شكل الموسم الديني للولي الصالح سيدي بوعبيد الشرقي، الذي تحتضنه مدينة أبي الجعد خلال الفترة ما بين 15 و 19 أكتوبر الجاري، مناسبة سنوية يتجدد فيها التعريف بالمقومات الدينية والهوية الثقافية للزاوية الشرقاوية التي تأسست في مطلع القرن 16م على يد شيخها الولي الصالح سيدي بوعبيد الشرقي العمري. وتعد هذه التظاهرة الدينية والثقافية، التي تنظم هذه السنة تحت شعار «موسم الولي الصالح سيدي أبو عبد الله محمد الشرقي بأبي الجعد: فضاء للإشعاع الديني والروحي والثقافي ودعامة للرأسمال اللامادي»، فرصة سانحة للمحافظة وتثمين الموروث الثقافي للمدينة واكتشاف المعالم التاريخية والمؤهلات السياحية التي تزخر بها مدينة الأولياء والصالحين. ويمثل هذا الموعد السنوي، المنظم من طرف الزاوية الشرقاوية بشراكة مع المجلس البلدي للمدينة وبتنسيق مع المجلس العلمي المحلي ومندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بخريبكة، فرصة للاحتفاء بمؤسس الزاوية وإشعاع المقومات الدينية والتراثية، اعتبارا لأن الزاوية الشرقاوية فضاء للإشعاع الديني والثقافي والعلمي، والتعريف بالمؤهلات التراثية لمدينة أبي الجعد وخلق دينامية اقتصادية وتجارية بالمدينة. ولإنجاح هذه التظاهرة، اتخذ المنظمون عدة تدابير لتوفير شروط نجاح موسم مدينة أبي الجعد، التي تشهد هذه الأيام استعدادات مكثفة لاستقبال ضيوفها، حيث اكتست المدينة حلة جديدة أضفت على شوارعها وأزقتها جمالية وبثت فيها حركية كسرت هدوءها المعتاد. كما تعرف المدينة حركية دؤوبة كثمرة لسلسلة من الاجتماعات التحضيرية التي أشرفت عليها السلطة الإقليمية لتقديم التصورات والاقتراحات لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية، خاصة في توفير الظروف اللوجستيكية كأشغال النظافة والإنارة والتشجير بأهم شوارع المدينة وطلاء الأسوار وتزيين الواجهات ونصب الأعلام واللافتات التي تتضمن عبارات الترحيب بزوار وضيوف المدينة.