أشار السيد احمد البوكاري في لقاء معه أن المواسم في المغرب تقوم بدور جد مهم يتمثل في الحفاظ على التراث الروحي والديني بصفة عامة . وان المغرب بلد محظوظ لأنه لم يبتل (من الابتلاء) بتعدد المذاهب الدينية : فهو ينعم بوحدة المذهب المالكي . كما أن التصوف في المغرب يبقى تصوفا بسيطا بعيدا عن التعقيدات والغلو بمعنى انه قريب جدا من القران والسنة المحمدية السمحة. وذكر أن الإنسان لا يمكنه أن يعيش بدون روحانيات .والتصوف في جوانب يغطي الدين أكثر مما يغطي العقيدة . وعن طبيعة زيارة الأضرحة وما يرتبط بها من ممارسات أكد السيد احمد البوكاري أن هذه الظاهرة تتجاوب مع الموروث والتصورات الدينية لدى الأفراد والجماعات وان الإسلام هذبها وصححها . ولفهم سلوك الزوار وتصرفاتهم خلال فترة الموسم وخاصة بضريح الولى الصالح سيدي ابوعبيد الله محمد الشرقي أكد ان نظرة الباحث تختلف اختلافا جذريا عن نظرة المواطن العادي: فلا بد من النظر إلى هذه الممارسات من عدة جوانب ويتحتم الأخذ بعين الاعتبار الجانب السوسيولوجي و الانتروبولوجي والتاريخي والثقافي ...لتكتمل الرؤية . وبخصوص الإشعاع الحضاري للزاوية الشرقاوية ومدينة أبي الجعد أشار إلى البعد الثقافي لموسم الولي الصالح سيدي ابو عبيد الله محمد الشرقي الذي يعمق المعطى التاريخي والحضاري لمعالم مدينة أبي الجعد وهويتها الدينية والحضارية : فهما أي المدينة والزاوية يمثلان مركزا حضاريا وحيدا وسط المغرب باجمعه يربط بين قطب حضاري شمالي يتجسد في مدينة فاس وأخر جنوبي يتمثل في مدينة مراكش . وهذا ملموس واقعيا على المستوى المادي من خلال الطبيعة المعمارية للمدينة تم على المستوى الروحي والمعنوي من خلال الارتباط القبلي بالزاوية سواء كان إطارا قبليا بعيدا أو قريبا من الشاوية وبني عمير وبني موسى وبني شكدال وقبائل سهل تادلة وقبائل بني زمور. ومن جهته أشار نقيب الزاوية الشرقاوية السيد عبد الرحمان الشرقاوي إلى أهمية الزوايا ودورها الحضاري وإشعاعها الديني عبر تاريخها وشيوخها . وعن الموسم الحالي ذكر السيد النقيب بالقيمة المضافة التي تشكلها المدرسة القرآنية التي دشن نهاية أشغالها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده على اثر زيارته الميمونة لمدينة أبي الجعد . هذا الدور الذي يتجلى في الحفاظ على المقومات الروحية للمدينة والمساهمة في حفظ القران للطلبة وتعزيز التعليم الأصيل . كما أشار إلى حضور شرفاء و ممثلين عن عدة زوايا لمشاركة إخوتهم حفدة شيخ الزاوية سيدي ابو عبيد الله محمد الشرقي فرحة ونشوة إحياء هذه الذكرى وتجديد الصلة والمحبة بمناسبة انعقاد فعاليات الموسم تحت شعار '' تعايش متجدد وإشعاع للموروث الديني و الحضاري '' طيلة الأيام الممتدة من خامس إلى غاية تاسع شتنبر الجاري. وعن الأفاق المستقبلية عبر السيد النقيب عن طموحه للرفع من خدمات ومنجزات الزاوية وتطويرها أما السيد محمد نوكة رئيس المجلس البلدي لأبي الجعد فقد على الدور الاقتصادي الذي يقوم به الموسم ، المنظم من طرف الزاوية الشرقاوية والمجلس البلدي لأبي الجعد . إذ يعتبر محركا للعملية التجارية وفرصة للتعريف بالمنتوج المحلي وتثمينه وتسويقه عبر معرض الصناعة التقليدية ومعرض المنتوجات الفلاحية . وأشار إلى ان هذه السنة تتميزمن حيث الكم بزيادة يومين في مدة انعقاد الموسم بدلا من ثلاثة أيام التي اعتدناها : فستنظم فعاليات الموسم هذه السنة طيلة خمسة أيام من الخامس شتنبر إلى غاية التاسع منه . كما أن نوعية الأنشطة الدينية والثقافية والفنية المتميزة ستساهم في رفع عدد الزوار . وعلى مستوى التنظيم هناك تعزيز قدرات التدخل في مجال الوقاية المدنية والطبية والتنسيق و الحراسة للحفاظ على طمأنينة المواطنين والسهر على راحتهم . كما أن التحضيرات للموسم بدأت مبكرا خاصة فيما يخص المسالك والماء والكهرباء وفي إطار تعاون وتنسيق مع عمالة إقليمخريبكة والسلطة المحلية.