اعتقد كثيرون أن أزمة المغرب الفاسي ستنتهي مع نهاية الجمع العام العادي، الذي أقيم يوم السبت الماضي بأحد فنادق العلمية، غير أن ذلك لم يحدث، بل بمجرد انتهاء فعاليات الجمع «الشبه» العادي كما وصفه البعض، حتى بدأ الحديث عن موعد جمع عام استثنائي يتم خلاله تصحيح مسار الفريق عبر انتخاب رئيس جديد اسمه رشيد، إما رشيد والي علمي، وهو السيناريو الأقرب، أو رشيد الحادني، وهو مطلب الجميع بمن فيهم رئيس الفريق مروان بناني. انتهى الجمع «شبه» العادي دون معرفة إن نال الرئيس ثقة البرلمان في تجديد ثلث أعضاء المكتب المسير، حيث اكتفى المنخرطون بالمصادقة على التقريرين الأدبي و المالي دون تحديد موقفهم من تجديد الثلث، على اعتبار أن البعض منهم اتخذ منحى تشكيل لجنة مؤقتة تشرف على شؤون الفريق لفترة وجيزة إلى حين عقد جمع عام استثنائي، من ضمنهم سعد أقصبي و خالد كسوس، الذي وجه دعوة للرئيس مروان بناني لعقد اجتماع صلح عاجل مع عمدة المدينة، مع العلم أن كسوس، عند أخذه الكلمة تساءل «واش كاين شي رئيس كيسال لفرقتو»، تلقى صفعة من بناني خلال مجريات الجمع، حين قمعه بدعوى أنه مجرد منخرط ملاحظ لا يحق له إبداء رأيه. وكانت لجنة مصغرة (15 عضوا) اجتمعت مع الرئيس مباشرة بعد نهاية فعاليات الجمع من أجل تنفيذ شروط مروان بناني المتعلقة بتقديم الدعم حتى يستمر رئيسا لموسم إضافي، وهو الاجتماع الذي انفض دون الالتزام بتقديم مبلغ 100 ألف درهم عن كل عضو للحصول على سيولة مالية تمكن الفريق الأول من الاستعداد للمنافسات، التي باتت على الأبواب. وغاب عن جمع يوم السبت مجموعة من الوجوه الوازنة، كان أبرزها أحمد المرنيسي، الذي ارتبط غيابه برغبته في عدم إرضاء طرف على حساب طرف. وفي هذا الصدد قال المنخرط محمد العمراني، الذي عاد للظهور بعد غياب طويل، أن المرنيسي تلقى ليلة انعقاد الجمع العام مكالمة هاتفية من طرف عمدة المدينة حميد شباط، يطالبه بضرورة تمرير رجل الأعمال رشيد الحادني رئيسا للفريق مهما كانت الظروف. لم يكن وحده المرنيسي، الذي تلقى اتصالا هاتفيا قبل الجمع، فقد صرح الكاتب العام، رضى الزعيم، أنه تلقى تهديدات بالقتل من طرف مجهولين. لم يلتق الحادني بالمنخرطين بل فضل الغياب عن فعاليات الجمع وهو الذي قدم مشروعا «ضخما» من أجل إنقاذ المغرب الفاسي. غياب الحادني أثار استغراب الرئيس بناني ومعه بقية المنخرطين، غير أن المقربين للحادني لم يستغربوا لهذا الغياب، وفسره البعض منهم أن الرجل لم يستلم بطاقة الانخراط، التي سُلمت لعماد المراكشي ساعة قبل موعد انعقاد الجمع، فيما قال البعض الآخر أن الحادني لا يفقه في «تحرميات الكرة» وفضل الغياب عندما وصلت مشاوراته مع مروان بناني إلى الباب المسدود بخصوص طريقة تأدية دين بناني، وهو الدين الذي تم توثيق قيمته الرسمية، من خلال تدخل المنخرط محمد مجتهد، وحصره في مبلغ 200 مليون سنتيم، بعدما استخلص الرئيس مبلغ 100 مليون سنتيم من منحة التكوين. آخر مستجدات ملف المغرب الفاسي، وأمام ضبابية المستقبل القريب للفريق، ربط بعض المنخرطون المنتمون للجنة المصغرة، التي اجتمعت بمروان بناني، اتصالا مع أكبر الغائبين عن الجمع العام «شبه» العادي، عبدالحق المراكشي، من أجل التوسط لعقد لقاء مباشر مع رجل الأعمال رشيد الحادني، وإيجاد صيغة تُمكن من إنقاذ الفريق، الذي بات على أعتاب الهاوية.