ضبط الأجهزة الأمنية الإسبانية واعتراضها طريق الزوارق الشراعية الترفيهية المحملة بأطنان الحشيش المغربي بشواطئ فلنسية وجزر البليار، المستخدمة من قبل تجار المخدرات لاسيما في فصل الصيف، أثار مرصد الاتحاد الأوربي لمكافحة المخدرات حول الكميات الكبيرة التي تم حجزها مؤخرا، ومدى قدرة هذه الشبكات على نقل وشحن بضاعتها من شمال المغرب دون أن يتم ضبطها أو إفشال محاولاتها من طرف القوات المغربية التي تعمل على حراسة الشواطئ. وتم منذ أشهر ضبط عمليتين من هذا القبيل من طرف عناصر الحرس المدني الإسباني، حيث تم حجز 7 أطنان من المخدرات. وفي كلتا العمليتين، فإن شحنات الحشيش كانت مخبأة في اثنين من قوارب النزهة والترفيه التي سبق أن تم استئجارها من طرف الشركات بجزيرة مايوركا، حيث اعتقل حينها شخص مغربي واثنان من مساعديه الإسبان، كما تم في الوقت نفسه اعتراض سبيل قارب شراعي ترفيهي آخر في عرض البحر حيث ألقي القبض على بريطانيين اثنين سبق لهما أن دخلا شمال المغرب لتهييء عملية التهريب قبل العودة إلى جزيرة مايوركا، مرورا بجزيرة مورسيكا تفاديا لإثارة الشكوك حولهما. وقد اتجهت شبكات تهريب المخدرات الدولية إلى منطقة واد لاو كبديل عن قواعد أخرى للشحن. وكشفت إحصائيات أخيرة لإدارة المراقبة الجمركية الإسبانية أن 25 في المائة فقط من الحشيش المغربي المهرب في اتجاه إسبانيا عبر «الوادي الكبير» هي التي يتم حجزها، مما يعني أن 75 في المائة من الحشيش المغربي المهرب إلى إسبانيا يمر بسلام، ويرجع ذلك بالأساس، حسب مصادر إعلامية إسبانية، إلى استعمال الزوارق الترفيهية لكون المهربين قد خبروا أحسن الطرق الممكنة لتهريب الحشيش إلى إسبانيا، وصار المهربون يتجنبون جبل طارق وينحرفون باتجاه شواطئ «بارباتي»، كما صار أفضل مسار لمهربي الحشيش هو «الوادي الكبير»، حيث صار المسؤولون الإسبان يطلقون عليه اسم «أوتوروت المخدرات».