تجري بمدينة أبي الجعد في هذه الأيام استعدادات مكثفة لاستقبال ضيوف الموسم الديني للولي الصالح سيدي بوعبيد الشرقي الذي ستحتضنه المدينة في الفترة الممتدة ما بين 11 و15 شتنبر الجاري حيث اكتست المدينة حلة جديدة أضفت على شوارعها وأزقتها جمالية وبثت فيها حركية كسرت هدوءها المعتاد. وهكذا فقد تم اتخاذ كافة التدابير لتوفير شروط نجاح هذا الموعد السنوي الذي اختير له كشعار "موسم سيدي بوعبيد الشرقي.. احتفاء بالعمق التاريخي للموروث الديني والثقافي والحضاري بأبي الجعد"، بالنظر إلى أن هذا الحدث سجل اسمه ضمن أكبر المواعيد والملتقيات الوطنية ذات الطابع الروحي، وأصبح عنوانا مميزا لهذه الحاضرة العتيقة التي شكلت على مر العصور مركزا دينيا وحضاريا ممتد الإشعاع. وتشمل ترتيبات تنظيم هذا الحدث الديني، المنظم من قبل الزاوية الشرقاوية والمجلس البلدي لمدينة أبي الجعد، بالإضافة إلى سلسلة الاجتماعات التحضيرية المنعقدة بعمالة إقليمخريبكة أو بمقر بلدية أبي الجعد، والتي خصصت لتقديم التصورات والاقتراحات لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية، تعبئة عدد كبير من أطر ومستخدمي بلدية أبي الجعد للقيام بأشغال النظافة والإنارة والتشجير بأهم شوارع المدينة وطلاء الأسوار وتزيين الواجهات ونصب الأعلام واللافتات التي تتضمن عبارات الترحيب بزوار وضيوف المدينة القادمين من مختلف المناطق، وخاصة المدن المجاورة. ولعل ما يميز هذه الحركية، التي تتواصل حتى أوقات متأخرة من الليل، الأشغال الخاصة بتهيئة أروقة وفضاءات لاحتضان معارض الصناعة التقليدية والمنتوجات الفلاحية وأخرى للكتاب والفنون التشكيلية، وكذا إحداث منصة لإحياء السهرات المبرمجة وتجهيز وتحديد الفضاء الخاص بعروض الفروسية التقليدية التي تشكل إحدى الروافد الأساسية للموروث الديني والثقافي للمنطقة. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الدينية السنوية سلسلة من الأنشطة تهم على الخصوص تنظيم مباريات في حفظ وتجويد القرآن الكريم، إلى جانب برنامج ديني يضم دروسا للوعظ والإرشاد وحفل للمديح والسماع، بالإضافة إلى تنظيم ندوات علمية تبرز الدور الديني والعلمي الذي اضطلعت به الزاوية الشرقاوية منذ تأسيسها، وكذا إقامة أمسيات صوفية وإلقاء دروس دينية بين العشاءين في كل مساجد المدينة كتقليد يعود تاريخه لقرون عديدة. كما يحظى الجانب الثقافي بمكانة خاصة ضمن فعاليات هذه التظاهرة من خلال تنظيم ورشات في كتابة الحكاية، والأقنعة، وتوقيع كتابين لهما علاقة بالزاوية الشرقاوية وعروض لأفلام سينمائية تم تصويرها بمدينة أبي الجعد، فضلا عن بعض الأنشطة الرياضية والفنية. وأكد مقدم الزاوية الشرقاوية الحاج عبد الرحمان الشرقاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تنظيم موسم الولي الصالح سيدي بوعبيد الشرقي يهدف، بالإضافة إلى الإشعاع الديني والثقافي للمدينة، إلى خلق دينامية اقتصادية وتجارية بالمدينة، مضيفا أن الزاوية سخرت جميع إمكانياتها لضمان ظروف جيدة لاستقبال زوار وضيوف المدينة. وأشار إلى أن مشاركة محاضرين وباحثين كبار في الندوات العلمية المبرمجة ضمن فقرات الموسم تعكس الحرص على مواصلة الاهتمام بالبعدين الديني والحضاري للأدوار التاريخية التي اضطلعت - ولا تزال - بها الزاوية الشرقاوية. ومن جانبه، أكد رئيس المجلس البلدي لمدينة أبي الجعد السيد محمد نوكة أن المجلس اتخذ جميع الترتيبات لإنجاح هذا الملتقى الديني والثقافي السنوي للمدينة، خاصة على مستوى توفير البنيات الأساسية للأنشطة المبرمجة في هذه التظاهرة الدينية والثقافية.