يعيش أزيد من 46 متشرد ومختل عقلي ممن تبقوا من نزلاء المركب الاجتماعي الزياتن بطنجة والذي تتجاوز أعمار بعضهم 50 سنة، أوضاعا مزرية داخل جناح صغير بالمركب لا يتعدى طوله ال 50 مترا، كما عاينت ذلك جريدة "الخبر" أول أمس الاثنين. ووفق ما نقل عن مصادر مطلعة، فان كارثة حقيقة تهدد هؤلاء النزلاء الذين تم إفراغهم وتكديسهم في تلك الغرفة التي تفتقد لأدنى الشروط الصحية والتي تنبعث منها روائح كريهة، إن لم تتخذ إجراءات عاجلة من لدن السلطات المحلية، بعد استقدامهم من مدينة تطوان قبل شهر ونصف بأوامر من والي طنجةتطوان محمد اليعقوبي والسلطات المحلية عقب الزيارة الملكية الأخيرة. وذكرت مصادر للجريدة، إن عدد النزلاء بالمركب الاجتماعي وصل في البداية إلى أزيد من194 نزيلا منهم أشخاص مسنين وآخرون يعانون أمراض مزمنة يحتاجون لعناية طبية ضرورية، وقد تم ترحيل عدد منهم عبر شاحنات إلى مدن مختلفة ومناطق أخرى بعيدة، في الوقت الذي تمكن فيه نزلاء آخرون من الفرار من المركب الاجتماعي الزياتن بطريق اشقار بطنجة. وأوردت مصادر موثوقة في اتصال مع "الخبر"، إن السلطات المحلية بمدينة تطوان عملت على جمع عدد من المتشردين والمختلين عقليا من مدن تطوان،الفنيدق والمضيق عقب الزيارة الملكية الأخيرة، وتم إفراغهم دون علم بعض الأسر التي عانت الأمرين في معرفة الوجهة التي تم إيواء أبناءها بها، قبل أن يكتشفوا هول الكارثة الحقيقة بعد العثور عليهم في غرفة واحدة لا تتسع لأزيد من عشرة أشخاص بالمركب الاجتماعي الزياتن بمدينة طنجة، وسط غياب أية مراقبة ولا أدنى الشروط الصحية، ناهيك،كما ذكرت ذات المصادر، عن غياب الأكل والملابس والتطبيب والنظافة وكأنهم حيوانات تم التخلص منها فقط لغاية تلميع وجوه المسئولين المحليين بمدينتي تطوانوطنجة. ووقفت جريدة "الخبر" أثناء الزيارة التي قامت بها إلى المركب الاجتماعي الزياتن بطنجة على هول الحادث، والذي يعيش من خلاله عدد من النزلاء وضعية صعبة قد تصبح كارثية في ظل غياب أية عناية، وتشير المعلومات التي استقيناها حول الموضوع من مصادر بولاية طنجة على أن السلطات المحلية بمدينة طنجةوتطوان سمحت بأمر من الوالي محمد اليعقوبي بتوافد هؤلاء على المدينة الذين تم إنزالهم في أوقات متأخرة من الليل من شاحنات وحافلات أعدت لهذا الغرض في المركب، وأضافت ذات المصادر، أن عدد من المحسنين فقط إلى جانب بعض الشيوخ و المقدمين هم من يقدمون بعض الأكل والشراب خلال هذا الشهر إلى هؤلاء النزلاء الذي يعاني عدد منهم من حالات مرضية مستعصية، بالإضافة إلى غياب مراحيض وملابس أخرى مما يهدد النزلاء بالإصابة بأمراض معدية. من جانبها استنكرت عدد من الفعاليات الحقوقية وجمعيات المجتمع المدني بمدينة طنجة في اتصال مع "الخبر" الطريقة الغير إنسانية التي انتهجتها السلطات المحلية بمدينتي طنجةوتطوان من خلال الزج بهؤلاء النزلاء في ظروف غير صحية داخل إحدى غرف المركب الاجتماعي الزياتن بطنجة، في ذات السياق طالبت عدد من جمعيات المجتمع المدني بالمدينة بالتدخل العاجل لإطلاق سراح عدد من النزلاء والمختلين عقليا وتمكين أسرهم من زيارتهم والاهتمام بهم نفسيا واجتماعيا، كما استنكرت منظمات حقوقية بطنجة ظاهرة انتشار المختلين عقليا والمتشردين بشوارع المدينة بعدما أصبح عددهم في تزايد مستمر، محملة المسؤولية في اتصال لها بالجريدة إلى جهات تقوم برمي هؤلاء في أماكن دون أي اعتبار. وبات انتشار المختلين عقليا على مستوى شوارع وأزقة مدينة البوغاز يهدد سلامة المواطنين ، عقب استفحال ظاهرة الاعتداءات المتكررة على المارة ، والتي كانت دموية أحيانا ، كان آخرها حالة اعتداء تعرضت لها سيدة حامل بالقرب من سوق فندق الشجرة وسط المدينة من لدن احد المختلين عقليا كادت على اثر هذا الاعتداء أن تفقد جنينها. كما لم يسلم من خطر هؤلاء حتى أصحاب المحلات التجارية والمقاهي، إذ عبر عدد من أرباب المقاهي المتواجدة على طول شارع محمد الخامس و بالقرب من ساحة الأممبطنجة ، في تصريح للجريدة، عن تذمرهم من هذا الوضع، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالاعتداء على الزبناء في مشهد يومي حتى بات القلق و الخوف ينتاب الجميع. بالاتفاق مع جريدة الخبر