عرفت مدينة مكناس، أول أمس، انتشارا كبيرا للمختلين عقليا، استرعى انتباه السكان ونشر الرعب في صفوفهم. وقد أوضح مصدر طبي بقسم الأمراض النفسية والعقلية بمستشفى مولاي إسماعيل بمكناس، في اتصال أجرته معه «المساء»، بأن السبب الحقيقي للظاهرة هو انطلاق الاستعدادات للاجتماع (الخلوة) الذي سيعقده رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران مع وزرائه بمدينة إيفران نهاية الأسبوع الحالي. وقال إن ذلك كان سببا رئيسيا في إغراق مدينة مكناس بالمختلين عقليا. وأضاف المصدر ذاته بأن عملية جلب هؤلاء المرضى من المختلين عقليا الموجودين بمدينة إيفران والنواحي ابتدأت منذ أول أمس الخميس، حيث وصل العشرات منهم إلى هذا المستشفى وتم التخلي عنهم جميعا، وهذا ما أثر بشكل كبير، يقول المصدر ذاته، على السير العادي داخل هذا المرفق الصحي، وتسبب في وقوع حالة من الارتباك لدى الطاقم الطبي الذي وجد نفسه حائرا في إيجاد حل مناسب لهذا المشكل ولم يجد بديلا سوى التخلص منهم وجعلهم يواجهون الشارع، خصوصا بأن عدد الأسرة الموجودة بهذا المستشفى، يضيف المصدر ذاته، لا تتعدى حوالي 56 سريرا بين الإناث والذكور. علما أن المرفق الصحي ذاته يعرف أصلا حالة من الاكتظاظ بسبب توافد مجموعة من المرضى من المدن المجاورة كخنيفرة والحاجب وآزرو وسيدي قاسم وميدلت عليه. كما أن هناك تعليمات صارمة من طرف المسؤولين، يقول المصدر ذاته، من أجل عدم تجاوز الطاقة الاستيعابية لهذا المستشفى مهما كانت درجة حالة الخطورة، بعد تسرب صور وأشرطة فيديو تفضح واقع حال هذا المستشفى إلى بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث عرت تلك الصور حقيقة الوضعية والظروف المزرية واللاإنسانية التي كان يعيشها مجموعة من النزلاء داخل هذا المستشفى. من جهة أخرى، أثار الانتشار الكبير لهؤلاء المختلين عقليا حالة من الخوف لدى العديد من المواطنين، خصوصا أن المدينة الإسماعيلية لم تعش مثل هذا الوضع من قبل. وقد أصبح المواطنون يخشون حدوث اعتداءات محتملة من طرف هؤلاء المرضى. وقد عاينت «المساء» انتشار مجموعة من المختلين على مستوى جل شوارع المدينة، بما فيها الشوارع الرئيسية، والساحة الإدارية، ومنطقة حمرية، التي تعتبر الواجهة الأساسية للمدينة. وقد أصبح الوضع مقلقا للغاية، وقد يهدد أمن والسلامة الصحية للمواطنين ويعرضها للخطر بسبب العنف المفاجئ الذي يصدر أحيانا عن هؤلاء المرضى، الذين يحتاجون إلى التفاتة وعناية عبر توفير مكان آمن يحتضنهم للعلاج والعناية الطبية، وليس التخلص منهم برميهم في الشوارع وجعلهم عرضة لأضرار صحية إضافية.