بدأت ظاهرة المختلين عقليا تستفحل بشكل كبير في الآونة الأخيرة بمدينة أسفي وذلك من خلال العدد الهائل لهؤلاء المختلين الذين أصبحوا يصولون ويجولون بين أحياء وأزقة شوارع المدينة ، بل وصل بهم الحد إلى التجوال في الأحياء الراقية بالمدينةالجديدة في وضعيات جد مأساوية.ويتخذ جلهم الرصيف والأماكن المهجورة للنوم وقضاء حاجاتهم وبالخصوص بالقرب من المحطة الطرقية وبالضبط بإحدى العمارات غير المكتملة البناء بشارع كينيدي، وبجانب محكمة قضاء الأسرة سابقا ومنهم من اتخذ مكانا أصبح يقيم به بشكل دائم كحالة احد المختلين الذي يركن بمقصورة إحدى المصلات القديمة بالكدية. وتؤكد التصريحات التي استقاها موقع " أسيف" من العديد من المواطنين على أن المدينة امتلأت في الآونة الأخيرة بالمختلين عقليا الذي يظهر على أنهم غرباء عنها، ولم يسبق للمدينة أن عرفت هذا العدد منهم بحيث يتم نقلهم عبر حافلات من المدن المجاورة وبالضبط من مدينتي الصويرة ومراكش ليتم إنزالهم بالقرب من ملتقيات الطرق في أوقات متأخرة من الليل ، حيث يكون العدد كبيرا عندما تكون المدينتين المذكورتين على موعد مع تظاهرات رسمية وبالخص أثناء الزيارات الملكية لهما.فهؤلاء المختلين يجوبون شوارع المدينة صباح مساء وفي أوقات متأخرة من الليل في وضعيات تستفز لها النفوس، فمنهم من يكون مرتديا لباسه، ومنهم من يكون عاريا، والأمر لا يقف عند هذا الحد بل أصبحوا يعترضون سبيل المارة محاولين ضربهم ، كما أن بعضهم يرابط بالقرب من ملتقيات الطرق في انتظار توقف السيارات في الضوء الأحمر حتى يتسنى له طلب بعض النقود.وتتواجد بالإقليم مصلحة للأمراض العقلية والنفسية بمستشفى محمد الخامس بأسفي يتواجد بها المختلون الذين قامت عائلاتهم بوضعهم بالمصلحة بعد إذن من الطبيب المشرف، بينما باقي المختلين فيتواجدون بالشارع العام ولايتم نقلهم إلى المصلحة إلا عندما يقدمون على إحداث الفوضى بالشارع العام ، كما أنهم يتخذون من جنبات الطرق والأرصفة والمنازل غير المكتملة البناء أمكنة للاستراحة والنوم ، ومنهم يتجه صوب قنطرة السكة الحديدية بالقرب من قصر البحر .وأكد الدكتورعبدالرحيم لوريدي الطبيب رئيس قسم الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى محمد الخامس بأسفي على أن الحالات التي تتوافد على القسم تتراوح ما بين 10 و20 حالة في الشهر والتي تتطلب الرقود بالمستشفى ، حيث يتم نقل المريض إلى هذه الأخيرة عندما يصل إلى درجة قصوى من المرض قد تصل في بعض الأحيان إلى إحداث الفوضى بالشارع العام ، مشيرا على أن هناك العديد من حالات المرض المتوافدة على القسم أكثرها تلك المتعلقة بمرض التأخر العقلي المزمن ، ويصعب على طبيب واحد التغلب على كل هؤلاء الوافدين على القسم حيث تأتي الحالات من مناطق مجاورة كاليوسفية والشماعية وجمعة اسحيم وسبت جزولة ، ولم تفت الفرصة الدكتور لوريدي دون التطرق الى قلة التجهيزات والوسائل بالقسم والتي لا تلبي العدد الهائل من المرضى ، معتبرا ظاهرة نقل المختلين عقليا من مدن مجاورة الى مدينة أسفي بالسيئة ، مقترحا في هذا الباب على انه يجب على الجهات المسؤولة أن ترحل كل مختل غريب عن إقليم أسفي الى مدينته الأصلية ، مؤكدا على أن هذه الظاهرة تزداد في التظاهرات الرسمية التي تعرفها المدن المجاورة، مبرزا أيضا الغياب تام للجمعيات التي تعنى بشؤون المختلين والمشردين بالإقليم ، مضيفا على أن ما يزيد من تكريس هذه الوضعية هو غياب حقوق المختل عقليا والمشرد وبالمقابل نجد حقوق الطفل وحقوق السجين وحقوق المرأة ، وأعرب الدكتور لوريدي عن استعداده للتعاون مع الجمعيات التي تعمل في هذا المجال وذلك بقيامه بعملية الفحص لفائدة نزلاء الجمعيات الجادة التي لها نية حسنة في تقديم يد المساعدة لهؤلاء المشردين والمختلين. متأسفا من وضعية النزلاء والنزيلات ت بإحدى الدور بالمدينة، منوها بالدور الفعال الذي لعبته إحدى الجمعيات في وقت سابق من خلال الحملات التي كان يقوم بها اعضاؤها والمتمثلة في جمع هؤلاء المشردين والمختلين وتقديم المساعدة إليهم الى أن يتماثلوا للشفاء. ويؤكد العديد من المواطنين على انه بالرغم من هذا العدد الهائل من المختلين الذي يسيء الى المدينة، فان الجهات المسؤولة بالإقليم لم تحرك يوما ساكنا في الحد من هذه الظاهرة وذلك بقيامها بحملة لجمع هؤلاء ونقلهم الى مدنهم الأصلية ، بالمقابل مصادر تشير الى أن عملية نقل المختلين والمشردين من مدن أخرى الى مدينة أسفي تتم بتنسيق تام مع الجهات المسؤولة بالإقليم في أوقات متأخرة من الليل.