على بعد ثماني دورات من إسدال الستار على منافسات الليغا, مازال التشويق سيد الموقف، فنصف عدد فرق الدوري معني حسابيا بالإفلات من مخالب الدرجة الثانية، وأربعةفرق تتصارع لحجز المركز الرابع المؤدي لمسابقة عصبة الأبطال والريال مازال متشبثا بالأمل لمنافسة البارصا على اللقب، ولهذا قد يُشكل برنامج الدورة الواحدة والثلاثين منعرجا خطيرا للفرق المعذبة، فنادي خيطافي أنقذ مدربه فكتور فرنانديز من خطر الإقالة، بعد عودته بنقط الفوز من عاصمة الأندلس على حساب إشبيلية، جعلته يبتعد بفارق أربع نقط، لكن استقباله للمتزعم الكطلاني وخوضه لمباريات صعبة في الدورات القادمة أمام الريال، بلنسية وفياريال، قد يعيده إلى المنطقة المكهربة، لهذا سيبذل جهدا مضاعفا لهزم البارصا، كما فعلها منذ موسمين، بتوقيعه لرباعية نظيفة، ليسدي بذلك خدمة جليلة لجاره العريق الريال الراحل إلى ويلبا لمواجهة ريكرياتيفو الغريق. الفريق الأبيض مطالب بالفوز، إن أراد الاستمرار في تضييق الخناق على المتصدر، وقد تصير مشاريعه مجرد أضغاث أحلام في حال تعثره وفوز الكطلانيين بالضاحية المدريدية ويود بلنسية الرابع الحفاظ على مرتبته بهزمه لإشبيلية في قمة الدوري بامتياز، حتى يظل في مأمن من فياريال، وقد يضيع نادي الغواصة الصفراء نقطا ثمينة في رحلته إلى بلد الوليد، جراء غياب لاعبي الوسط الدوليين كازرولا وسينا بسبب الإصابة، مما سيخدم مصالح أصدقاء المغربي باها ملقة المتطلعين إلى مركز أوروبي، ولهذا لن يدعوا الفرصة تمر دون هزم ضيفهم ريال مايوركا. أما نادي أتليتكو مدريد هو الآخر لا يخفي طموحاته للانقضاض على المرتبة الرابعة فبعد أن أزاح مؤقتا ديبورتيفو لاكورونيا من الصراع، سيعمل على إكرام وفادة ضيفه الجريح نومانسيا، الذي قد يتذيل ترتيب الليغا، إذا نجح الإسبانيول في هزم راسينغ صنطندير المتراجع وغياب الحارس الرسمي للزوار طونو، بعد تلقيه لبطاقة حمراء في الدورة الماضية، سيسهل مأمورية الإسبانيول للخروج من عنق الزجاجة آملا في تعثر منتظر لسبورتينغ خيخون أمام مضيفه البتيس. فيما سيحاول ناديا ألمرية وأتليتك بلباو استغلال عامل الميدان لتحقيق فوز حيوي على ضيفيهما أوساسونا و ديبورتيفو لاكورونيا يمنحهما جرعة أمل إضافية لتأمين مرتبة في وسط سبورة الترتيب. في الكالشيو، تضييع نادي اليوفنتوس لخمس نقط في مباراته السابقتين أمام كييفو فيرونا و جنوة، قلل من أهمية لقاء القمة الذي سيجمعه بالمتزعم الأنتر، بحكم ابتعاد هذا الأخير بعشر نقط، فرغم تفوق المرأة العجوز في هذه المباراة، فان السكوديتو أصبح شبه محسوم لصالح النيراتزوري، ولهذا يرغب اليوفنتوس فقط في رد الدين لهزيمة لقاء الذهاب والبقاء في مركز الوصافة الذي يتربص به الروسونيري، الذين استعادوا عافيتهم ولهذا لن يتوانوا في هزم طورينو لتأزيم وضعيته في أسفل الترتيب، وبالعاصمة الإيطالية سيحاول نادي اس روما مصالحة جماهيره بعد خسارته للديربي بتحقيق فوز عريض على ليتشي. هزيمة جديدة للضيوف ستجعلهم يضعون قدمهم الأولى في الدرجة الثانية إلى جانب ريجينا، بينما ستحاول بولونيا استبعاد هذه الفرضية، رغم هزيمتها الثقيلة بميدانها أمام سيينا وإقالتها لمدربها ميهايلوفيتش. رحيلها إلى جزيرة صقلية لمنازلة باليرمو العنيد، لن يساعدها على الخروج من المأزق بسرعة، وبعيدا عن هموم الانعتاق من المنطقة المكهربة، تبدو الأحلام وردية بمدينة جنوة، فالنادي المحلي، يبصم على موسم رائع، باحتلاله للمركز الرابع، ويود الحفاظ عليه، لكن عليه أولا الاحتراس من الفخ اللازيالي، الذي أمطر جاره روما برباعية بينما سيحاول فيورونتينا العودة بنقط الفوز من أودينيزي المطمئن على وضعيته في وسط الترتيب، ليبقي على مطاردته لجنوة . في الدوري الفرنسي، تنتظر حامل اللقب أولمبيك ليون أيام عصيبة، حيث صار مطالبا بنفض غبار التواضع عنه والسعي نحو تحقيق انتصارات متتالية، إن أراد الحفاظ على لقبه ورحيله إلى بوردو، سيكون أول اختبار حقيقي له للدفاع عن حظوظه، قبل مواجهة باريس سان جرمان وأولمبيك مرسيليا في الدورات القادمة ولهذا يعتبر لقاء بوردو بأولمبيك ليون منعطفا خطيرا للفريقين معا، فالفوز سيكفل لبوردو انتزاع الصدارة والتطلع لنهاية الدوري بتفاؤل كبير، بعد أن واجه كل الفرق الكبيرة وهزيمة المحليين قد ترمي بهم إلى المرتبة الخامسة، في حال تفوق تولوز و باريس سان جرمان على خصميهما المتواضعين غرونوبل و لوهافر، بينما أنصاف الحلول ستعقد على البوردوليين مهمة المنافسة على اللقب. من جهته، سيحاول اولمبيك مرسيليا ، استغلال اصطدام مطارديه لتوسيع الفارق، شريطة عودته بنقط الفوز من لوريان، فيما تسعى الفرق المعذبة سانت إتيان، نانت و سوشو إلى الإفلات من مخالب الدرجة الثانية، لكن مهمتها تبدو صعبة أمام ضيوفها المشاكسين ليل، نيس و اوكسير، و قد يستغل كان الفرصة للهروب إن أحسن التعامل في مباراته مع نانسي، التي تعتبر قمة المؤخرة بامتياز.