بدأت الفتيات يفرضن أنفسهن بقوة على الساحة الموسيقية المغربية بينما راح عالم موسيقى الهيب هوب والار اند بي والراب الذي كان يهيمن عليه الفتيان في وقت من الأوقات يفسح الطريق أمام عدد كبير من الفنانات. "" فبعد فوزه بجائزتين موسيقيتين كبيرتين في أسبوع واحد خلال شهر مايو عام 2008 أصبح فريق "تيجريس فلو" من الاسماء الراسخة في عالم موسيقى الراب ضاربا بذلك مثلا لفتيات اخريات لكسر قواعد المجتمع المغربي المحافظ. وفاز تيجريس فلو الذي يتألف من ثلاث فتيات في اوائل العشرينات هن يسرا وهند ووهيبة بالاضافة الى منسق الموسيقى عبد الجليل بأول جائزة له من مهرجان "جيل موازين" بالرباط ثم بجائزة مهرجان "اوف دي بلاد" الموسيقى بالرباط. واوضحت رئيسة الفريق يسرى عوكاف التي تعرف ايضا باسم سلطانة ان نجاح تيجريس فلو هو ثمرة عمل شاق وعزم لا يلين على النجاح. وقالت سلطانة "نجاحنا يعود الى الثقة التي بيننا كمجموعة وكذلك الثقة في عملنا والى المجهودات التي بذلناها. ما ساعدنا اكثر هو اننا استفدنا من التهميش الذي تعرضنا له في البداية حيث لم يساعدنا احد." لكن المشكلات التي واجهت الفريق في البداية علمت الفتيات ان يعتمدن على انفسهن واكتسبن نجاحهن منذ ذلك الحين بقوة دفع ذاتية. واضافت سلطانة "لكن عندما برزت هذه المجموعة وهي الاولى من نوعها في المغرب وفي افريقيا اصبح منظمو الحفلات ينادون علينا." وخلال حفل بمدينة سلا بالقرب من الرباط قدم فريق تيجريس فلو يوم السبت العديد من الاغنيات منها اغنيتيه الشهيرتين "المغربية" و"كيفاش" وتعني بالمغربية ( لماذا). وبدون استخدام الفاظ فجة يعبر الفريق عن افكاره وتطلعاته باللغة العامية المغربية. ومثل كثير من فناني الراب والهيب هوب استخدم الفريق كلمات اغانيه لادانة العنف وعدم المساواة والتحرش الجنسي كما دعا الى السلام والتفاؤل والحب. وبدأت بعض مغنيات الراب الغناء في فرق الرجال. غير ان التعقيدات التي يتضمنها مثل هذا السيناريو شجعت فوزية الشمعاوي التي كانت تغني في فريق للرجال على تشكيل فريق نسائي خاص بها اطلقت عليه اسم "الفتيات اس". وساندتها وشجعهتا في مسعاها هذا سلطانة التي اصبحت بمثابة المرشدة في هذا المجال. وقالت فوزية الشمعاوي "في السابق كانت كل واحدة منا تنتمي الى مجموعة مختلفة وانا شخصيا كانت لي بعض المشاكل مع المجموعة التي كنت عضوة فيها. لم نكن نتفاهم مع المغنين الذكور ولهذا نصحتني الاخت سلطانة من مجموعة تيجريس فلو بتكوين مجموعة نسائية فقط وهذا ما حصل بالفعل. وها انتم شاهدتم النتيجة خلال هذا الحفل." وبالحكم على عدد الذين توافدوا للاستماع الى فريقي تيجريس فلو و الفتيات اس يوم السبت قد يكون هذان الفريقان رائدين لاتجاه جديد هو اداء النساء لاغاني الراب. وقالت سارة الرايس الصحفية المتخصصة في الموسيقى ان تيجريس فلو يقود مشهد موسيقى الراب النسائي. ورغم ذلك لا يوجد سوى عدد قليل من مغنيات الراب رغم تمثيلهن الجيد في انواع اخرى من الموسيقى مثل الار اند بي. وقالت سارة الرايس "لتيجريس فلو الريادة في هذا الاتجاه خاصة بعدما فاز بجائزتي موازين و أوف دي بلاد. وفتح هذا كثيرا من الابواب امامه. كما توجد مطربة منفردة لموسيقى الراب تدعى حنان تندريس كانت عضوا في فريق للفتيان وكانت هي الفتاة الوحيدة. امل ان ارى فتيات اكثر واكثر يغنين الراب. هناك فتيات يؤدين انواعا اخرى من الموسيقى مثل الهيب هوب و الار اند بي والروك لكن لا توجد كثيرات تغنين الراب." وخلال الحفل الذي اقيم في سلا غنت فرق الفتيان أربع ساعات متصلة لكن الحفاوة الاكبر كانت من نصيب تيجريس فلو.