بينما ساد الاعتقاد حتى صبيحة انعقاد اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف» والمسؤولين المغاربة أن عيسى حياتو سيوافق على قرار تأجيل نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2015 إلى غاية يناير 2016، فإن الكثير من المياه جرت تحت الجسر، قبل أن يخرج الناطق الرسمي ل»الكاف» إلى الصحفيين ليعلن تمسك الاتحاد الإفريقي بموعد التنظيم، ويعطي مهلة للمغرب مدتها خمسة أيام قبل إصدار القرار النهائي في اجتماع المكتب التنفيذي يوم 11 نونبر الجاري بالقاهرة. فماذا جرى قبل الاجتماع، وهل أخل حياتو بوعوده؟ ولماذا دخل عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة على الخط؟ ولماذا غضب رئيس «الكاف» من مسؤولي الجامعة؟ حل حياتو بالمغرب عشية الأحد الماضي في تمام الساعة الرابعة زوالا، حيث حطت الطائرة التي كانت تقله قادمة من الجزائر رفقة بعض أعضاء المكتب التنفيذي ل»الكاف». بدا لافتا للانتباه أن فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تخلف عن استقبال عيسى حياتو، وعوضه نائبه الأول محمد بودريقة وعضو المكتب الجامعي محمد جودار ومستشار الرئيس سعيد بلخياط. في اليوم نفسه التقى حياتو بالمسؤولين المغاربة على مائدة عشاء بأحد فنادق الرباط، حيث كان ضمن الحضور محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة وفوزي لقجع رئيس الجامعة، قبل أن يتم الاتفاق على عقد اجتماع رسمي أول أمس الإثنين من أجل الخروج بصيغة نهائية. رابط الصحفيون طويلا بالفندق الذي احتضن الاجتماع، وبدأت تتسرب بعض المعطيات دون أن تقطع الشك باليقين. مصادر مطلعة كشفت ل»المساء» أن حياتو لم يتردد في إخبار المسؤولين المغاربة أنه لم يخلف وعده، وأنه سبق وأعلمهم أن قرار تأجيل «الكان» ستكون له تبعات كبيرة، وأنه من الصعب إصدار قرار كهذا، داعيا إياهم إلى تحمل مسؤولياتهم، هذا في الوقت الذي ذكره المسؤولون المغاربة باللقاء الذي عقدوه معه بياوندي وكيف أن الاتفاق تم على تأجيل «الكان» إلى غاية يناير من سنة 2016، وأنه جرى الاتفاق على أن يتم التكتم على الأمر إلى غاية حضوره إلى المغرب بعد أن يعقد اجتماع المكتب التنفيذي بالجزائر على هامش نهائي عصبة الأبطال الإفريقية بين وفاق سطيف وفيتا كلوب الكونغولي، لكن حياتو نفى الأمر بشكل مطلق، وشدد على أنه لم يعط وعودا ولم يتنصل منها، وأنه حريص على المحافظة على علاقاته القوية بالمغرب. أكثر من ذلك شدد حياتو على أن الدفوعات التي قدمها المغرب ودفعته لطلب التأجيل ليست قوية. المصادر نفسها أشارت إلى أن حياتو لم يتردد في التعبير عن غضبه مما أسماه سوء تصرف من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي وجه رئيسها دعوات لعدد من رؤساء الاتحادات الإفريقية لحضور منافسات كأس العالم للأندية التي ستحتضنها المغرب، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعد سابقة، وأنه كان من الأفضل إخباره بهذه الخطوة لتمر عبر بوابة «الكاف». غضب حياتو بررته مصادر «المساء» بأنه قرأ فيه تهديدا لرغبته في الاستمرار في رئاسة «الكاف»، وهو الأمر الذي نفاه المسؤولون المغاربة الذين شددوا على أنهم حين وجهوا الدعوة لرؤساء الاتحادات الإفريقية فالهدف كان هو تشديد المغرب على عمقه الإفريقي، وهو الغضب الذي يفسر غياب لقجع عن اللقاء الذي جمع حياتو برئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، في الوقت الذي فسرته مصادر أخرى بأنه امتداد لموقف الجامعة التي لم تقدم طلب التأجيل. بيد أن حياتو عاد لينوه بالجامعة مشيرا إلى أنها لم تتقدم بطلب التأجيل، وأن الطلب جاء من لدن الوزارة الوصية. وعندما تعقدت الأمور، دخل عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة على الخط، حيث استقبل حياتو وقدم له مبررات التأجيل مرة أخرى، قبل أن يتم الاتفاق على منح المغرب مهلة خمسة أيام بحثا عن حل توافقي يحفظ ماء وجه المغرب، ويضمن مصالح «الكاف»، في موضوع قال محمد أوزين وزير الشباب والرياضة إنه غاب عنه «التوافق».