لم تنفع بلاغة بيان التضامن الذي أصدره «الاتحاد العام لطلبة المغرب»، الذراع النقابي الطلابي لحزب الاستقلال، مع الطالب القاعدي المتوفى جراء إضرابه عن الطعام، منذ بضعة أسابيع، من احتدام مواجهات بين فصيل النهج الديمقراطي القاعدي بمكناس، وشبيبة حزب الاستقلال، يوم الأربعاء الماضي، على خلفية إقدام شبيبة الاستقلال على «اقتحام» الساحة الجامعية للعاصمة الإسماعيلية بغرض تنظيم مهرجان وطني للشباب والطلبة. إذ أقدم الطلبة القاعديون على تنظيم احتجاجات في ساحة الحي الجامعي ضد عملية «إنزال» حزب الاستقلال، مما أسفر عن مواجهات بين الطرفين لم تسفر عن أي إصابات. وقللت مصادر استقلالية من أهمية ما وقع، موضحة بأن الأمر يتعلق بمحاولة «تسلل» بعض العناصر المحسوبة على الطلبة القاعديين لندوة كان من المقرر أن تنظم من قبل شبيبة الاستقلال في الحي الجامعي مولاي إسماعيل، ورفعت شعارات راديكالية، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل، حسب المصادر ذاتها، بعدما تدخل أعضاء من اللجنة التنظيمية لإخراج المتسللين. وأقدم الطلبة القاعديون على تنظيم حلقية نقاش وجهوا فيها انتقادات لاذعة إلى حزب الاستقلال، مذكرين بقراءات للتاريخ الحديث للمغرب توجه أصابع الاتهام إلى قياداته بالتورط في مقتل عباس المساعدي، أحد رجالات جيش التحرير، واتهامه بالضلوع في إفشال عمل المقاومة المسلحة في مغرب ما بعد الاستقلال، والركوب على مفاوضات «إيكس ليبان» لإحكام «القبضة» على مغرب ما بعد الاستقلال. كما وجه القاعديون انتقادات لاذعة لمحاولة الاستقلاليين العودة مجددا إلى الجامعة، عبر تنظيم هذا المهرجان، تحت يافطة الاتحاد العام لطلبة المغرب، وهي نقابة طلابية لا تعترف الفصائل اليسارية في الجامعة بشرعيتها، وعادة ما تصف أعضاءها ب»طلبة الكراج» و»طلبة الصفر»، وتتهمهم ب»العمالة» للسلطات. وذكرت المصادر الاستقلالية أن حلقية النقاش انتهت بدون أي حادث يذكر، بعدما تدخل القيادي الاستقلالي عبد القادر الكيحل لطمأنة القاعديين على أن تنظيم المهرجان لا يستهدف أنشطة الطلبة القاعديين بالجامعة. فيما أوردت مصادر من الطلبة القاعديين بمكناس بأن عددا من الطلبة كانوا قد توجهوا إلى الحي الجامعي قصد التعبير عن موقفهم الرافض لما أسموه «المهزلة» التي تقوم بها شبيبة حزب الاستقلال، في إطار مهرجان وطني، بمشاركة «الاتحاد العام لطلبة الصفر»، مضيفة بأن هذا المهرجان عطل مصالح الطلبة القاطنين بالحي الجامعي.