أشادت فعاليات جمعوية بمدينة فاس بالغضبة الملكية على عدد من المسؤولين المحليين إبان الزيارة التي يقوم بها الملك محمد السادس للعاصمة العلمية، واستغلت الغضبة الملكية ل»تخرج» تقريرا أسود من الرفوف سبق أن أعدته في نهاية شهر غشت الماضي، رسمت فيه صورة قاتمة عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المدينة، حد نعتها ب»المدينة المنكوبة»، ودعت إلى فتح تحقيق عميق في مشاريع عمومية على رأسها مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي أوردت بأن بعضها بقي مغلقا بعد إحداثه، والبعض الآخر غير ملائم لتطلعات السكان، كما دعت في السياق ذاته إلى نشر لائحة الجمعيات المستفيدة من هذه المشاريع، ونشر لائحة المستفيدين من بطائق الإنعاش الوطني. وذكرت وثيقة لهذه الجمعيات بأن الغلاف المالي الذي رصد للعشرات من مشاريع المبادرة بين سنة 2005 و2010 وصل إلى 550 مليون درهم، في حين سجلت بأن عددا من هذه المشاريع ظلت معطلة ومغلقة منذ إنشائها، كما أن بعض مشاريع المبادرة بقي انعكاسها الإيجابي محدودا على سكان المدينة. وقال محمد العسري، رئيس جمعية النجاح في حي عوينات الحجاج الشعبي، ومن أبرز منسقي هذه المبادرة، إن ما يقرب من 17 جمعية دعت، في نداء سمته ب»نداء فاس»، وزارة الداخلية إلى إجراء تغييرات في صفوف المسؤولين المحليين. ووجه النداء الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، انتقادات لاذعة إلى والي الجهة، محمد الدردوري الذي يعيش في الآونة الأخيرة فترة «عبور الصحراء»، رفقة عدد من المسؤولين المحليين، ضمنهم مدير وكالة إنقاذ فاس العتيقة، بسبب تداعيات الغضبة الملكية بخصوص تعثر مشاريع تأهيل فاس العتيقة، والتي سبق للملك أن أعطى انطلاقتها في السنة الماضية، حيث أشرف على توقيع اتفاقية إطار بين مختلف المتدخلين لتأهيل حوالي 27 معلمة تاريخية في المدينة العتيقة، ومن ضمنها أبراج وقناطر، وفنادق، وأسوار وبنايات ومدارس...وتحدثت الجمعيات عن ركود اقتصادي وتجاري تعيشه المدينة، كما تطرقت إلى تنامي البناء العشوائي في الأحياء الشعبية، والسطو على الحدائق والممرات والشوارع، وتنامي احتلال الملك العمومي من قبل الباعة المتجولين الذين وطدوا علاقات متينة مع ممثلين للسلطات المحلية، يورد بيان آخر للجمعيات، وتدهور الخدمات في المستشفيات والمراكز الصحية، وتدهور مستوى التواصل والحوار مع السكان والمجتمع المدني، واتهمت الجمعيات ولاية جهة فاس بنهج سياسة الأبواب الموصدة، كما انتقدت سياسة «انغلاق» المسؤولين المحليين على أنفسهم، واكتفائهم بالإنصات إلى مجتمع مدني جل تركيبته من أبناء الدار. وبحسب البيان ذاته، فإن العاصمة العلمية قد دخلت إلى غرفة الإنعاش بسبب الركود الاقتصادي والتجاري، حيث سجلت غياب مشاريع مهمة في المدينة، وغياب مخططات لجلب الاستثمار، ما يؤدي إليه ذلك من انعدام فرص الشغل في الأحياء الصناعية التي أصبحت تعاني من الهشاشة. ولم يسلم المنعشون العقاريون، طبقا للمصدر ذاته، من هذه الأزمة، حيث تراجع الإقبال عن الشقق نتيجة ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، وتعنت البنوك في منح القروض لتمويل شراء السكن، وأصبحت شوارع المدينة تعج بالمتسولين، خاصة في صفوف النساء والأطفال، بالإضافة إلى تنامي الهدر المدرسي وارتفاع الجريمة والإدمان على المخدرات، أمام ضعف البنيات التحتية وغياب الملاعب وأوراش تأهيل الشباب.