محمد بنقرو شنت السلطات المحلية بمكناس، ليلة الخميس الماضي، حملة ضد مجموعة من المختلين عقليا الذين كانوا منتشرين بشكل ملفت للنظر بالمدينة، حيث ينامون ويجوبون وسط شوارع وأزقة المدينةالجديدة «حمرية» بالمدينة ذاتها في مشاهد مؤلمة ومحزنة. وبقدر ما لقيت هذه العملية استحسانا من طرف فعاليات بالمدينة، خصوصا أن هذه الظاهرة أضحت تثير الانتباه وتشكل خطرا على سلامة المواطنين، بسبب العنف الذي تتم ممارسته أحيانا في حق المواطنين من طرف هؤلاء المختلين، ولما لهذه الظاهرة من انطباعات سيئة تعطي صورة قاتمة عن المدينة لمجموعة من الزوار الأجانب من السائحين وغيرهم الذين تعج بهم المدينة الإسماعيلية، فقد خلفت، من جهة أخرى، امتعاضا واستنكارا شديدين لدى فعاليات حقوقية بالمدينة، والتي وجهت بسببها انتقادات كبيرة للمسؤولين حول الطريقة التي تمت بها هذه العملية من طرف عناصر السلطة المحلية. ونددت الفعاليات الحقوقية ذاتها بحملة استهداف هؤلاء المختلين وجمعهم من أجل التخلص منهم عن طريق تسخير ثلاث سيارات من نوع «فاركونيط» اثنتان منها تابعة للمصالح الأمنية وواحدة تابعة للقوات المساعدة، في عملية مثيرة تنعدم فيها أبسط شروط الأحساس بالإنسانية حسب المصادر ذاتها، إذ تعرض بعض هؤلاء المرضى إلى التنكيل والإهانة. وعوض أن يتم نقل هؤلاء المرضى عبر سيارات الإسعاف من طرف رجال المطافئ، إلى المستشفى ليتم تنظيفهم وإجراء فحوصات طبية لهم كما هو متعارف عليه قانونا، تم نقلهم بواسطة سيارات الأمن في عملية ترهيبية وتعسفية على حد تعبير المصادر ذاتها. وتساءلت الفعاليات ذاتها عن المكان والوجهة التي تم نقل هؤلاء المختلين إليها، خصوصا وأن المستشفى المحلي للأمراض النفسية والعقلية لم يستقبل هؤلاء المرضى حسب مصادر من ذات المستشفى، بحكم محدودية طاقته الاستيعابية، وحذرت الفعاليات نفسها من إقدام السلطات المحلية على التخلص من هؤلاء المرضى بنقلهم إلى أماكن بعيدة ومجاورة للمدينة ليتم الرمي بهم هناك، كما جرت العادة في حملات سابقة ضد هؤلاء المرضى. كما حملت الفعاليات ذاتها المسؤولية الكاملة للمسؤولين تجاه كل ما يتعرض له هؤلاء المرضى من إهمال وتهميش.