إثر التساقطات المطرية الغزيرة، التي عرفتها بلادنا يوم الثلاثاء الماضي، جرفت مياه السيول قنطرة واد القصير.. الموجودة بتراب جماعة القصير، بالطريق الوطنية رقم 1 في مقطعها الرابط بين مدينتي مكناسوفاس، على مستوى النقطة الكيلومترية 20 بجماعة القصير، التابعة للتراب الإقليمي لجماعة الحاجب، ما اضطر مستعملي الطريق إلى تحويل الاتجاه نحو مسلك طريق ثلاثية، تمر عبر سبعيون /تاوجطات في اتجاه فاس، وهي الطريق التي تعرف اكتظاظا كبيرا تتعطل معه حركة السير، نظرا لضيقها وصعوبة مسالكها. وحسب شهود عيان فإن انهيار هذه القنطرة التي لم تمر سوى سنة على إحداثها، كاد أن يودي بحياة صاحب سيارة كان مارا مساء اليوم ذاته بهده النقطة، ليفاجأ بالسيول التي كادت أن تجرفه لولا تدخل بعض المواطنين، الذين أنقذوه من موت محقق. من جانب آخر، مازالت الأسر التي تقطن بأحياء المدينة العتيقة تعيش على هول الخوف من الانهيار، الذي ما زال يطارد العديد من الدور الآيلة للسقوط بالمدينة، رغم تدخل السلطات المحلية لإفراغ عدد كبير منها، لكن ما زالت منازل أخرى مهددة بالسقوط فوق رؤوس ساكنيها في أي لحظة، كما سبق وحدث السنة الماضية بكل من حي الملاح القديم، وسيدي سعيد، والكارثة العظمى بمسجد باب البردعيين التي ذهب ضحيتها أكثر من 41 قتيلا، إذ ما زالت المدينة العتيقة بمكناس تعيش وضعا خاصا بسبب الإهمال الذي طالها منذ عقود، ولم تبادر الجهات المعنية إلى تأهيلها وجعلها وجهة سياحية رغم غناها، من حيث تعدد المواقع الأثرية وتعدد نسيجها العمراني القديم، الذي يعود إلى مختلف العصور، والزائر لهذا الجزء من العاصمة الإسماعيلية يقف على الواقع المزري لحالة البنايات القديمة، التي أضحت مهددة بخطر الانهيار، ما جعل سكانها في وضعية غير آمنة وبالتالي يطالبون الجهات المعنية بالتدخل الفوري تجنبا لحدوث كارثة بشرية، إذا ما استمر الوضع على هذا الحال.