محمد بنقرو ارتفعت حدة الهلع بعد انهيار منزل مهجور بدرب مراكش بحي الحبول بالمدينة القديمة مكناس، صباح أول أمس الأحد، وسط العشرات من الأسر التي تقطن في منازل مهددة بالانهيار بمجموعة من الأحياء بالمدينة العتيقة نفسها، الحادث لم يخلف أية خسارة في الأرواح . وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة من هؤلاء السكان بالمدينة القديمة أضحوا يقضون الليالي في ظروف مزرية للغاية بسبب خوفهم على أرواحهم وأرواح فلذات أكبادهم، وذلك منذ أن عرفت مؤخرا المدينة الاسماعلية هطول أمطار الخير عليها بشكل كبير ووفير. وقد عاينت "المساء" مجموعة من الأسر بحي بريمة العتيق وحي الفتح وسيدي عمر وقبة السوق وغيرها من الأحياء الأخرى تعيش وضعية أقل ما يقال عنها إنها كارثية داخل منازل كلها مهددة في أي لحظة من اللحظات بالانهيار والسقوط على رؤوس العشرات من الأسر منهم نساء ورجال وأطفال وكهول. وقد ندد السكان المتضررون بوضعهم المزري وطالبونا بإيصال أصواتهم إلى المسؤولين المركزيين بعد أن تنكر لهم المسؤولون المحليون حسب تعبيرهم، إذ يضيف السكان بأن المسؤولين التزموا الصمت تجاه وضعهم هذا ولم يتم أخذ ظروفهم المأسوية هاته بعين الاعتبار، مما جعل حياتهم في خطر وأصبحوا بسبب ذلك يعيشون في رعب وخوف دائم وينتظرون كل ليلة موتا محققا تحت أنقاض هذه المنازل الآيلة للسقوط. واستنكر السكان المتضررون بشدة هذه الأوضاع التي وصفوها بالمزرية وعبروا فيها عن عجزهم وعدم قدرتهم على فعل أي شيء يساعدهم على إنقاذ أسرهم من الموت والضياع، خصوصا بعد تدهور حالة هذه المنازل، التي كانوا قد توصلوا بشأنها بقرارات الإفراغ منذ سنة 2010 دون أن يتم تعويضهم أو إيجاد حل مناسب لهم من طرف المسؤولين. كما أضافوا أنهم غير قادرين على إفراغها بالرغم من خطورة وضعها في غياب حل بديل، نظرا لظروفهم المادية المزرية وقصر ذات يد أغلبهم إذ يعيشون تحت عتبة الفقر والهشاشة ولا يتوفرون حتى على قوت يومهم . ومن جهة أخرى، انتقدت فاطمة بوكرين، وهي أرملة في منتصف عقدها الرابع وأم لأربعة أطفال طريقة استفادة بعض السكان دون آخرين بهذه الأحياء من عملية إعادة إيوائهم، إذ تم تعويضهم بمساكن بمنطقتي ويسلان ومرجان دون أن تشملهم هذه العملية "الاستفادة"، التي كانت بطرق مشبوهة وغير شفافة، على حد تعبير ذات المصدر. كما هددت فاطمة بالانتحار في حال عدم تدخل المسؤولين لإنقاذ فلذات كبدها من موت يتهددهم كل يوم وحين تحت أنقاض منزل يوجد آيل للسقوط، كما عاينت ذلك "المساء"، كما أضافت فاطمة بأن أبناءها أصبحوا يعانون من أمراض نفسية بسبب وضعهم هذا وبسبب الرعب الذي يعانون منه كل ليلة. كما أنها لم تعد قادرة على تحمل هذا الوضع الذي يفوق طاقتها، خصوصا وأنها تتحمل مسؤولية الأبناء بعد وفاة زوجها بسبب مرض خطير أصيب به، حيث أضحت الأم والأب والمعيل الوحيدة لهم. وطالبت فاطمة المسؤولين بالنظر إلى وضعها بعين الرحمة والرأفة. وضع فاطمة ليس الحالة الوحيدة، بل هناك العشرات منها بهذه الأحياء العتيقة والتي تستدعي تدخلا عاجلا من طرف المسؤولين قبل فوات الأوان. من جهة أخرى، سبق لفعاليات جمعوية، حسب عمر الشريف، رئيس جمعية أبناء المدينة القديمة، أن نظمت وقفات احتجاجية بسبب وضع هؤلاء السكان، كما حملت المسؤولية الكاملة للمجلس البلدي وللمسؤولين المحليين الذين أداروا الظهر، على حد وصف المصادر ذاتها، لوضع مجموعة من هذه الأسر التي أضحت مهددة بالموت تحت أنقاض هذه المنازل، دون أن يكون هناك أي تدخل أو معالجة لهذا المشكل مما كان سببا في تفاقمه، وارتفعت حدة خطورته إلى مستوى ينذر بوقوع كارثة إنسانية لا محالة في ذلك .