في كارثة بيئية جديدة، طالبت فعاليات جمعوية كلا من الحكومة والمسؤولين المحليين والسلطات المعنية، بفتح تحقيق عاجل في فضيحة اجتثاث آلاف الأشجار من غابة بن صميم ضواحي مدينة إفران لإقامة ملعب للغولف. وأكدت جمعية «بييزاج» في بيان، توصلت «المساء» بنسخة، منه أن التنوع البيولوجي والنباتي والطبيعي والايكولوجي الفريد من نوعه، الذي تتميز به إفران والأطلس المتوسط، أصبح معرضا للتدمير بسبب «التجاوزات الخطيرة»، التي تتم حاليا في حق البيئة والمنطقة، ومنها هذا المشروع الذي يطرح «علامات استفهام كثيرة تستدعي فتح تحقيق نزيه حول مدى احترامه للقوانين البيئية في زمن التغييرات المناخية». ووصف البيان ما يحدث بأنه «جرائم ضد الطبيعة والبيئة تمارس في واضحة النهار في حق ما تبقى من الإرث الطبيعي والايكولوجي بالأطلس المتوسط»، وبالضبط بمنطقة تابعة للجماعة القروية بن صميم، التي احتج سكانها في وقت سابق على محاولة حرمانهم من مياه المنطقة لفائدة إحدى الشركات. وقال رشيد فاسح، رئيس الجمعية، في تصريح ل «المساء» إن مشاريع الغولف يفترض فيها إحداث الغابات لا اقتلاعها والتسبب في تدمير بشع للبيئة، مشيرا إلى أن الجمعية بصدد التنسيق مع عدد من الفعاليات لإثارة هذا الملف على أوسع نطاق. وكان البيان قد نبه إلى أن نشطاء من أبناء المنطقة أكدوا أن الفضاء يحتوي على أماكن جرداء يمكن إنشاء ملعب للغولف فيها، دون «قتل آلاف الأشجار وتحويلها إلى فحم للأفران»، في خطوة «تتناقض جملة وتفصيلا مع مضامين الظهير الشريف رقم 1.14.09 الصادر في 6 مارس 2014 بتنفيذ القانون الإطار رقم99.12 بمثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة». واعتبرت الجمعية هذا «الخراب» تمهيدا «لاجتثاث ما تبقى من الثروة الغابوية بالأطلس المتوسط، التي تعد متنفسا للمواطنين المغاربة والطفولة والمخيمات والكشافة. وشددت الجمعية على أن الاستثمار ضرورة أساسية للتنمية لكن دون التأثير على المكونات الطبيعية الفريدة للبلد، ووصفت هذا المشروع بأنه استهتار وضرب للقوانين المعمول بها، في الوقت الذي «انخرط فيه المغرب ملكا، حكومة وشعبا في المشروع الوطني للميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة». وكانت آلاف الأشجار قد اختفت أيضا من منطقة أولاد سبيطة ضواحي مدينة سلا، لإقامة مشاريع من بينها بناء ملعب للكولف، في إطار السعي لتوسيع قاعدة السياحة الراقية وفق ما كشف عنه مسؤولون في وقت سابق، ضمن إستراتيجية تهم مضاعفة عدد ملاعب الغولف بالمغرب ليصل عددها إلى أكثر من 40 ملعبا معظمها يسقى بالمياه الصالحة للشرب.