يدخل سباق المنافسة على رئاسة لفريق المغرب الفاسي أمتاره الأخيرة، ولا أحد يعلم هل ستستمر المنافسة، بن مكوار و المراكشي و العلمي، إلى حين إفراز فائز بمنصب الرئيس، أم سيعيد مروان بناني سيناريو الموسم المنقضي، حين ألغى الجمع العام الاستثنائي و استمر رئيسا للنادي الأول بالعاصمة العلمية. كل الأمور توحي أن الجمع العام الاستثنائي سينعقد في موعده المحدد عصر يوم الأحد القادم بأحد فنادق مدينة فاس، وخير دليل على ذلك تصريحات بناني نفسه، الذي أبدى رغبة كبيرة في مغادرة سفينة «الماص»، حيث ما فتئ يؤكد على نيته إنهاء مهامه رئيسا للفريق والابتعاد نهائيا من التسيير، كما قال ذلك ل»المساء» في وقت سابق «ما بقاتش عندي الرغبة في التسيير، هاد السمسرة والكواليس مامربيش عليها، أنا جيت نعاون الفريق، حاليا ما بقى عندي ماندير». ولحد الآن قدم ثلاثة مرشحين اعتمادهم لنيل ثقة برلمان الفريق، إذ كان الكاتب العام سليم مكوار أول من تقدم بطلب الترشيح، قبل أن تنزل على إدارة المغرب الفاسي، ساعات عن إغلاق باب الترشيح، طلبات المسير السابق عبدالحق المراكشي والرئيس المنتدب السابق رشيد والي علمي وتبدأ معها عملية استقطاب شديدة لمنخرطي الفريق. وإذا كان الرئيس مروان بناني اتخذ موقف المحايد وترك أمر اختيار الرئيس الجديد بيد المنخرطين، فإن برلمان الفريق منقسم على نفسه ما يجعل المنافسة على أشدها بين المرشحين الثلاثة وإن كان كثيرون يعتقدون أن الصراع سينحصر بين المراكشي و رشيد والي علمي، وإن كان سليم مكوار يؤمن بحظوظه ويعلم أن أمر الرئاسة سيحسمه منخرطو الفريق الفاسي و لا أحد غيرهم. واستعدادا لإقناع برلمان الفريق يوم الأحد القادم، اختار كل منافس إستراتيجية يراها مناسبة للظفر بمنصب الرئيس، حيث اقتصر سليم مكوار على تقديم ترشيحه وانتظار ما ستسفر عنه عملية الاقتراع دون الدخول في اتصالات مباشرة مع أحد المرشحين، إذ أكد في حوار مع «المساء» أن ترشيحه يعتبر استمرارا لسياسة الرئيس مروان بناني، مضيفا أن رئاسة المغرب الفاسي تتطلب مساندة من جميع الفعاليات سواء المنتخبة منها أو الاقتصادية، قبل أن يعد الجمهور الفاسي بمفاجئات سيعلن عنها في حينها. في مقابل ذلك اختار المرشح عبدالحق المراكشي تكثيف ظهوره الإعلامي من أجل شرح الخطوط العريضة للمشروع، الذي ينوي تقديمه خلال الجمع الاستثنائي. ولم يكتف المراكشي بالخرجات الإعلامية بل حرص على لقاء مجموعة من المنخرطين والفعاليات السياسية والاقتصادية عبر جولة قادته إلى مدن الرباط والدارالبيضاء سعيا منه إلى توحيد الرؤى وترصيص الصفوف.و على النقيض من ذلك فضل المرشح رشيد والي علمي التواري عن الأنظار والاشتغال في صمت كما أكدته بعض المصادر، وإن كانت «المساء» حاولت في أكثر من مناسبة أخذ وجهة نظره حول ترشيحه لرئاسة المغرب الفاسي، قبل أن يؤكد في آخر محاولة أنه يرفض الحديث و يترك ذلك إلى ما بعد انتهاء الجمع الاستثنائي. مكوار: ترشيحي لرئاسة الماص استمرار لمشروع بناني نفى نيته الانسحاب من السباق على الرئاسة يعتبر سليم مكوار أول من تقدم بأوراق اعتماده للترشح إلى رئاسة الفريق الأول بالعاصمة العلمية بمجرد الإعلان عن جمع عام استثنائي. عمل في فريق مروان بناني خلال الخمس سنوات الأخيرة، قبل أن يتقدم للمنافسة على منصب الرئاسة، دون أن يكون له علم بأسماء منافسيه. في حواره مع «المساء» كان مكوار قليل الكلام وحريصا على التأكيد أنه يتحدث فقط عن الأمور، التي يمتلك القدرة على تنفيذها. واعتبر مكوار ترشحه استمرارا لسياسة الرئيس مروان بناني، وأن رئاسة الفريق تتطلب مساعدة من جميع الفعاليات سواء المنتخبة منها أو الاقتصادية. ما الذي يدفعك إلى الترشح لمنصب رئاسة المغرب الفاسي؟ - بداية أود أن أشير أنني اشتغلت مع الرئيس مروان بناني و جاورته طيلة الخمس سنوات، التي قضاها على رأس فريق المغرب الفاسي، وبالتالي تقدمت بترشيحي ضمانا لاستمرارية العمل الذي قام به مروان بناني، الأخير تعب من التسيير وأبدى رغبة في مغادرة الفريق، ما يحتم تقدم مرشح آخر لاستكمال المسيرة. هل لديك حظوظ لمنافسة المرشحين عبدالحق المراكشي و رشيد والي علمي؟ - بالتّأكيد سأدافع عن حظوظي لنيل ثقة برلمان الفريق خلال الجمع الاستثنائي. الكلمة الأولى و الأخيرة في حسم من سيخلف مروان بناني بيد المنخرطين وكل مرشح له حظوظه لنيل تلك الثقة. هل كانت لديك اتصالات مع أحد المرشحين، ثم هل هناك احتمال الانسحاب لفائدة واحدا منهم؟ - مسألة الانسحاب من السباق على رئاسة المغرب الفاسي لصالح أحد المرشحين غير واردة. منذ تقديم أوراق اعتمادي مرشحا لمنصب الرئاسة لم أتواصل مع أي من المرشحين الاثنين. تربطني صداقة طيبة مع كل من والي علمي و المراكشي، بحكم اشتغالنا جنبا إلى جنب كما أنني أكن الاحترام للطرفين، ولا وجود لصراع حول الرئاسة، كل طرف قدم ترشيحه على أن يكون الحسم بيد برلمان الفريق خلال الجمع الاستثنائي. مسؤولية قيادة المغرب الفاسي ليست بالسهلة خاصة في تدبير الشق المالي، هل تلقيت ضمانات قبل وضع الترشيح؟ - بالتأكيد هناك ضمانات لن أفصح عليها في الوقت الراهن. قيادة المغرب الفاسي مسؤولية المدينة بأكملها و ليس الرئيس فقط، يجب أن تتضافر جهود الجميع سلطة منتخبة و مؤسسات اقتصادية من أجل النهوض بالفريق، لا يجب تحميل المسؤولية على طرف دون آخر.. غيرتي على المغرب الفاسي لن تعفيني من البحث عن موارد من أجل تدبير أمور الفريق. ماهي الخطوط العريضة للمشروع الذي تنوي تقديمه خلال الجمع؟ - من ضمن الأولويات تقوية المغرب الفاسي من الناحية الرياضية حتى يتمكن من ضمان بقائه بقسم الصفوة ثم الذهاب بعيدا في منافسات كأس العرش. كما أسلفت الذكر سابقا، ترشحي يعتبر استمرارا لمشروع الرئيس مروان بناني بحكم تواجدي معه لمدة خمس سنوات، بالإضافة إلى إعادة التوهج لمدرسة الفريق. أعد جمهور المغرب الفاسي بمفاجآت سيتم الكشف عنها في حينها.، المراكشي: أتوفر على ضمانات للنجاح في مهمتي قال إن من أولوياته تقوية إدارة «الماص» كثف المرشح لرئاسة المغرب الفاسي، عبدالحق المراكشي، من لقاءاته مع مجموعة من المنخرطين و من الفعاليات من مدن فاس والدارالبيضاء تمهيدا لدخوله سباق الرئاسة خلال الجمع الاستثنائي ليوم الأحد المقبل. في حواره مع «المساء» ركز المراكشي على أهم الخطوات التي يتضمنها مشروعه لقيادة الفريق الفاسي، معبرا عن قناعته الكاملة في خوض سباق الرئاسة. وشدد المراكشي على أهمية أن يكون قائدا بذل أن يكون تحث مظلة رئيس آخر يصادر أفكاره و حريته، مشيرا في الوقت ذاته توفره على ضمانات من طرف فعاليات اقتصادية من أجل تنزيل مشروعه على أرض الواقع. هل المراكشي مقتنع بترشيحه لرئاسة المغرب الفاسي وما هي المستجدات التي دفعتك لاتخاذ هكذا قرار، مع العلم أنك أبديت رفضك في العودة إلى التسيير؟ - رفضنا العودة إلى التسيير، لكن اليوم هناك مستجد مهم، إذ عوض الاشتغال تحث مظلة رئيس وتتعرض إلى الاستفزاز ومصادرة الحرية في الرأي والتعبير ما يدفعك إلى الانسحاب، ستصبح قائد وصاحب القرار. لقد تقدمت بترشيحي عن اقتناع تام، سيما أن الأمر يتعلق بالدرجة الأولى بتدبير المال والتواجد بصفة دائمة مع الفريق، وهذا ما كنت أقوم به خلال فترات التسيير السابقة مع ثلاثة تركيبات مختلفة، فترات أعتبرها كلها نجاحات سواء مع سعد أقصبي بالعودة إلى القسم الثاني، ما أعتبره أفضل إنجاز بالنسبة لي، أو مع خالد بنوحود بخوض مباراة نهاية كأس العرش، ثم مع الرئيس بناني و الفوز بثلاثة ألقاب تاريخية. كنت مؤيدا لمشروع رجل الأعمال الحادني، هل يمكن اعتبار ترشيحك مجرد مناورة لتمكين الحادني من الرئاسة بعد أشهر قليلة؟ - سؤال لا يعنيني ولن أجيب عنه. لقد تقدمت بترشيحي عن قناعة كما أسلفت الذكر، ما أسمعه الآن سبق أن سمعته حين أبرمت عقدا مع الإخوان الجامعي، حينها كثر اللغط والقيل و القال، حيث اتهموني بمحاولة إزاحة بناني و تمكين اسماعيل الجامعي من الرئاسة، وهو ما لم يحدث، إذ كان للإخوان الجامعي فضل كبير في تحقيق الثلاثية من خلال تقديم دعم مالي مهم. ميزتي أنني أربط علاقات مع أشخاص بإمكانهم تقديم الدعم للمغرب الفاسي على غرار رجل الأعمال رشيد الحادني و الإخوة الجامعي و كسوس وغيرهم، كما تربطني علاقة طيبة بجميع الأحزاب السياسية ما مكنني من مضاعفة دعم المجالس المنتخبة سبع مرات و أسعى لمضاعفة ذلك في حال انتخبت رئيسا للفريق. أنت الآن بصدد إقحام الرياضة في السياسة؟ - ومن قال بأن الرياضة منفصلة عن السياسة؟ هناك مواد في الدستور تلزم المجالس المنتخبة بدعم الرياضة وهذا ما سنسعى إليه عبر الحوار مع جميع الفعاليات بالمدينة. هل هناك تخوف من إلغاء الجمع الاستثنائي كما حدث الموسم الماضي؟ - الرئيس الشرعي لفريق المغرب الفاسي هو مروان بناني وأمامه ثلاث سنوات من التسيير في فترة ولايته الثانية، وله كامل الصلاحيات في إلغاء الجمع و الاستمرار رئيسا للفريق، ولن أعترض على أي قرار يصدره، خصوصا أنه هو الذي دعا إلى الجمع الاستثنائي و ليس ثلثي أعضاء برلمان الفريق. ماهي أهم الخطوط العريضة للمشروع الذي تنوي تقديمه خلال الجمع الاستثنائي؟ - بداية أود أن أشير أنه في حال انتخابي رئيسا للفريق لن أستعجل في الإعلان عن لائحة المكتب المسير، التي ستضم بالأساس أسماء قادرة على منح الإضافة ولديها أفكار ومحفظات مليئة بعناوين المؤسسات التي سيتعاملون معها كل حسب اختصاصه، وبالتالي لا حاجة لي بمسير يقتصر دوره فقط على دفع 5 أو 10 ملايين. أما عن الخطوط العريضة للبرنامج فيمكن تلخيص ذلك في خمسة نقط أساسية، أولها تقوية وهيكلة إدارة الفريق عبر تعزيز الطاقم الإداري بمدير عام و مدير إداري ثم مدير رياضي مهمته التواصل مع الطاقم التقني ومكلف بالانتدابات، للأسف الشديد أغلب الفرق مرتبطة بشخص الرئيس، وغيابه غالبا ما يترك فراغا على مستوى إدارة الفريق . إعادة الروح لمدرسة الفريق والاهتمام بجميع الفئات العمرية التي تعتبر مستقبل الفريق، تخفيض قيمة الانخراط بنسبة 50 بالمائة، وإبرام اتفاقية مع إدارة مركب فاس من أجل الحصول على مقر يليق بسمعة الفريق والاستفادة من كل الخدمات التي يوفرها مركب فاس من قاعة لتقوية العضلات و التطبيب إلى غير ذلك، وكنقطة خامسة، الاستغناء عن مداخيل المقصف، التي لم تعد تتعدى نسبة 7 بالمائة من ميزانية الفريق، لصالح باقي الفروع مع الحرص على توحيد الأقمصة بجميع فروع المغرب الفاسي، دون أن نغفل أهمية إبرام شراكات مع فرق إفريقية جنوب الصحراء.