يسرا وهند ووهيبة، ثلاث فتيات في العشرينات من عمرهن، ينافسن الرجل في فن «الراب» بعدما شكلن فرقة نسائية تحمل اسم «تيغريس فلو» يحرصن على ارتداء لباس مثل الرجال تجنبا لنظرات الجمهور لأجسادهن، فزن بجائزتين موسيقيتين هامتين، وتطمحن في الوصول إلى العالمية. - ما هو الاسم الذي تحبينه أكثر يسرى أم سلطانة؟ < الاسمين معا، فاسمي الحقيقي، يسرى وكاف، أما سلطانة فهو لقب، وأحبه أيضا لأن والداي منذ أن كنت صغيرة يناديانني ب»سلطانتي». - كيف تشكلت فرقة «تيغريس فلو» النسائية؟ < تأسست الفرقة سنة 2005، وكانت عبارة عن ثنائي «هند وصوفيا»، فالتحقت بها سنة 2006، لتلحق بنا كل من وهيبة وفاطمة الزهراء، لنصبح خمس فتيات، لكن خلال سنة 2007، غادرت صوفيا وفاطمة الزهراء لظروف خاصة، وبقينا نحن الثلاثة: أنا وهند ووهيبة، رفقة عبد العالي منسق الموسيقى «دي جي». - ألم تفكرن في «دي جي» فتاة؟ < لحد الآن لا توجد فتاة تعمل كمنسقة للموسيقى، لكن عبد العالي ماهر ويتقن عمله، ونحن نشكل فرقة تجمع بينها علاقة الأخوة والصداقة، وهذا ما يشجع على كتابة كلمات متميزة. - ما هي أولى خطواتك نحو «الراب»؟ < كنت أعشق فن «الراب» منذ الصغر، حيث بدأت في كتابة الكلمات بالإنجليزية وسني لا يتجاوز 12 سنة، وعندما وصلت إلى مستوى البكالوريا توقفت عن هذا الفن من أجل إتمام الدراسة، وبعد حصولي على دبلوم كمضيفة للطيران ودبلوم آخر في السكرتارية، بدأت أعمل في الخطوط الملكية فتوقفت عن العمل، وعدت إلى غناء الراب، حيث كانت البداية مشاركتي تسع شباب في أغنية للراب بالدار البيضاء ومثلت حي عين السبع، وبعدها شجعني بعض أصدقائي على الالتحاق بالفرقة النسائية «تيغريس فلو» . - بعد التحاقك، ماذا أضفت للمجموعة؟ < حاولت إقناع أعضاء المجموعة بالابتعاد عن أسلوب غناء «الزنقة» والأسلوب الرجالي في الراب، وتحدثنا عن أننا كفتيات ينبغي أن نمثل المرأة المغربية وهمومها، ونكون لسان حالها، فواصلن معهم المشوار، حيث ففزنا بأول جائزة في مهرجان «أوف دي بلاد» المخصص للراب والهيب هوب، كما فزنا بالجائزة الأولى في مهرجان «جيل موازين» بالرباط. - هل اعترضتكن مشاكل في مسيرتكن الفنية؟ < إن أهم مشاكلنا تكمن في الجانب المادي، ولا أخفيك أننا مازلنا نعتمد في التمويل على آبائنا، خاصة أننا نشعر أن جهات تحاول أن تقف ضد طموحاتنا في الرقي بمجموعتنا كي تصبح عالمية، وأحيانا يتسرب إلينا شعور ب«القمع والحكرة»، بسبب عدم تنفيذ العود الكاذبة التي تلقيناها من مسؤولين ومن بعض منظمي الحفلات ومن أصدقاء لطالما جعلونا نحلم كثيرا. - مثل ماذا؟ < هناك من يدعي أنه سيدعمنا ماديا ويتخلى عنا، وهناك من يعدنا بأنه سيسعى لأن نشارك في بعض المهرجانات، ولكن دون نتيجة. - هل فن «الراب» كان في حاجة إلى فتيات؟ < نعم، خاصة أن فرقة نسائية ظهرت في البداية وأساءت إلى هذا الفن، ونحن أثبتنا للجميع أن الراب «ماشي موسخ»، بل يمكن للفتاة أن تعتمد في الغناء على كلماتها ورسالتها دون الاعتماد على جسدها، وأنه يمكن أن تكون موضوعية في أدائها وتتحدث عن الإيجابي والسلبي، لذلك تعمدنا أن نعتلي الخشبة ونحن نرتدي لباسا فضفاضا مثل الفتيان، حتى نتجنب نظرات الجمهور إلى أجسادنا، ونفوت عليه فرصة المقارنة بيننا، من هي الأجمل ومن تملك «فورمة زوينة». بهذا استطعنا أن ننال احترام الجميع، ونفرض على الجميع أن يسمع إلى كلماتنا، وأن نقول لمن يتابعنا «حنا ما شي مونيكات». - كيف تنظرن إلى الأحزاب السياسية؟ < إن السياسة بالنسبة إلينا هي علامة استفهام، ولا نعرف «ساسها من راسها»، ونحاول أن نبقى بعيدا عنها، بالرغم من أن أغنيتنا «كيفاش» من حيث المضمون تحمل العديد من مواقفنا التي يمكن اعتبارها سياسية اتجاه الواقع المغربي الذي يسير نحو التدهور، وتحدثنا في هذه الأغنية عن كثرة القوانين التي لا تطبق على أرض الواقع، خاصة أن هند، عضوة المجموعة كانت تدرس القانون وكان السؤال الذي يؤرقها دائما: هو لماذا ندرس في المقررات العديد من القوانين ولا نجد لها تطبيقا على أرض الواقع؟ - ما رأيك في أداء العديد من الفرق الشبابية خاصة في فن الراب و «الهيب هوب»؟ < هناك مجموعات تركت بصمتها في الميدان وسارت على الطريق الصحيح، ولها وزنها على المستوى الوطني والعالمي، وهناك مجموعات تريد تلويث هذا الفن، والصنف الثاني سنتصدى له بكل ما أوتينا من قوة. - ما هي المواضيع التي تتطرقن إليها في الغناء؟ < نحن نركز على كل المواضيع التي تعني المواطن بمختلف فئاته العمرية ونكتب كلماتنا بموضوعية، كما لا ننتظر وقوع الأحداث كي نبدع أغنية، فمثلا لم ننتظر أحداث غزة كي نغني لأجلها، بل سبق أن غنينا أغنية «لا سلام» تحدثنا فيها على أنه لا ينبغي ربط الإرهاب دائما بالمسلمين وأن ما يقع في فلسطين لا يعبر عن وجود سلام. كما غنينا حول الهجرة السرية في أغنية «حراكة ولكن»، وأغنية «مغربية» التي افتخرنا فيها بالمرأة المغربية التي أبانت عن أنها تتمتع بكفاءة عالية في العديد من المجالات. كما تطرقنا في أغنية «كيفاش» إلى ما يعرفه المغرب من شذوذ جنسي نتيجة غياب الدين في المجتمع، فأشرنا إلى ما حصل في القصر الكبير من محاكمة للشواذ وانتقدنا جمعية «كيف كيف» التي تحاول تطبيع المجتمع مع هذه الظاهرة. - ما جديدكن؟ < أغنية «مالهم» التي مازالت لم تطرح في الأسواق، ونتحدث فيها عن التحرش الجنسي، إذ أدينها بأسلوب كوميدي «سناتيك راب» وهو نوع من أنواع الراب، وننتقد فيها بعض شباب اليوم الذين لم يعودوا يتمتعون بهيبة الرجال التي كانت في السابق، وأصبح هم بعضهم هو التحرش بالفتيات في الشارع.